خواطر من حرب حزيران 1967
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

خواطر من حرب حزيران 1967

 فلسطين اليوم -

خواطر من حرب حزيران 1967

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

الهزيمة كانت لها نتائج وتأثيرات لاتزال أغلبيتها الأكبر والأهم متواصلة حتى الآن.

لن أكتب عن ذلك، ما أكتبه خواطر عن المناسبة مازالت حية في ذاكرتي عن تلك الأيام عندما كنت طالباً بالقاهرة.
* كغيري من الناس كنا نعيش حالة من الثقة بالنصر تصل حد الابتهاج المبكر بالنصر والهزيمة الماحقة لدولة الاحتلال. وكانت تغذي هذه الحالة وسائل الاعلام العربية والمصرية منها بشكل خاص.
ركوباً على موج هذه الحالة، بادر بعض الطلاب من نابلس الى محاولة تشكيل مجموعة من الطلاب يكملون حمولة سيارة / سيارات أجرة للعودة بها براً عبر الأراضي المحررة الى مدينة نابلس. كنت واحداً ممن عُرضت عليهم المبادرة.
* قبل ظهر يوم اندلاع الحرب كنت وصديق لي في زيارة الى بيت طالبات في «مدينة نصر» الحي المشهور بعماراته العالية على الطريقة الروسية.
كان مقر هيئة اركان القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت يقع على أطرافه.
اثناء تواجدنا في صالة الاستقبال خرجت الطالبات من غرفهن مبتهجات بخبر بدء الحرب. كان هناك زائرة من بيت طالبات آخر في نفس الحي، طلبت مني وصديقي مرافقتها لتعود الى ذلك البيت سيراً على الأقدام.
 خلال طريق العودة كانت هناك طائرات حربية تخترق الأجواء وكان الناس يختبئون منها.
أحدى الطائرات أطلقت زخات من الرصاص لسبب وباتجاه هدف لا نعرفهما، بعد مرور الطائرة وصفاء الجو خرج واحد من الناس مما يشبه المكمن الأرضي المتواضع جدا وقال بصوت مسموع تماماً «الله، همّ وصلوا هنا إزاي» كان قول ذلك الرجل كأول ماء بارد يسقط على رؤوسنا الحارة الواثقة بالنصر.
لكننا وبسرعة، تجاوزنا سؤال ذلك الرجل واستمرينا العيش في عالم التفاؤل والثقة بالنصر.
فقط مع انتهاء الحرب ونتائجها عاد السؤال للدق فوق رؤوسنا كبقية الأسئلة حول لماذا وكيف.
* في اليوم الثاني للحرب، نجح تيسير قبعة، نائب رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين، في الحصول على موافقة الجهات المصرية المعنية بقبول متطوعين من الطلبة الفلسطينيين للمشاركة في القتال.
كنت عضوا في الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد في القاهرة، وتولينا مسؤولية الدعوة.
حددنا مكان اللقاء في مكتب منظمة التحرير القريب من ميدان رمسيس بوسط البلد.
في أول يوم تجمع فقط مئات قليلة بسبب صعوبة الاتصال والإبلاغ.
في الاستمارات التي وزعت علينا لملئها كان هناك سؤال حول نوع التدريب الذي تلقاه المتطوع، الجميع أجاب «راقي» مع ان الغالبية الساحقة لم تكن أمسكت سلاحاً في حياتها.
عندما اخبرت تيسير بتلك الحقيقة اجابني بان ذلك ليس مهم فجميع المتطوعين جامعيون، وأنا مستعد ان اعلمهم استعمال السلاح (البندقية) في الباص في الطريق الى مواقعنا.
انتظرنا في مكتب المنظمة، من الصباح حتى المساء، باصات الجيش لتنقلنا الى المعسكرات او المواقع، ولم تصل فعدنا لبيوتنا.
في اليوم التالي عدنا الى مكتب المنظمة. وزاد عددنا مئات أخرى وانتظرنا طول النهار ثم عدنا لبيوتنا كاليوم السابق. تكرر الامر ليوم او يومين آخرين وكل يوم كان عددنا يزداد.
لكن لا الباصات وصلت ولا نحن التحقنا بأي موقع ... والبقية معروفة.
* بعد انتهاء المعارك وعودة الجنود الى معسكراتهم ومواقعهم. اتيحت لي وانا في دوار المطار رؤية عساكر عائدين من جهة المطار متجهين الى البلد(القاهرة).
كان هناك اكثر من شاحنة محملة بالعساكر. وكان هناك مئات كثيرة من الناس قد تصل الى آلاف تجمعت في الميدان بالصدفة او بمناداة بعضهم لبعض من اهل المنطقة وجوارها (مصر الجديدة).
كان مشهد الجنود محزناً. كانوا يبدون كسيري النفوس مطأطئي الرؤوس، هيابين من ملاقاة الناس. لكن أصالة المصريين واعتدادهم وثقتهم بأنفسهم كانت تطغى على مشهد الجنود:
بكلام عاطفي وبهتافات عفوية ترحيبية صادرة من القلب، ومشفوعة بدموع مقدرة للجنود ومعتزة بهم ومفتخرة بدورهم وشجاعتهم وبدورهم ومشجعة لهم على رد الصاع.
وكأنّ الجنود كان يأملون بمثل هذا اللقاء بل ويرجونه، فجاء تجاوبهم سريعاً عاطفياً مؤثراً ومتشجعاً. وكانت دموع التأثر بالمشهد تملأ عيون الجميع.
* شاهدت خطاب الرئيس عبد الناصر الذي أعلن فيه التنحي عن المسؤولية على جهاز تلفزيون فرع القاهرة لاتحاد الطلاب مع عشرات من الطلاب.
بعد انتهاء الخطاب وما أحدثه من صدمة في النفوس لم أرغب البقاء في سكني لوحدي فوافقت على دعوة الأخوين قبعة (علي وأمين) الذهاب معهم الى سكنهم في مصر الجديدة. هذا يعنى أن نستقل الباص العمومي من ميدان التحرير، والمرور بشوارع رئيسية بالقاهرة أهمها وأطولها شارع رمسيس.
وهذا ما أتاح لنا رؤية الناس بمجموعات قليلة لكن كثيرة العدد تخرج من مناطق سكنها  الشعبية المحيطة بالشارع على غير هدى وبدون أي جامع يجمعها او يوجه حركتها، وبشكل يعجز أي حزب أو جهة مهما كانت على تنظيم خروجها وتوجيهه.
أولئك الناس كانوا البداية لملايين المصريين والمقيمين الذي احتشدوا في المشهد العظيم في ميدان التحرير يعلنون رفضهم تنحي عبد الناصر، ويقررون في الجوهر إعلان رفضهم للهزيمة.
كنت وآلاف من الطلاب الفلسطينيين والعرب وسط تلك الجموع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر من حرب حزيران 1967 خواطر من حرب حزيران 1967



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday