رسالة من مرضى الثلاسيميا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رسالة من مرضى الثلاسيميا*

 فلسطين اليوم -

رسالة من مرضى الثلاسيميا

رامى مهداوى
بقلم : رامى مهداوى

انقطاع الأدوية ونقص الرعاية الصحية شبحٌ يلاحق 309 من مرضى الثلاسيميا في قطاع غزة منذ ستة أشهر حتى وقتنا الحالي، ويهدد 566 آخرين منهم في الضفة الغربية.
هذه المعلومة وصلتني من خلال رسالة من مرضى الثلاسيميا في المجتمع الفلسطيني الذين تزداد مشاكلهم واحتياجاتهم المتزامنة مع نموهم، لا تتجاوز هذه الحاجات كونها متطلبات الحياة الطبيعية لأي

مريض حول العالم. ففي الوقت الذي قللت فيه فلسطين بجهود وطنية وتعاون مؤسساتي عدد الولادات الجديدة المصابة بمرض الثلاسيميا مقاربة إيّاها الى الصفر، كانت آمال المرضى وذويهم بارتقاء الأوضاع الصحية ونوعية الخدمات المقدّمة أن تزداد، إلا أن هذه الآمال لم تدم طويلاً قبل أن ترتطم بجدار الواقع الأليم، الذي أعادهم إلى دائرة المعاناة من المرض الوراثي المزمن ومضاعفاته الفتّاكة.

تشير الإحصائيات خلال الفترة 2018-2019 إلى أن 60% من المرضى لا يتجاوز مستوى خضاب الدم (الهيموغلوبين) لديهم 8، فيما يعاني 70% منهم ارتفاعاً لمستوى الحديد في دمهم عن المستوى المقبول، الأمر الذي جرّ وراءه سيلاً من المضاعفات والمشكلات الكثيرة والتي لا سبيل إلى تلافيها إلّا من خلال رفع مستوى الخدمات والعلاجات، وضمان استمرارية إمداد المرضى بها دون

أي انقطاع مهما كان ضئيلاً، فالعلاجات الطاردة للحديد هي البوابة الكبيرة -وإن لم تكن الوحيدة- لتقبل مضاعفات المرض، والحصول على مؤشرات صحية جيدة، وصمام الأمان الذي لا يجب أن ينتزع من بين أيديهم حتى لا يفقدهم حياتهم. إنّ تراكم الحديد الناتج عن أخذ كميات كبيرة من الدم جرّت إلى حياة مريض الثلاسيميا أمراضاً مزمنة أخرى تشارك الثلاسيميا عملية الفتك بجسده، نتيجة

لعدم توافر العلاجات اللازمة والكافية، والأجهزة اللازمة له في مسيرته العلاجية، فمثلاً يعاني 77% منهم هشاشةً في العظام، هذه المشكلة التي لا يمكن تلافيها نظراً لقلّة توفر سبل وقايتها وحتى علاجها، إضافة الى وصول بعض المرضى مراحل متقدمة في أمراض السكري والقلب والكبد نتيجة لفشل هذه الأعضاء.  إنّ دور المؤسسات هو العمل على إيقاف تقدّم هذا المرض عن التوغّل في

أجسام هؤلاء المرضى، كما أسهمت عن إيقاف تفّشيه وتوغّله في المجتمع الفلسطيني منذ سنوات وتقليل التكاليف الهائلة التي كانت تجرّها الولادات الجديدة المصابة بالمرض. وليس ببعيد عن الوضع الصحي لمريض الثلاسيميا تطفو جوانب حياته الأخرى، كالأوضاع النفسية والاجتماعية التي لا تخلو من العقبات في ظل مجتمع يعاني 70% من شبابه ضعفاً معرفياً حول مرض الثلاسيميا. فكيف

بمجتمع لا يعي ماهيّة الثلاسيميا أن يعيَ كيف يحتضن ويتقبّل ويحسن معاملة تسعمائة من أبنائه المصابين بهذا المرض؟
وهنا تظهر جليّة إحدى أكبر المشاكل التي يعاني منها المرضى، والتي تقف سدّاً منيعا امامهم تعيق استمرارية حياتهم بشكل طبيعي. يبحث 75% من المرضى والذين تتراوح أعمارهم بين 15-27

عاما عن فرصة للعمل وبناء حياة. يحاولون قدر استطاعتهم الحصول على دورهم في بناء مجتمعهم كحق لهم وواجب عليهم في آن، خاصة وان ما يزيد على 50 فرداً منهم خريجون من الجامعات والمعاهد ويحملون الخبرات والمؤهلات، ينتظرون على بوابات المستقبل، لعلّ هذا المجتمع الواعي يمنحهم حقهم ويشاركهم المسؤوليات، والتي أظهروا حتى اليوم أنهم أهل لتحملها، من خلال القلة التي

حالفها الحظ وحصلت على وظائف وأثبتت أن المرض لا يمكن أن يقف عائقاً أمام الإرادة.  أعزائي صانعي القرار كلٌ حسب موقعه لم يعد الثلاسيميا مجرّد مرض، بل حالة متكاملة تترابط خيوط الحياة فيها، والتظاهر بالصمم أمام كل محاولات المرضى للمطالبة بحقّهم في الحياة هو حكم بالموت. فماذا تنتظرون؟؟

قد يهمك أيضا :  

السلطة الفلسطينية تؤكّد أنّ ضم أي جزء من الضفة الغربية "جريمة حرب"

  رئيس الوزراء الفلسطيني يؤكد نعد "الضفة الغربية" منطقة واحدة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من مرضى الثلاسيميا رسالة من مرضى الثلاسيميا



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday