المواجهات مع غزة معضلة نتنياهو ومشروعه الكبير
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المواجهات مع غزة: معضلة نتنياهو ومشروعه الكبير

 فلسطين اليوم -

المواجهات مع غزة معضلة نتنياهو ومشروعه الكبير

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

انتهت جولة المواجهات بين غزة وإسرائيل والتي بدأت أول من أمس بمبادرة من حركة «الجهاد الإسلامي» كرد فعل على تنكيل الاحتلال بجثمان الشهيد محمد الناعم باستخدام الجرافة العسكرية في مشهد آثار غضب واشمئزاز، ليس فقط الفلسطينيين بل كل من يتمتع بحس إنساني وبانتماء لبني البشر، وخلق حالة جدل في إسرائيل حول حجم الضرر الذي يسببه هذا المشهد البربري لصورة إسرائيل. ومن الواضح أن رد الفعل الذي أقدمت عليه حركة «الجهاد» والذي تصاعد بعد قيام إسرائيل بقصف هدف للمنظمة في دمشق وقتل اثنين من أعضاء الحركة وهما سليم سليم وزياد منصور، فيما تقول إسرائيل إنها محاولة فاشلة لاغتيال نائب رئيس الحركة القيادي أكرم العجوري الذي تحمله إسرائيل هو وزياد النخالة الأمين العام المسؤولية عن عمليات القصف، كان محدوداً ومتفقاً عليه بين «الجهاد الإسلامي» وحركة «حماس»، ولم يكن في الواقع يخرج عن نطاق رد الفعل المحسوب والذي لا يصل على مستوى الحرب الشاملة.

إسرائيل على غير عادتها لم تعمد لقصف مواقع تابعة لحركة «حماس» في هذه الجولة، حيث اعتادت على تحميل «حماس» مسؤولية كل ما يجري في قطاع غزة والرد باستهداف مواقع تابعة لها، والسبب في هذا هو محاولة التفريق بين الحركتين وتقدير سلطات الاحتلال أن «حماس» غير معنية بالمواجهة بعد قيام إسرائيل بتقديم بعض التسهيلات لغزة بناء على اتفاق التهدئة الذي رعته مصر وساهمت فيه قطر، وبالذات بعد زيارة العمادي لغزة ودفع الأموال القطرية لحركة «حماس»، وبعد زيارة رئيس جهاز «الموساد» وقائد الجبهة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي لقطر. وبالتالي لم تكن إسرائيل معنية بإدخال «حماس» في المعركة طالما أن الأخيرة غير راغبة في ذلك. وكانت التقديرات الإسرائيلية منذ البداية تشير إلى أن «حماس» ستضبط الأوضاع في غزة حتى لو تركت هامشاً لحركة «الجهاد» للرد على الجريمة الإسرائيلية النكراء بحق الشهيد الناعم.

وفي الحقيقة لم تكن الحكومة الإسرائيلية راغبة في توسيع رقعة المواجهة لسببين: الأول اقتراب موعد الانتخابات وعدم وجود إرادة في التورط في حرب لا يعلم أحد ماذا ستكون نتائجها، وقد تتسبب خسائر إسرائيلية جدية في توجيه ضربة قاصمة لفرص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الفوز في الانتخابات أو على الأقل في الحفاظ على الوضع الراهن الذي يشهد حالة من التوازن، وعدم الحسم بين الكتلتين الكبيرتين في إسرائيل. ويمكن لأي ورطة أن تحسم المعركة الانتخابية لصالح خصومه بقيادة زعيم تكتل «أزرق- أبيض» بيني غانتس الذي يتهم نتنياهو بالعجز تجاه غزة. والسبب الثاني هو أن المشروع الكبير والأخطر لليمين الإسرائيلي الذي يقوده نتنياهو مبني على الحفاظ على الوضع القائم في غزة أي الإبقاء على الانقسام الفلسطيني وسيطرة «حماس» على القطاع حتى الانتهاء من حسم موضوع الضفة الغربية بضم أكبر قدر منها في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

مسألة الوضع في الضفة بالنسبة لنتنياهو ستنتهي بعد ترسيم الحدود الإسرائيلية من جانب واحد بالتعاون مع الفريق الأميركي الذي وصل إسرائيل لهذا الغرض، والقيام بعد ذلك بالإعلان عن ضم المناطق التي تقع في الإطار المرسوم لإسرائيل حسب الخطة الأميركية المسماة «صفقة القرن». وأفضل وضع لتمرير هذا المشروع هو بقاء حالة الانقسام الفلسطيني كما هي عليه الآن. وإذا أخذنا بالاعتبار ما يقال في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول زيارة رئيس «الموساد» وقائد الجبهة الجنوبية لقطر والتي استهدفت لقاء شخصيات قيادية في «حماس» وتثبيت اتفاق التهدئة طويل الأمد مقابل بعض التسهيلات التي تعزز وتطيل حكم «حماس» في غزة. فإننا سنرى الصورة بشكل أكثر وضوحاً بخصوص عدم رغبة نتنياهو في تخريب خطته ومشروعه حتى بثمن التسبب باهتزاز صورته نتيجة لجولة المواجهات الأخيرة التي ستبقى عالقة في أذهان الإسرائيليين، حتى التصويت في الانتخابات في يوم الثاني من آذار القادم، أي بعد أسبوع على انتهاء الجولة مع غزة.

المعارضة الإسرائيلية ستستخدم المواجهات مع غزة كدليل على فشل سياسة نتنياهو، وسيعمد غانتس لتكرار عبارة «هنية يهدد ونتنياهو يدفع» وهي باللغة العبرية على نفس الوزن، ويمكن أن تكون لازمة جيدة في الدعاية الانتخابية لغانتس، ولكن من الصعب التنبؤ بحسم الانتخابات لصالح المعارضة. وعلى الأغلب ان نتنياهو سيتضرر من جولة المواجهات الأخيرة، فقد اضطر لإلغاء تجمعين انتخابيين كان سيشارك فيهما في الشمال، بل إنه خشي من الإعلان عن مكان تواجده خشية من تعرض المكان للقصف وعودة الصورة المخجلة لدخوله الملجأ نتيجة للقصف.

ربما الأمر الأكثر تأثيراً في الانتخابات القادمة هو نسبة المشاركين في التصويت، فكلما زادت النسبة قلت فرص نتنياهو، وعلى هذا يراهن « أزرق- أبيض». وازدياد حصة القائمة العربية المشتركة إلى 15 مقعداً أو أكثر قد يكون الضربة الأهم للقضاء على نتنياهو. وإذا التزم أفيغدور ليبرمان زعيم «إسرائيل بيتنا» بوعده للناخبين بعدم السماح بالذهاب لجولة رابعة من الانتخابات، فهذا يعني دعمه لحكومة بزعامة غانتس وإسقاط نتنياهو حتى بثمن الاعتماد على دعم القائمة العربية من الخارج، ولكن كل هذا سيظهر بوضوح بعد الانتخابات وعلى ضوء النتائج التي سيحصدها كل طرف.

قد يهمك أيضا : 

   المشروع الأميركي: المأساة في الواقع الفلسطيني الداخلي

اللقاء مع الإسرائيليين: التوقيت والخلط غير البريء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواجهات مع غزة معضلة نتنياهو ومشروعه الكبير المواجهات مع غزة معضلة نتنياهو ومشروعه الكبير



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday