الساخرون من آبائهم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم!

 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

برزت في وسائل الإعلام الاجتماعية ظاهرة خطيرة، بخاصة في فلسطين، وهي بذر الكراهية في نفوس الشباب لآبائهم وأجدادهم، وتحطيم ماضيهم، بالسخرية من طول أعمارهم، ومن قسمات وجوههم.
للأسف نشر أحدهم، يبدو أنه منسوبٌ لأحد الأحزاب الفلسطينية المعتمدة على الولاء والطاعة، الخالية من أية ثقافةٍ وطنية، نشر هذا الشابُ جدولا بأسماء مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، نشر في مُقابلِ أسمائهم عددَ سنواتِ أعمارهم، ثم تركَ هذا الناشرُ مساحاتٍ للتعليقات الساخرة.
ظهرت التعليقات الساخرة التالية، وهي ليست كل التعليقات:

«عليهم أن يتركوا الأمور لغيرهم، بعد أن أصبحت وجوههم مملوءة بالشوارع والمنعرجات» قال آخرُ ساخراً: «متى سننعاهم جميعا»، للأسف، نالت التعليقات السابقة إعجاب كثيرين!!
ما أكثر ما قرأتُ عن الحركة الصهيونية! لم أجد سخريةً أو استهزاءً مشحوناً بالكُره، والحقد، على مؤسسي الحركة، وعلى طول أعمارهم، وجدتُ فقط نقداً أكاديمياً لتعديل مسار هذه الحركة، وتغيير أهدافها،
يا ويلنا! هكذا يُكافئ الأبناءُ الفلسطينيون آباءهم! هل نعتبرُ ما سبق خللاً يمكن إصلاحُه، أو أنه مرضٌ خطير، يؤشِّر على عيبٍ في تاريخنا الفلسطيني النضالي، وبخاصة في تثقيف الشباب الفلسطينيين؟!
إن المستهزئين بالآباء هم مُنوَّمونَ موجَّهُونَ، يُنفذون خطةً خطيرة، ومؤامرةً على قضيتنا الفلسطينية العادلة، هذه المؤامرة هي جزءٌ من سلسلة مؤامرات، بدأت بمحاولة محو تاريخنا الفلسطيني الحضاري كلِّه، ثم سرقة هذا التاريخ، ونسبته إلى المحتلين الغاصبين.

 سَرق منا محتلو أرضنا رموزَ نهضتنا، تراثَنا، ومكتباتِنا، ووثائقَنا، ثم شرعوا يُشككون في عُلمائنا، ومفكرينا، وأدبائنا بتلطيخ سمعتهم، وتأليف النقائص في سيرتهم، وتزييف إبداعاتهم، كجزءٍ رئيس من مُخطط يهدف كلُّه إلى إزالة هذا التاريخ الفلسطيني الناصع!

هذه المؤامرة لا تقتصر على فلسطين، بل طالت كل بلاد العرب، فقد حاولوا تشويه سمعة كثيرين من زعماء العرب المخلصين!
في المقابل فإنني أرى أن أعداءنا يُجلون، يحترمون، ويقدسون آباءهم الأولين، يرسخون سيرهم في الكتب التعليمية، يوثقون نضالهم في أفلامٍ وصور، لأن هذا الإجلال والاحترام والتقدير للآباء هو الطريقُ للاستفادة من تجاربهم، والبناء عليها للنهوض والتطور والرقي.

ما أكثر الأمثلة على ذلك، أبرز مثال على ذلك هو رئيس دولة إسرائيل السابق، شمعون بيريس، الذي نسي أن يموت، كما قال، مات في الثالثة والتسعين من عمره، 2016م، لم يسخر منه أبناؤه الشباب، ولم يجعلوه هزءاً في صفحات التواصل الاجتماعية، بل اعتزوا به، أسموه حكيم إسرائيل، طلب مشورَته رؤساء الدول الكبرى، واعتزوا بصداقته!
أما موشيه أرنس عضو حزب الليكود، المتوفى عن أربعة وتسعين عاماً فقد تولى رئاسة وزارة الجيش ثلاث مرات، صار وزيرَ خارجيةٍ، وسفيراً، ثم أصبح محاضراً في كلية التخنيون، ثم مسؤولاً عن الأبحاث في مجال الطيران وهو في التسعين، ترك وراءه سيرة حياةٍ حافلةً بالعمل.

ما أكثر الزعماء ممن اقتربت أعمارهم من قرنٍ لايزالون يوزعون خبراتهم على شباب وطنهم، إن معظم رؤساء العالم حين يتركون مناصبهم يُشكلون خلايا عسلٍ فكريةً، مثل الرئيس الأندونيسي، مهاتير محمد، هو اليوم في الخامسة والتسعين لايزال في قمة عطائه.
سأظلُّ أرددُ قولاً مشهوراً يُنسب لنابليون بونابرت، زعيم المكارثية السياسية، حين قال: «جردوا الأمم مِن تاريخِها، يسهُل ابتلاعُها»! يمكنني أن أنحتَ قولاً جديداً:
«اسخروا من تاريخ آبائكم، يسهُل احتلالُكم، وقهرُكم»!

قد يهمك أيضا :

   في انتظار «أبو خريطة» الإسرائيلي!

   هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساخرون من آبائهم الساخرون من آبائهم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday