عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ!

 فلسطين اليوم -

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

طلبَ مني أحدُ المتابعين أن أسردَ طرائفَ من أدبنا العربي في زمن التسامُح، طرائفَ أدبية، لُغوية، للأسف يجري إغفالها في مناهج أبنائنا الدراسية، فاخترتُ هذه اللقطات:
حدثتْ أشهرُ القضايا الطريفة في الأدب العربي عام 1902، بين الكاتب والأديب، محمد ابراهيم المويلحي، (أبو إبراهيم) صاحب كتاب المقامات، (حديث عيسى بن هشام)، وبين الشيخ، علي يوسف، مالِك صحيفة، المؤيد المشهورة!

كانت بداية هذه القصة المشهورة عندما مازَحَ الكاتبُ، محمدُ المويلحي شاباً في أحدِ المجالس، فاغتاظ الشابُ، ولطمَ المويلحي كفاً على وجهه، فانتهز الشيخ علي يوسف هذه الحادثة، لأنه كان لا يُحبُّ المويلحي لعجرفته وتكبره، وفتح صفحة في جريدة المؤيد، عدد 898، أسمى الصفحة (عامُ الكَفِّ) وشرع الشعراء يتبارون في نظم الشعر حول الحادثة: قال أحدهم: أيُّ كَفٍّ قد باشرتْ صفعَ خَدٍّ ..... سمعنا دويَّها في الصعيد !
وقال شاعرٌ آخر عن الصفعة: كانتْ تؤملُها البلادُ ليرعوي .... غِرٌّ، ويعرفُ قدرَه المخدوعُ.

أما الشاعر، إسماعيل صبري فقال أكثر الأبيات شهرة عن خّدِّ أو صِدغ المويلحي (أبي إبراهيم): أعِرِنْي يا أبا إبراهيم صِدغاً...... أخوض بهِ غِمارَ الصافعينا!
لم ينسَ محمد ابراهيم المويلحي ثأره من صاحب جريدة المؤيد، الشيخ على يوسف، فحانتْ الفرصة عندما رُفعتْ قضيةُ طلاقٍ على الشيخ، علي يوسف من قِبلِ والد زوجته، عبد الخالق باشا في المحكمة الشرعية، كان عنوان قضية الطلاق (عدم الكفاءة بين الزوجين) لأن الزوجة، ابنه باشا من نسلٍ شريف، أما الشيخ علي يوسف فهو من أسرة وضيعة! فطُلقت زوجة الشيخ علي يوسف لعدم (الكفاءة) بين الزوجين! فما كان من الشاعر، محمد المويلحي إلا أن أسمى ذلك العام (عام الكُفْءِ) ونشر بيتين للشاعر الأحوص، حين زوَّجَ ابنتَه من شخص لا نسبَ له اسمه، مطر:

سلامُ الله يا مطرٌ عليها ........... وليس عليك يا مطرُ السلامُ

فطلقها، فلستَ لها بكفْءٍ ....... وإلاّ يَعلُ مفرِقَك الحُسامُ

مِن طرائف الإبداع الساخر، أن عباس محمود العقاد كان سليطَ اللسانِ لا يوقِّر أحدا، بل كان يُطلقُ الألقابَ الساخرة على مُجايليه، وعلى الرغم من ذلك لم يطلبوه للقضاء، قال عن أنيس منصور، عندما نشر للعقاد صورة لا تعجبه في "أخبار اليوم" فسخِر من اسمه بهذا التعبير: "هذا (الأنيس) لا يفهم في الصحافة!"
ردَّ عليه أنيس ساخراً أيضاً من اسمه (العقاد): "شكراً عباس محمود (العضاض)".

كذلك سخر العقادُ من لقب طه حسين، (عميد) الأدب العربي، فأزال من كلمة (عميد) حرف الدال الأخير، ورغم ذلك لم يحقد د. طه حسين على العقاد، بل إنه قال لأبرز منتقدي العقاد، وهو الفيلسوف، عبد الرحمن بدوي، حينما سمعه يقول عن العقاد في بيت طه حسين: "العقاد أكثر الناس غروراً، وادعاءً، هو لا يفقه أي شيء، لا في الفلسفة، ولا في الأدب".

ردَّ عليه د. طه حسين بسرعة: "صحيحٌ أن العقادَ قاسٍ في أحكامه، لكنه يأخذ نفسَه بالقسوة كما يأخذ غيره، وهو لا ينقل شيئاً إلا بعد أن يتأكد منه، ولا يدعي رأياً لنفسه"!!
إنه العقاد نفسُه، حين رغبَ في أن يمدحَ المطرب الكبير، محمد عبد الوهاب، ويذمُ شوقي في جملةٍ واحدة فقط، قال: لا عيبَ في صوت محمد عبد الوهاب سوى اختياره قصيدة شوقي!
من الطرائف كذلك مداعبةُ الشاعرِ، أحمد شوقي لمعاصِره وصديقِهِ، الشاعرِ (حافظ) إبراهيم حين قال: أودعتُ إنساناً وكلباً أمانةً.... فضيَّعَهَا الإنسانُ، والكلبُ (حافظُ)!

فرد عليه حافظ:
يقولونَ: إن الشوقَ نارٌ ولوعةٌ.... فما بالُ (شوقي) أصبحَ اليومَ باردا؟!

قد يهمك أيضا :  

 مُبشِّر، وحاخام، وسفير!

(إسرائيل دولة اليهود فقط)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday