متى تثور براكين الحنين إلى الأوطان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

متى تثور براكين الحنين إلى الأوطان؟!

 فلسطين اليوم -

متى تثور براكين الحنين إلى الأوطان

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

فجأة، تفجرتْ براكين العشق للأوطان عند كثيرين من معارفي في بلدان العالم، سمعتُ عزَف عواطفهم الشجية على أوتار الحنين، ونغمات سيمفونيات الذكريات، وقصائد الحُب الشفيف للأوطان، ما حرَّك في داخلي بعض محفوظاتي من أدب الحنين إلى الأوطان، فقد حفظنا في الصغر قول الشاعر العباسي، ابن الرومي:

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه... وألا أرى غيري له الدهرَ مالِكا
وحفظنا بيتا مشهورا، كان هذا البيتُ الشعريُ أكثرَ شهرةً من قائله، لم أكن أعرف حين حفظْتُهُ أنَّ قائله شاعرٌ عاش في القرن السابع الهجري، هو قتادة إدريس:
بلادي، وإن جارتُ عليَّ عزيزةٌ..... وأهلي، وإنْ ضنُّوا عليَّ كِرامُ
تذكرتُ ما أحفظه من شعر الحنين إلى الأوطان، تذكرت الشاعر َالعربي، أبا فراس الحمْداني، حين اشتاق إلى مسقط رأسه، مدينة حلب السورية، حيث نشأ وترعرع، قال بيتين من الشعر يصف حنينَه إلى مدينة حلب، حيث شبَّه نفسه في بلاد الغُربة بحصاةٍ تُرمى في الفضاء البعيد، لكنها تعود إلى موئلها، إلى حلب:
أسيرُ عنها، وقلبي في المُقامِ بها.... كأنَّ مُهري لثُقلِ السيرِ مُحْتَبسُ
مِثلُ الحصاةِ التي يُرمى بها أبدا.... إلى السماءِ، تَرقى، ثُمَّ تنعكسُ

تذكرتُ كذلك الشاعر المبدع، نزار قباني، حين كتب يصف حلب أيضا:
"كانتْ حلبُ دائما على خريطة عواطفي، تختبئُ في شراييني، كما يختبئُ الكُحلُ في العينِ السوداء، وكما يختبئ السُّكَّرُ في العنب".
نزار نفسُه وصفَ حنينَه إلى دارِهِ في دمشق، قال: "هل تعرفون معنى أن يسكنَ الإنسانُ في قارورةِ عطرٍ؟ بيتُنا كان تلك القارورة، أنا لا أحاولُ رشوتكَم بتشبيهٍ بليغٍ، ولكن، ثِقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلمُ القارورة، بل أظْلِم بيتنا، كلُّ حروفي مُقتلعةٌ حجرا، حجرا، من بساتينها، وفسيفساء جوامعها، كل ألفٍ رسمتُها هي مئذنةٌ دمشقية، وكلُّ حاءٍ كتبْتُها هي حمامةٌ على قبة المسجد الأموي، آلاف الأزهار الدمشقية تتسلقُ أصابعي كلما أردتُ أن أكتب"

تذكرتُ بيتا مشهورا لأمير الشعراء، أحمد شوقي:
وطني، لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنه..... نازعتْني إليه في الخُلْدِ نفسي.
كتب شوقي أيضا حينَ نفاه الإنجليز العام 1915 بسبب أشعاره الثورية، إلى إسبانيا، ثلاثة أبيات رائعة في الحنين لبلد الكنانة، مصر، قال:
يا ساكني مِصرَ إنَّا عَلَى ..... عهدِ الوفاءِ وإنْ غِبْنَا مُقيمينا
هَلَّلا بعثتمْ لنا مِن ماءِ نهركمُ..... شيئا، نَبُلُّ به أحشاءَ صادينا
كُلُّ المناهلِ بَعد النِّيلِ آسنةٌ..... ما أبعدَ النِّيلَ، إلا عن أمانينا!
فجَّرت أبياتُ شوقي، يُنبُوع مُجايِلهِ، شاعرِ النيل، حافظ إبراهيم، ردَّ على شوقي بأبياتٍ على موسيقى الشعر نفسها، تفيض بالرقة والحنين، قال:
عجبتُ للنِّيلِ يدري أنَّ بُلبُلَه صَادٍ...... فيسقي رُبا مصرَ، ويسقينا!
واللهِ، ما طابَ للأصحابِ مورِدُهُ...... ولا ارتَضَوْا بعدَكم مِن عَيشِهِ لِينا
لم تنأَ عنه، وإنْ فارقتَ شاطِئَهُ...... وقد نأيْنَا، وإن كُنَّا مُقيمينا
أخيرا، هل فيضُ الحنين إلى الأوطان إحساسٌ طارئٌ، يشتغل في الأزمات، مثل أزمة الـ"كورونا" الحالية؟ أم إنه جِينةٌ وراثيةٌ، يرثُها أبناءُ الوطن، عن أوطانهم، جينة، تظلُّ ثاويةً في الأعماق كوشمٍ أزلي لا يزول؟!

قد يهمك أيضا : 

قصة عُشبة الجلجامش الأميركي

  كلاب، لِشَمّ اللُعاب !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تثور براكين الحنين إلى الأوطان متى تثور براكين الحنين إلى الأوطان



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday