هل تذكرون «صفقة القرن»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل تذكرون «صفقة القرن»؟

 فلسطين اليوم -

هل تذكرون «صفقة القرن»

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

ليس في نيّتي الحصول على جواب طبعاً، وليس القصد من السؤال سوى التشارك مع القراء حول هول ما أصاب العالم، وحول ما أحدثه وما سيحدثه «كورونا» فيه، الآن وفي المستقبل القريب والبعيد، أيضاً. «صفقة القرن»، شأنها في ذلك شأن الكثير من قضايا ومعضلات وأزمات عالمنا تنحّت جانباً، وتحول استكمال كل أو معظم حلقاتها المتبقية إلى هوامش مؤجّلة، وإلى «مسألة» ثانوية في سُلّم الأولويات الأميركية والإسرائيلية والدولية والإقليمية.

المشهد في عالم اللحظة اليوم هو مشهد النجدة والاستنجاد، مشهد الإنقاذ والإسعاف، مشهد الصراع على وقف الزحف [زحف الفيروس] وإيقاف التدهور. الصراع هو صراع على الخروج من عاصفة هذا الوباء، ليس بأقل الأعداد من الموتى، أو بأقل مساحات للانتشار ـ فهذا الأمر مفروغ منه ـ وإنما الخروج من هذه العاصفة، بأعلى درجة ممكنة من القدرة على الصمود في معركة البقاء القادمة حتماً، ومن زاوية قدرة الاقتصاديات الوطنية في كل دولة قومية، وقدرة البنى السياسية والاجتماعية على التماسك، ومنع التهاوي والانهيار، وقدرة البنى الثقافية التي سادت وتسيّدت عشية هذا الزلزال العاصفة على الاستمرار والبقاء في ظل البدء بتداعي هذه البنى بالذات.

قد يكون من المبكّر «الخروج» ومنذ الآن باستنتاجات قاطعة حول «صمود» هذه البنى، وحول قدرتها على تجاوز امتحان الجدارة والاستحقاق، وقد يكون من الصعب أصلاً قراءة حقيقة الأبعاد الآنية الراهنة والمستقبلية في مدياتها المباشرة والمتوسطة، ناهيكم طبعاً عن تلك البعيدة.. لكن شيئاً من هذا القبيل كله أصبح ممكناً رؤيته ومنذ الآن. المريض الحقيقي ليس هو المصاب بمرض الـ»كورونا».
المريض الأول هو النظام الرأسمالي برمّته.

وكما هو حال المرض الذي تسبب به فيروس «كورونا» فإن البنى القديمة أو المتقادمة في الرأسمالية هي الأكثر عرضة للخطر، في حين أن البنى الشابة يمكن لها أن تقاوم وأن تتجاوز امتحان «الجدارة»، أو لنقل الصمود في معركة البقاء مع تحديات المستقبل. الاقتصاد الاجتماعي أعلى تأهيلاً، وأعلى قدرةً، ومَنَعَة على المقاومة وعلى الصمود، أما اقتصاديات التوحش الرأسمالي بدأت تكابد ويلات هذا المرض.

لاحظوا كيف أن عالم الرأسمالية بدأ يفرز نفسه بنفسه! الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل على الرغم من رؤيتها لما حصل أمام أعينها في إيطاليا ثم اسبانيا وفرنسا تأخّرت ـ بضغط من المصالح المباشرة للرأسمال المسيطر ـ ولم تتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية الناس [لأن الأولوية لهم هي حماية «الاقتصاد»]. وهم سيدفعون الثمن غالياً، تماماً كما دفعت إيطاليا وفرنسا واسبانيا هذا الثمن.
فقط ألمانيا وازنت ما بين الحالين، ويعود السبب في ذلك لطابع الاقتصاد الألماني من جهة (بعض السمات الاجتماعية العالية)، وإلى قوة البنية الصحية لديها.

في واقع اليوم يرى العلماء، وليس الكتّاب والفلاسفة والمراقبين والمحلّلين السياسيين فقط أن موجة كورونا ستنحصر شيئاً فشيئاً بدءاً من منتصف نيسان في أوروبا في حين أنها ستنفجر في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في الأيام والأسابيع القليلة القادمة، وأن معدلات الانتشار ستبلغ درجات مُرعبة. ترامب ما زال يكابر، وجونسون بدأ يطلب المتطوعين، وإسرائيل تسابق الزمن لشراء أجهزة التنفس، وهناك من المؤشرات أن اسبانيا تلحق بإيطاليا بسرعة مفزعة، وأن المانيا تحارب على جبهتين: الداخلية والخارجية لإغاثة اسبانيا وفرنسا على حدٍّ سواء.

لو فكّرنا في الأمر مليّاً فإن دولة مثل الولايات «تقود» العالم، ودولة مثل بريطانيا «قاتلت للخروج من الاتحاد الأوروبي» «لحماية» الرأسمالية الخاصة بها، ودولة مثل إسرائيل أدارت ظهرها للعالم كله، وأبقت على تحالفها الوثيق مع السياسة الترامبية ورهنت مستقبلها السياسي به وبسياساته.. لو أمعنّا النظر هنا لوجدنا أن مصلحة رأس المال هي في إيجاد ذلك «التوازن» بين استمرار القطاعات الاقتصادية على العمل من جهة والعمل على تقليص مساحة الانتشار والإصابة من جهة أخرى.

لكن المشكلة على ما يبدو أن الوصول إلى توازن من هذا النوع هو أمرٌ مشكوكٌ فيه، لأن المرض المتأتّي من مساحة الانتشار والإصابات قد لا يعطي لهذه البلدان فرصة «لرفاهية» من هذا النوع، طالما أنها (أي هذه البلدان) لم تتخذ من الإجراءات السريعة والحاسمة في الوقت المناسب، كما أن مثل هذا التوازن حتى ولو تم الوصول إليه بهذه الطريقة أو تلك، وإلى هذه الدرجة أو أخرى فإنه لن يعني بأي حال عدم تصدّع البنى التي أشرنا إليها، ولن يعني عودة الأمور إلى ما كانت عليه أبداً وبالمطلق.

الانهيارات قادمة أيها السادة، ولا مجال لغير ذلك لأن الفارق بين الهروب والتهرُّب بات هشّاً تماماً. عالم ما بعد «كورونا» ليس لديه أولويات ما قبلها لا في إسرائيل ولا في الولايات المتحدة ولا في أي مكان من العالم. عالم مابعد «كورونا» هو عالم الصين وروسيا والهند وعالم الدول الصاعدة بعد أن تنفض بناها الشائخة والمهترئة، وعالم ألمانيا الناجية ومن حولها بعض البلدان الغربية الضعيفة الواهنة.

عالم ما بعد «كورونا»، ربما يعيد اليابان إلى الصفوف الأمامية بل ويمكن لدولة مثل كوريا أن تطمح بالتعلق والإمساك جيداً بالثوب الياباني. من سيعود للحديث عن «صفقة القرن»؟
آه لو نُدرك كيف أن «كورونا» أحدث في عالم اليوم، وستحدث من المتغيرات ما يوازي أو يكاد ما أحدثته ثورات اجتماعية وسياسية كبيرة في تاريخ البشرية.

قد يهمك أيضا :  

انتخابات لن تفضي إلى حلول!

  في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تذكرون «صفقة القرن» هل تذكرون «صفقة القرن»



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday