كان الاحتفال مبكراً
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كان الاحتفال مبكراً

 فلسطين اليوم -

كان الاحتفال مبكراً

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

لا شك أن حزب الليكود حقق تقدماً كبيراً في هذه الانتخابات، ولا شك أن نتنياهو قد لعب دوراً محورياً في هذا التقدم.لم تكن الحملة الانتخابية لكل من الليكود ونتنياهو مجرد معركة انتخابية، بدت في بعض اللحظات وكأنها معركة حياة أو موت.لم يكن نتنياهو على خطأ حين اعتبرها كذلك، ولم يكن كامل معسكر اليمين في إسرائيل يشعر ويستشعرها الا كذلك أيضاً.وهذه الانتخابات بالذات بقدر ما كانت ـ وربما ما زالت ـ فرصة لهذا اليمين، الا انها وخلافاً عن كامل باقي القوى السياسية في إسرائيل هي ورطة كبيرة ان ضاعت الفرصة أو أفلتت من بين ايدي هذا اليمين.

تماسك اليمين كان مهماً للغاية من اجل الوصول الى «الواحد والستين» مقعداً، وما زال مهماً من أجل المناورة مع عضو هنا وآخر هناك مع هذه القائمة أو تلك.هنا بالذات يصعب الحديث عن أساليب سياسية متعارف عليها للوصول الى الهدف. هنا في عرف نتنياهو، وعرف الليكود، وعرف كامل مصفوفة اليمين الأمر يتعلق بأحط  أشكال الابتزاز، وأخس الوسائل، وبما يتشابه كثيراً، وربما يتماهى مع الأساليب المتبعة في مافيات بداية القرن العشرين.

ومازال تماسك اليمين ضرورياً الى أبعد الحدود حتى لو فشل هذا اليمين بتأمين العدد المطلوب لتشكيل الحكومة وإنقاذ نتنياهو، ذلك ان اليمين لديه مهمة أخرى إضافية وهي منع حزب «ازرق ـ ابيض» من تشكيل هذه الحكومة او اي شخصية او حزب آخر.احتفل نتنياهو على خجل، ولم يحرق كامل سفنه في ذلك الاحتفال المبكر، لكن شعر بما يشبه نشوة الانتصار، وكأنه في لحظات معينة اتضح ان الأمور في طريقها إلى الحل.الآن يمكن القول ان ذلك الشيء الذي يشبه نشوة النصر قد تلاشى بالكامل، والأمل بأن يشكل الحكومة بدأ يختفي، رويداً رويداً، وانقاذ نتنياهو تحول الى مهمة صعبة.

استمالة مجموعة من أعضاء الكنيست من بين صفوف «ازرق ـ ابيض» ما زال ممكناً نظرياً، أما استمالة أحد أعضاء حزب العمل فيبدو انها أصبحت بلا جدوى طالما ان هذه الاستمالة لا تؤدي إلى تشكيل الحكومة. اليمين في إسرائيل تكتل حول نتنياهو على الرغم من العبء الأخلاقي لهذا الموقف، بسبب ذلك الربط المحكم بين بقاء نتنياهو، ودوره في قيادة حكومة يمين، وبين بقاء اليمين في الحكم أو التشظي المحتوم بدون سدة الحكم في إسرائيل.وإذا فشل نتنياهو خلال أسبوع واحد أو عشرة أيام بدءاً من صباح هذا اليوم في إيجاد مخرج لتشكيل الحكومة فإن مصيره المحتوم هو العزل او الاعتزال او السجن.

العزل لأن القائمة المشتركة مع تحالف حزب العمل وحزب «ازرق ـ ابيض» وحزب ليبرمان لديهم أكثر من واحد وستين عضواً للمطالبة بعزله، أو منع ترشحه.لو تأكد هذا التوجه فالعزل يصبح مؤكداً.الاعتزال هو ان يذهب نتنياهو بنفسه الى النائب العام ويعقد معه صفقة للاعتزال السياسي مقابل إسقاط التهم، او ضمان عدم الذهاب الى السجن على أقل تقدير.أما إذا ركب نتنياهو رأسه، وأصر على انه يواجه «مؤامرة»، وان الذي يجري ضده هو «انقلاب» كما أشاع ويستمر في التحريض ضد جهاز الشرطة والنيابة العامة والمستشار القضائي، فإن احتمال الذهاب الى السجن يصبح هو المرجّح.

بكل هذه المعاني فقد كان الاحتفال مبكراً، وما كان لشخص مثل نتنياهو أن يقبل بخداع نفسه وخداع جمهور الليكود. كل القوى السياسية تشعر بخيبة الأمل، وعلى رأس كل القوى حزب «ازرق ـ ابيض»، الذي لم يتمكن من التقدم، ولم يتمكن من المحافظة على قوته في الانتخابات السابقة.كل القوى تراجعت إلا «شاس»، والقائمة المشتركة، والتقدم الذي أحرزه الليكود كان مهماً، ولكن ليس إلى درجة تحقيق الهدف.وبما أن تقدم «شاس» هو في المحصلة لمصلحة تحالف اليمين، ولمصلحة نتنياهو، فإن تقدم «المشتركة» بمقعدين وملامسة خط التماس لعدة مرات للمقعد الثالث هو الضربة القاصمة التي وجهت لنتنياهو. وحدها القائمة المشتركة هي التي ركلت اليمين، ووحدها أفقدت هذا اليمين صوابه وتوازنه.

صحيح أن القائمة المشتركة أبقت لليمين حتى هذه اللحظة بصيص أمل خافتاً، وصحيح أنها «المشتركة» لم تحسم المعركة نهائياً، الا ان الواقع يقول بكل وضوح ان هذه القائمة بدعم غير مسبوق من جماهير شعبنا قد ردت لهذا اليمين ولنتنياهو الصاع صاعين على حملات التحريض على شعبنا وعلى قيادته هناك.بلغت نسبة المشاركة الفلسطينية في هذه الدورة من الانتخابات حوالي 68%، وهي نسبة عالية للغاية وتفوقت عن النسبة السابقة بحوالي 9 نقاط.

وبلغ تأييد «المشتركة» من الأصوات الفلسطينية ما يقارب الـ89% وتجاوزت هذه النسبة الـ90% في بلدات كثيرة. لاحظ القاصي والداني كيف واصلت قيادة الجماهير العربية في الداخل الليل بالنهار جنباً إلى جنب مع قيادات المشتركة، وخصوصاً زعيمها أيمن عودة، وكيف وصلوا الى كل بيت وركن وزاوية إيماناً منهم بخطورة المرحلة، وأهوال التحديات القائمة والقادمة. وإذا قدّر لهذه الانتخابات ان تودي بالحياة السياسية لنتنياهو، وان تشتت معسكر اليمين في إسرائيل، وان تمنعه من المضي قدماً في برنامج الضم والتوسع والاستيلاء التوسعي، وأن تحبط مخططاته «للتخلص» من أهل المثلث درءاً لأخطار الديمغرافيا الفلسطينية على المشروع الصهيوني، فإن التاريخ الفلسطيني سيسجل للقائمة المشتركة ولجماهير شعبنا في الداخل صفحات مشرّفة ومشرقة وبأحرف من ذهب.

اما الصورة المحزنة والتي تدمي القلب وتبعث على اشد درجات الحزن والشفقة والغضب في الوقت نفسه، فهي صورة هؤلاء الذين كانوا «يحرضون» على المقاطعة.أيعقل أن يصل العمى والانغلاق الأيديولوجي إلى هذه الحدود من عدم التمييز بين ما هو ضروري سياسياً في مراحل فاصلة، وبين ما هو عارض ولحظي ومؤقت؟!أيعقل ان تكون محصلة المواقف، ومحصلة التحريض لليمين الصهيوني تنسجم وتلتقي بالكامل مع تحريض دعاة مقاطعة الانتخابات دون فرق يذكر؟!

أيمكن أن يكون 90% من شعبنا في الداخل هم من السذّج والجهلة باستثناء العباقرة والحكماء الذين واصلوا الليل بالنهار للتحريض على المقاطعة؟!الأمل أن يعود هؤلاء عن هذا النهج الصبياني، وأن يعاودوا الانخراط في معركة شعبهم المصيرية، وأن يستيقظوا قبل أن يجدوا أنفسهم في أحضان نتنياهو وبينيت وهم غافلون.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ

معادلة الفشل والنجاح في الانتخابات الإسرائيلية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان الاحتفال مبكراً كان الاحتفال مبكراً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday