عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ

 فلسطين اليوم -

عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ

عبد المجيد سويلم
بقلم : عبد المجيد سويلم

لا أحد في الساحة الفلسطينية يرغب بتسعير نار أيّ نوع من الخلاف مع أيّ دولة عربية في ظل ما يحيط بالقضية الفلسطينية من أخطار وأهوال وتحديات غير مسبوقة بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
ولا أحد بالمقابل يخفى عليه كيف أن الحالة العربية تشكل في الواقع إحدى نقاط الضعف الكبيرة في الواقع المحيط بالحالة الفلسطينية.
ويكاد الكل الفلسطيني أن يُجمع على أن الحالة الفلسطينية الداخلية، والتي تشكل نقطة الضعف القاتلة في هذا الواقع المرير، تصبح عندما تنضم إلى بؤس الحالة العربية، وإلى تراخي الحالة الدولية بسبب ضغوطات الإدارة الأميركية والقيادة اليمينية في إسرائيل، وبسبب هوان وضعف الحالتين العربية والفلسطينية، تصبح عنوان مأزق كبير وخطير وغير مسبوق على حد سواء.
كما أن هناك من اليقين ما يكفي، ومن المشاعر ما يفيض، ومن الإحساس ما هو قوي وعميق، بأن ثمة من الأدوار التي قامت بها قطر في السنوات الأخيرة ما هو في صلب تعزيز حالة الانقسام والإبقاء على التشرذم، بل وفي مفاصل ومحطات معينة ما هو إمعان مباشر في التشجيع على الانفصال، بل وأحياناً البحث عن وسائل «جهنمية» لإذكاء الخلاف والاختلاف كلما اقتربنا من إعادة النقاش الجاد لإنهاء هذه الحالة الشاذة والمدمرة في الواقع الفلسطيني.
نفس هذا الإجماع الشعبي الفلسطيني على خطورة الدور القطري سواء المكتوم أو المجاهر به، وبما يشمل جزءاً من القاعدة الشعبية لحركة «حماس» نفسها وجزءاً أكبر من القاعدة الشعبية لحركة الجهاد الإسلامي، هذا الإجماع يدرك إدراكاً واعياً أن «قلب» قطر ليس على الفقراء في القطاع؛ لأن عقلها يهدف إلى تدجين حركة «حماس» و»إدراجها» في خطط التوظيف الأميركي والإسرائيلي لهذه الحركة في محاولة تفتيت الجسد الوطني، والنيل من المشروع الوطني، والانقضاض على وحدة التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني، والتي هي عنوان الحقوق الوطنية الفلسطينية وأهداف النضال الوطني التحرري لهذا الشعب.
ومن المفجع حقاً أن «يكتشف» الشعب الفلسطيني أن الأمور قد وصلت إلى التنسيق بين «الموساد» الإسرائيلي وبين قطر؛ «لتأمين» ما يلزم من أموال وهبات وإغراءات للإبقاء على حركة «حماس» داخل جوقة الإيقاع السياسي لليمين الإسرائيلي، في ظرف حساس، وفي مرحلة مفصلية كالتي تعيشها القضية الوطنية بعد طرح خطة الإدارة الأميركية لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بالذات إلى لملمة صفوفه، وتوحيد كل مكوناته في مواجهتها. وكأن ما يجري من محاولات التطبيع بين الكثير من البلدان العربية مع إسرائيل «لم يعد كافياً» لكي يتسيّد اليمين الإسرائيلي المشهد السياسي في إسرائيل، ولكي يمعن سرقةً واستيطاناً ومصادرةً وضماً للأرض الفلسطينية، ويواصل التنكيل بهذا الشعب في كل شبر من الأرض المحتلة، إضافة إلى عمليات التهويد الجارفة للقدس، وإلى تجويع الشعب الفلسطيني ووضعه تحت «رحمة» سياساته العنصرية بما في ذلك تلك الموجهة إلى أهلنا في الداخل.
الموقف الرسمي الفلسطيني الذي «اعتاد» على الحذر الشديد في التعامل مع كل خطايا النظام العربي حيال التطورات التي تعصف بالقضية الوطنية، ربما لم يعد متفهماً من قبل شرائح واسعة من الجمهور الفلسطيني، على الرغم من أن درجة معينة من هذا التفهم ربما تظل حاضرة في الوعي الشعبي، بسبب صعوبة الظروف، وبسبب حاجة النظام السياسي الرسمي الفلسطيني إلى درجة معينة من استمرار علاقاته بالواقع العربي، وربما حاجته المالية الماسة لهذه العلاقة، وباعتبار أن هذا الواقع العربي تحوّل إلى ما تحوّل إليه من نتاج سنوات طويلة من التراكم السلبي على هذا الصعيد، إلاّ أنه ومع كل ذلك ظل النظام العربي بالعموم يرفض - ولو من الناحية الشكلية - المجاهرة بالاستعداد المباشر للتساوق مع المخططات الأميركية والإسرائيلية.
وفي المقابل، فإن النظام السياسي الفلسطيني يدرك أن بعض البلدان العربية لا «يمكنها» أن تكون حليفة قوية للولايات المتحدة، وأن تكون في الواقع تحت مظلة «الحماية» الأميركية، وألا تستجيب لدرجة أو أخرى من درجات «التطبيع» مع إسرائيل، ولهذا فإن القيادة في الغالب لا تذهب إلى أبعد من بعض الإشارات للتدليل على معارضتها لهذا النوع من التطبيع مهما كان محصوراً ومهما كان رمزياً.
لكن موقف الحركة الشعبية الفلسطينية هو الأكثر مدعاةً للدهشة والاستغراب.
الحقيقة أن الأمور على هذا الصعيد تبعث على أشد درجات الأسى والمرارة.
فإذا كان الوعي الشعبي يدرك بحسه السياسي اليقظ أن الموقف الرسمي له [بعض] ما يبرره أحياناً، إلا أن «تفهّم» موقف الحركة الشعبية ليس وارداً بأي شكل من الأشكال إلا ّفي حالة قطاعات معينة من حركة «حماس»، باعتبار أن تياراً واسعاً داخل هذه الحركة هو بالأساس متساوق مع الموقف القطري، بل ويسعى لتعزيز هذا الموقف. أما بقية الفصائل أو غالبيتها الساحقة فإنها لم تتخذ ولا لمرة واحدة من المواقف ما هو أبعد من بيان هنا وتصريح هناك إدانةً أو لوماً أو استنكاراً. وهو أمر - كما أرى - شجع ذلك التيار داخل حركة «حماس» على المضيّ قدماً في التساوق مع الدور القطري الخطير، تماماً كما شجع قطر نفسها على الاستمرار في هذا الدور دون أن تحسب أي حساب لموقف الحركة الشعبية. عندما كان يجري إدخال الأموال بوساطة نتنياهو إلى قطاع غزة، كان هناك من ينادي «بتفهّم الأمر»؛ باعتبار أن هذه الأموال تساهم ولو قليلاً في التخفيف من الأعباء المعيشية لبعض أشد الفئات فقراً وعوزاً في القطاع.
وعندما كان يتم الحديث عن «مشاريع» هنا وهناك، فقد رأينا كيف أن البعض حاول تسويق هذا الأمر وكأنه للتخفيف من أعباء الحصار الإسرائيلي.
أما أن يتم تنسيق الأمر بصورة رسمية بين «الموساد» والدولة القطرية، فهذا زاد عن كل حد، وفاق كل التوقعات والتصورات والمعادلات والحسابات.
السكوت هذه المرّة ليس ككلّ مرّة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ عـبـثٌ زاد عـلى كـلّ حـدّ



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday