السعودية والرهان على الشعوب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السعودية والرهان على الشعوب

 فلسطين اليوم -

السعودية والرهان على الشعوب

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

لحظة استثنائية جرت في الرياض أثناء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية، إنها لحظةٌ تؤسس لمستقبلٍ جديدٍ للعلاقاتٍ بين البلدين، وكما صنع الملك عبد العزيز مع الرئيس الأميركي روزفلت في 1945، تصنع القيادة السعودية مع الرئيس الأميركي ترمب في 2025، ولئن أسس عبد العزيز وروزفلت لعلاقاتٍ امتدت لأكثر من ثمانية قرونٍ، فالأمير والرئيس يؤسسان لعلاقاتٍ قد تمتد لمدى أطول زمنياً في المستقبل.

لا يستطيع متابع الأحداث السريعة، والمحرر اليومي، ومفكر «السوشلة»، مهما بلغت قدراته وولاؤه، أن يفهم رهانات السعودية طويلة الأمد على الشعوب، بمعنى الرهان على التاريخ والبشر والمعرفة، فتلك مهمة تحتاج عقوداً لفهمها، ولكن في زيارة ترمب للسعودية ركز ولي العهد السعودي على مصالح السعودية دولة وشعباً دون شكٍ، ولكنه بذل الكثير من الجهد للوقوف بجانب الدول العربية، شعوباً ومجتمعاتٍ وقضايا، فهو قائد التنمية الفذ الذي يقدم نموذجاً مبهراً وغير مسبوقٍ، حتى بالنسبة للرئيس الأميركي ترمب، وقد كتب البعض في أميركا بأن على أميركا أن تستلهم «رؤية 2030 السعودية».

في الحدث السوري شديد التعقيد والتداخل والاضطراب، وعلى مدى عقودٍ من الزمن كان الرهان السعودي الأكبر على «الشعب السوري»، من الملك عبد العزيز إلى الملك سلمان، وقد كانت لحظة مشرقة حين عبّر الأمير محمد عن امتنانه لترمب لرفع العقوبات عن سوريا بحركة عفوية بوضع يديه على صدره، والتقطها «الشعب السوري» وتبنى الصورة حركةً شعبيةً عبر بها عن امتنانه العميق للسعودية وللأمير محمد شخصياً؛ لقد شعر «الشعب السوري» وكأن قضيته هي القضية الأولى لدى الأمير، من شدة حرصه، وهو حدث يستحق أن يصبح أيقونةً للسعودية في سوريا.

لقاء أحمد الشرع مع ترمب كان مستحيلاً، ولكن الأمير محمد جعله ممكناً، واليوم يختلف الحديث، فبينما تتحدث أميركا عن حربٍ أهلية وشيكة في سوريا، فإن السعودية تتحدث عن تقديم معوناتٍ غير مسبوقة لسوريا؛ لأن أميركا تتحدث سياسياً فقط، والسعودية تتحدث سياسياً واقتصادياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً، وهي معادلات قوة رهيبة في المنطقة ربما لا تلمسها أميركا، ولكن السعودية تحسن التعامل معها، لأنها تعرفها جيداً، وتعرف تاريخها القريب في عدة عقودٍ، وتاريخها القديم في قرونٍ متطاولة من الزمن.

الرهان على الشعوب سياسةٌ سعوديةٌ رابحة، وقد راهنت السعودية من قبل عقدٍ ونصفٍ عند أحداث ما كان يعرف بـ«الربيع العربي» على «الشعب المصري» ومصالحه ومستقبله، ووقفت في وجه القوى العالمية سياسياً واقتصادياً وهي تعرف جيداً معدن الشعب المصري وخياراته، ودعمت خيار الشعب المصري في دعم الدولة المصرية والجيش المصري للقضاء المبرم على «الحكم الأصولي» الجائر والظالم والمنحاز لمحاور إقليمية لا تعنيها مصر دولة وشعباً في شيء، والمنقاد لأجندة اليسار الليبرالي في أميركا والغرب.

في 2018 أصرّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على تسمية «قمة الدمام» العربية باسم «قمة القدس»، وهو النهج الذي اتبعه ولي عهده، صاحب «الرؤية» وقائد المسيرة وصانع التاريخ الأمير محمد، وحول ذلك لسياسة جديدة غير معهودة في قضية فلسطين وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها، وهو الإصرار السياسي الصارم على أن تحلّ القضية الفلسطينية بما يرضي «الشعب الفلسطيني» وهو «حل الدولتين» الذي طرحته «المبادرة العربية»، التي كانت في الأصل سعودية، ومن قبلها كان «مشروع فهد» في فاس 1982.

من لا يفهم التاريخ لا يستطيع استيعاب الحاضر فضلاً عن استشراف المستقبل، وها هي حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف مع نتنياهو تتخبط في قراراتها وفي تحالفاتها حين وجدت في مواجهتها نهجاً سياسياً واقتصادياً عربياً متماسكاً وغير مسبوقٍ، تقوده السعودية ومعها تحالفٌ خليجي وعربيٌ، يمتلك من المرونة ما يسمح له بالتفاوض مع الأطراف كافة، ومن الحزم ما يجعله ثابتاً في مواقفه عارفاً بالسبل الموصلة إليها، ويمكن لأي قارئ للسياسة أن يكتشف بسهولة أين يمكن أن تتجه صراعات الحاضر في المستقبل القريب.

السعودية اليوم هي من استطاعت بناء «اتفاقية مع إيران» برعاية صينية، وهي من ترعى المفاوضات الشاقة بين أميركا وروسيا وأوكرانيا تجاه الحرب الروسية الأوكرانية التي أوصلت العالم لحافة النهاية، وهي المكان الأفضل لإدارة المفاوضات بين الهند وباكستان في حرب لامست نهاية لعالم، وهي مع هذا وذاك الدولة التي تقود رؤية البناء والتنمية والمستقبل الواعد لكل المنطقة باعتبارها «أوروبا الجديدة» بإدراكٍ عميقٍ لموقعها وقيمتها وتأثيرها، جغرافياً واجتماعياً ودينياً وثقافياً وسياسياً، ولا يعتقد أحد أن هذه الأحداث التاريخية الضخمة يمكن أن تقع عفو الخاطر أو تكون نتيجة الصدفة، فالصدف لا تصنع التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية والرهان على الشعوب السعودية والرهان على الشعوب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday