جولة «ماس»  وتلافي الحرج الألماني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

جولة «ماس» .. وتلافي الحرج الألماني!

 فلسطين اليوم -

جولة «ماس»  وتلافي الحرج الألماني

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

جاءت زيارة وزير الخارجية الألماني «هيكو ماس» إلى إسرائيل لتحقيق هدفٍ معلن، وهو إقناع قادتها بعدم المضي قدماً بتنفيذ مخططات ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، إلاّ أنّ قدرته من الناحية الواقعية على تحقيق هذا الهدف باتت مشكوكاً فيها منذ اللحظة الأولى التي استجاب فيها إلى الضغوط الإسرائيلية بألا تتضمن جولته الذهاب إلى رام الله للاجتماع مع القيادة الفلسطينية، وعندما «اقتنع» صاغراً بالمبرر المخادع حول تفشي «كورونا» في الضفة الغربية، وخشية من إصابته بالوباء، مع أنّ «ماس» يعلم أكثر من غيره أنّ وضع الضفة الغربية إزاء تفشي «كورونا» أقل خطراً بكثير ممّا هو في إسرائيل وحتى في بلاده ألمانيا ذاتها.

تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن ماس التعبير عن قلقه البالغ بشأن خطط الضم، إلا أنّ بلاده امتنعت عن التهديد بفرض عقوبات على إسرائيل. ولنقرأ ما يلي في موقف ألمانيا من مخطط الضم نقلاً عن ماس عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبعد اجتماعه برئيس الحكومة ووزير الخارجية: «ألمانيا لا تتلهف إلى دعم عقوبات أوروبية متوقعة ضد إسرائيل، لكنها لن تتمكن من منع ذلك في الوقت الذي تسعى فيه دول أوروبية عديدة لإيقاع مثل هذه العقوبات على إسرائيل في حال تنفيذ خطط الضم». إنّ إعادة قراءة هذه العبارة بدقة في الوقت الذي تترأس فيه ألمانيا كلاً من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن في الأول من تموز القادم، تشير وبلا تردد إلى أنّ ألمانيا من خلال زيارة وزير خارجيتها لكل من إسرائيل والأردن، والاجتماع مع المسؤولين الفلسطينيين عبر الوسائط الإلكترونية، إنما هي محاولة ألمانية للتواري خلف هذه الاجتماعات لتلافي الإحراج المحتمل؛ باعتبارها ستكون مسؤولة بشكل أو بآخر عن أيّ خطوات جدية من قبل الاتحاد الأوروبي الذي تترأسه ومجلس الأمن الذي تقوده باتجاه خطة الضم، التي من المفترض أن تطرح للنقاش في أروقة الحكومة الإسرائيلية في نفس اليوم الذي تتقلد فيه ألمانيا رئاسة كل من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، ما يشكل اختباراً لانحيازات ألمانيا إلى القانون الدولي أو ضده.. التزاماتها بقرارات المجتمع الدولي أم التزاماتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما ستترأس ألمانيا الاتحاد الأوروبي في وقت تفتح فيه حكومة الاحتلال ملف الضم، واحتمالات متزايدة لإيقاع عقوبات وربما اعترافات بدولة فلسطين من قبل العديد من دول الاتحاد الأوروبي، من دون تأييد ألمانيا لهذه الخطوات وفقاً لمواقفها المعلنة من أنها ضد العقوبات والاعترافات، فإنّ ذلك كله يضع ألمانيا في موقف أكثر إحراجاً وأقل التزاماً بدورها المفترض لنصرة القانون الدولي، خاصة أنها أعلنت بشكل متكرر قبل وأثناء زيارة «ماس» أنّ الضم يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وأنها مع حل الدولتين الذي ينتهك بدوره من خلال خطة الضم، الأمر الذي يكشف زيف مواقفها ونفاق سياستها المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبحيث تتلخص مهمة وأهداف هذه الجولة بالتخفيف من واقع الحرج الناتج عن أولوية التزامها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أي عنوان آخر.

جاء ماس إلى إسرائيل ليضغط عليها بشأن مخطط الضم، إلاّ أنه فوجئ على الأرجح بضغوط إسرائيلية عليه بهدف «تراجع عن التراجع» عن القرار الألماني الأخير باشتراط المساعدة المالية الأوروبية لمنظمات مدنية بعدم المشاركة المطلقة في «أعمال الإرهاب، وثانياً ضغوط إسرائيلية على ألمانيا، التي تعتبر ممولاً رئيسياً للأونروا، بالتوقف عن هذا الدعم، وضرورة أن يتوجه الجهد الألماني إلى حل وكالة الغوث بدلاً من ذلك انسجاماً مع مواقف ألمانية سبق أن عرفت BDS حركة لا سامية، ومنعت نشاط «حزب الله»، كما منعت حرق أعلام إسرائيل في التظاهرات. وعلى ألمانيا وفقاً للضغوط الإسرائيلية الانسجام مع هذه الخطوات لكي تحظى برضا إسرائيل عليها.

قد يهمك أيضا :   

"الضمّ" يربك إسرائيل: كارثة خطيرة أم فرصة تاريخية؟!

مستوطنون ضد الضم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة «ماس»  وتلافي الحرج الألماني جولة «ماس»  وتلافي الحرج الألماني



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday