استعربت قلباً
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

استعربت قلباً

 فلسطين اليوم -

استعربت قلباً

بقلم: سمير عطا الله

كانت فريا ستارك (1893 - 1993) سيدة الرحالة و«شاعرة الترحل». حولت مشاهداتها إلى أدب بديع، ومحاوراتها إلى أدب رفيع، وتركت في أدب السفر أثراً كريماً بعد أثر. جالت في العالم غرباً وشرقاً. لكن حياتها «العربية» كانت الأطول والأكثر أهمية. وقد بدأتها من لبنان، حيث دخلت ثانوية برمانا العالية لدراسة اللغة العربية. وعاشت في القاهرة. وطافت في رمال وجرود اليمن. واستعربت مدى عمرها طوال 93 عاماً. فقد أصبحت الحياة العربية مقياسها في الحياة. إذا ألقت محاضرة حول الأسلوب، تحدثت عن جمال الصورة في لغة البدو، وإذا ضاقت بها الأمكنة في الغرب، تذكرت الفضاءات الواسعة في الصحاري.
وقد طُلب إلى سيدة الترحل والمشقة عام 1953 أن تكتب عن أسوأ رحلة في حياتها، فاختارت سفرها إلى الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية عام 1943 على سفينة حربية تحمل 5 آلاف جندي. وكانت هي وثلاث أخريات، النسوة الوحيدات على البارجة، وقد خصصت لهن غرفة واحدة. وفي هذه الغرفة الضيقة اشتاقت إلى عالم الخيام المحدود. وهبت العاصفة طويلاً على الباخرة، وطغت عليها الأمواج وراحت تسوط جوانبها وترمي المياه كثيفة على سطوحها. وضرب الدوار الرؤوس، وضعفت الأجسام، ومضى الأطلسي يعربد، فأُعلنت حالة الإنذار. وفي دوارها رأت ستارك أن تلك السفينة التي في حجم مدينة صغيرة، أصبحت في أعالي المحيط مثل علبة ثقاب تتبادلها الرياح.
وخطرت لها الصحراء. في بردها وحرها، وحتى في هبوبها. وخطر لها الأمان بين البدو وتقاليد الضيافة وأمان الحماية. ولم تكتب ستارك، في المقابل، عن أجمل رحلة في حياتها، ولو فعلت، لكانت حتماً في الصحراء.
في قلب الأطلسي، بل في أعاليه ولياليه، شعرت ستارك بالحمّى والألم. وقال لها طبيب السفينة أنها تعاني من الزائدة. وللمناسبة فإن الاسم العلمي لها عندنا هو «الزائدة الدودية». أف ثم أف. لماذا ليس «الزائدة الهضمية». أو المعوية، أو الزائدة وكفى؟
أبلغها الطبيب أيضاً أن أمام السفينة خمسة أيام قبل الوصول إلى ميناء بري في ولاية نوفا سكوشيا الكندية، وسوف يحول وجهة السفينة إلى هناك. وفي غضون ذلك لا حل سوى الحماية والمعالجة والمسكنات لإحدى أقسى أعراض الألم. عندما وصلت الباخرة إلى مياه نوفا سكوشيا، كان في استقبالها طراد طبي سريع، نقل المريضة إلى مستشفى كان في انتظار عملية الإنقاذ في اللحظة الأخيرة. أما السفينة الحربية فأكملت طريقها، أو أطلسها، إلى الولايات المتحدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعربت قلباً استعربت قلباً



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday