هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا؟

 فلسطين اليوم -

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا

بقلم-عماد الدين حسين

خلافا لما يتصوره الكثيرون، فإن الجيش الإسرائيلى، ليس الأسطورة التى تحاول تل أبيب، أن تزرعها وترسخها فى أذهان الكثيرين.
الخلاصة السابقة ليست مجرد أمنية مواطن مصرى عربى، لكنها، جاءت على لسان الجنرال يتسحاق بريك، الذى خدم فى الجيش الإسرائيلى لمدة ٥٣ سنة كاملة، وترأس فى السنوات العشر الأخيرة منصب رئيس ديوان المظالم. وبالتالى فهو يتكلم عن وقائع إهمال وقصور، كنا نظن أنها مقصورة على المؤسسات العربية فقط.
يوم الإثنين الماضى نشرت صحيفة هاآرتس مقابلة مطولة مع بريك، كشف فيها عما قال إنه رآه خلال خدمته التى انتهت قبل أيام.
هو يقول إن الجيش الإسرائيلى يعانى من انهيار الثقافة الإدارية، وانخفاض مستوى وعى العسكريين، الأمر الذى تسبب فى إخفاقات منذ حرب لبنان الثانية عام ٢٠٠٦ وحتى حرب غزة عام ٢٠١٤.
يكشف بريك عن أن الجيش يعتبر أكبر شركة فى إسرائيل، يعمل به الآلاف، بميزانية سنوية ٨٫٥ مليار دولار، لكن إدارة هذه الموارد غائبة، وهناك عيوب خطيرة فى الهيكل، منها مثلا أن 85٪ فقط من الأوامر التى تصدر من هيئة الأركان لا تطبق على الأرض، بسبب التعقيدات الإدارية وغياب آلية التنفيذ، وأن هذه «الفوضى المطلقة» ظهرت بوضوح حينما تم استهداف حاملة للجيش بصاروخ من غزة فى نوفمبر الماضى.
بريك يكشف أن ما يقدمه قادة الجيش من استعراضات فى الكنيست بشأن الأسلحة وقطع الغيار والمعدات، لا علاقه له بالواقع، وأنه بدلا من تدريب وتطوير الجنود وقادتهم يتم إهدارالوقت فى اجتماعات بلا طائل.
يعتقد بريك أن الأخطر هو أن قيادات الصف الثانى تعانى من تردى مستوى الوعى، ولا يريدون مواصلة الخدمة، وبعد عامين قد يتفاقم الأمر لنصل إلى نقطة اللاعودة. 
هو يسأل: «ماذا سيحدث إذا تمت قريبا إعادة تشكيل الجيش السورى، المنتصر فى الحرب الأهلية الأخيرة، وحينما نشاهد الدبابات السورية تواجهنا فى الجولان؟!
فى رأى بريك فإن الجيش الإسرائيلى بوضعه الحالى يشبه قصة سفينة «تيتانك» الضخمة التى غرقت فى المحيط الأطلسى عام ١٩١٢، إذ قال: «هذا البلد يعيش على متن تيتانك، الجميع سعداء فى المطاعم والمقاهى، ولا يريد أحد أن يسمع أخبارا سيئة حول وضع الجيش!».
انتهى كلام بريك، هو ليس معارضا، بل عاش معظم حياته داخل الجيش وحارب ضدنا فى أكتوبر ١٩٧٣. هو يريد ــ كما قال ــ أن يدق ناقوس الخطر حتى يتم إصلاح هذه الأخطاء.
ما الذى يفيدنا ويهمنا كعرب من هذا الكلام؟!.
أولا: علينا أن نتأكد أنه صحيح، وليس مجرد تمويه، لكى نغرق فى العسل أكثر مما نحن غرقى!، علما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تكرر أنها تضمن تفوقا نوعيا للجيش الإسرائيلى على كل الجيوش العربية مجتمعة. وعلما أيضا أن إسرائيل هى الأكثر استفادة من انشغال غالبية البلدان العربية فى حروب وصراعات أهلية، أو مواجهة إرهاب نوعى.
ثانيا: وسواء أكان ما يقوله بريك صحيحا، أم لا، فعلينا أن نسأل: «ولماذا لا نرى المؤسسات العربية تفعل مثلما يفعل الإسرائيليون، أى يواجهون مشكلاتهم بصراحة حتى يمكنهم مواجهتها وحلها أولا بأول.
لو أن مسئولا عربيا تجرأ وتحدث بخمسة فى المائة فقط، مما قاله المسئول الإسرائيلى لكان قد اختفى وتلاشى فورا!!.
إسرائيل ليست جنة أو واحة الديمقراطية كما يقولون. فالعديد من قادتها حاولوا منع نشر هذا التقرير، خصوصا رئيس الأركان غادى أيزنكوت، لكن فى النهاية تم تشكيل لجنتى تحقيق عسكريتين، أقرتا بوجود قائمة طويلة من العيوب داخل الجيش الإسرائيلى ونشره على الملأ.
فى كل المعارك الكبرى التى خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد العرب، خصوصا الحروب التى انهزم فيها مثل حرب أكتوبر ١٩٧٣، أو العدوان على لبنان عام ٢٠٠٦، تم تشكيل لجان تحقيق مستقلة، سألت وبحثت ونقبت وفتشت وخرجت بتوصيات كان لها أثر كبير، فى إصلاح هذه العيوب.
أتمنى أن يقرأ كل المسئولين العرب ما قاله الجنرال الإسرائيلى بتأمل، ليدركوا، لماذا تقدم الصهيانة ولماذا تأخرنا نحن العرب. نريد فقط من المؤسسات والهيئات والشركات والأجهزة العربية، أن تحرص على الشفافية والمتابعة والمساءلة، والتأكد أنها تسير بطريقة صحيحة، حتى لا نستيقظ ذات يوم على الكارثة الكبرى التى لا ينفع معها الندم أو لجان التحقيق والمحاسبة!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday