العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف

 فلسطين اليوم -

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف

بقلم - عماد الدين حسين

أن يأتى قادة أوروبا والعالم إلى مصر، فهذا إقرار بأن سياستنا الخارجية قد استعادت جزءا كبيرا من دورها وزخمها.
وحتى من منطق بروتوكولى شكلى فإن هؤلاء القادة لا يأتون إلى بلد غير مستقر، أو به مشاكل ضخمة، وبالتالى فإن القمة العربية الأوروبية ــ الأولى من نوعها ــ التى بدأت مساء أمس فى شرم الشيخ، وتختتم اليوم، هى رسالة مهمة جدا بأن أوروبا والعالم العربى يدعمون مصر فى استقرارها. وهى رسالة عكسية إلى كل من حاولوا عزل مصر ومقاطعتها ومعاقبتها بأن محاولاتهم قد فشلت تماما، بل يمكن فهم تصريحات الرئيس التركى صباح أمس ضد مصر والرئيس السيسى انطلاقا من هذه النقطة فقط !!.
بعد هذا المدخل، نسأل: ماذا يريد الأوروبيون من العالم العربى، وماذا يريد العرب من الاتحاد الأوروبى؟!
قبل أن نجيب، نؤكد على أن التطورات خلال السنوات الاخيرة، نسفت إلى حد كبير، وجود إجماع عربى أو حتى إجماع أوروبى. كل طرف يعانى بشدة، وربما يعيش أصعب فتراته منذ زمن طويل.
المنطقة العربية تعيش أسوأ مراحلها بسبب تفشى طاعون الإرهاب مقترنا بالفقر والاستبداد والتخلف. الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية تضرب معظم مناطق الوطن العربى. والحروب الأهلية دمرت كل شىء من البنية التحتية فكرة الوطن نفسه، وخلفت مئات الألوف من القتلى، وتم استنزاف غالبية الثروات والمدخرات العربية لتمويل هذه الصراعات، التى لم يستفد منها إلا إسرائيل وسائر أعداء الأمة العربية.
فى المقابل فإن أوروبا، ليست فى أفضل أحوالها، خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، الأمر الذى جعل البعض يسأل بجدية عن إمكانية استمرار الاتحاد نفسه. يقترن بذلك صعود اليمين المتطرف فى أكثر من مكان مدعوما بوجود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأزمة اقتصادية غير مسبوقة فى أوروبا، ومنها فرنسا التى شهدت مظاهرات دامية فى الأسابيع الأخيرة، كشفت عن عمق الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التى تعيشها القارة العجوز بأكملها.
الاتحاد الأوروبى يريد من منطقتنا العربية، خصوصا الدول العربية الإفريقية على شاطئ المتوسط، أن يوقفوا الهجرة غير الشرعية إلى الضفة الشمالية للبحر بأى وسيلة كانت.. بالقوة كما تريد إيطاليا، أو بإغراءات المال كما تريد ألمانيا، لأن الاتحاد الأوروبى يعتقد أن الهجرة هى العامل المهم فى صعود اليمين المتطرف، الذى يكتسب أرضا جديدة كل يوم فى العالم أجمع. وهناك تقديرات بأن أوروبا ستعرض على بعض الدول العربية مشروعات محددة ومغرية لوقف تدفق المهاجرين. كما تريد أوروبا من العرب أن يساعدوها فى استئصال ورم الإرهاب، الذى تمكن من توجيه ضربات موجعة إلى العديد من البلدان الأوروبية.
فى المقابل فإن العرب يريدون من أوروبا، شراكة اقتصادية حقيقية، وأن تدعمهم بالاستثمارات المباشرة، التى توفر فرص عمل حقيقية، وليس فقط، المشروعات والصفقات الجاهزة، سواء كانت عسكرية أو مدنية. 
يريد العرب من أوروبا أيضا أن يوقفوا دعمهم غير المباشر لأفكار وممارسات تشجع على استمرار الإرهاب، وقد نقلت أكثر من دولة عربية شكاوى مستمرة إلى بريطانيا، ودول أخرى، بأن تساهلهم مع بعض قيادات التطرف، يشجع على استمرار العنف والإرهاب، وليس العكس.
يتمنى العرب من الأوروبيين أن يساعدوهم فى كسر الأحادية القطبية التى تمثلها أمريكا. لكن لا الأوروبيون جاهزين لهذا الأمر، ولا العرب فى وارد الاستغناء عن أمريكا، خصوصا فى ظل الاستقطاب الحاد فى المنطقة.
يراهن البعض واهما على دور أوروبى فاعل لحل القضية الفلسطينية، والحقيقة أن إدارة ترامب وانقسام العرب وغرقهم فى مشاكلهم الداخلية جعل القضية الفلسطينية فى مؤخرة اهتمام الحكومات العربية. بل إن التدخل الإيرانى فى أكثر من عاصمة عربية، جعل بعض الحكومات الخليجية تقترب أكثر من إسرائيل، وتراها أقرب من جارتهم إيران.
ظنى الشخصى أن انعقاد هذه القمة تطور مهم جدا، وتحسب لمصر والجامعة العربية وأمينها السفير أحمد أبوالغيط، لكن الأهم أن نتفق نحن العرب أولا على ماذا نريد، وأن ننسق مواقفنا معا، قبل أن نطالب الأوروبيين أن يقدموا لنا أى شىء.
فى العلاقات الدولية تحصل البلدان على مكاسب سياسية، بقدر قوتها الشاملة وأوراقها التفاوضية، وبالتالى مطلوب أن نحصن مجتمعاتنا وأوطاننا جيدا. وأن نضمن وجود أكبر قدر من التوافق والانسجام. إذا حدث ذلك فإن العالم كله سوف يحترمنا ويقدرنا ويساعدنا. نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف العرب وأوروبا ماذا يريد كل طرف



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday