أسعار الوقود عندهم وعندنا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أسعار الوقود.. عندهم وعندنا

 فلسطين اليوم -

أسعار الوقود عندهم وعندنا

بقلم-عماد الدين حسين

مساء الخميس الماضى أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مداخلة مهمة مع الصديق والإعلامى المتميز شريف عامر، على محطة «إم بى سى مصر» بمناسبة استضافته «لسائقة الميكروباص نحمده». الرئيس انتقد تناول بعض وسائل الإعلام للمظاهرات فى البلدان الأوروبية قائلا: «عندما تعرضون صور هذه المظاهرات على الناس فى مصر يجب أن تحدثوهم عن واقع تلك الدول، ويا ترى كم ثمن الوقود فى أوروبا، وكم ستكون قيمة الضرائب على الوقود، وقارنوا بين ما يحدث هناك، بما لدينا لكى تقدموا صورة موضوعية، وعندما يدفع الناس فى أوروبا ضرائب ٣٠ و٤٠٪ على دخلها والحوكمة عندهم إجبارية... يا ترى كيف سيكون الوضع عندنا؟».
كلام الرئيس لشريف عامر، أعاد هواجس لدى البعض من احتمال وجود نية لرفع أسعار الوقود قريبا.
صباح الخميس وقبل أن يتحدث الرئيس لبرنامج «يحدث فى مصر»، كنت أناقش مع صديق صحفى كبير نفس الموضوع، على خلفية التظاهرات العارمة فى فرنسا، احتجاجا على تردى الأوضاع المعيشية هناك. قلت للصديق فى النقاش، الذى دار بحضور أربعة أصدقاء، إن لتر البنزين يزيد عن ثلاثين جنيها فى بريطانيا، وبلدان أخرى أكثر بكثير من سعره العالمى، بسبب إضافة قيمة الضرائب عليه.
الصديق عارضنى تماما، وتبنى الرأى القائل إنه لا ينبغى إطلاقا أن نقارن بين أسعار البترول فى أوروبا ومثيلتها عندنا إلا إذا حصل المصريون على نفس الحقوق التى يحصل عليها الأوروبيون، وأن الأوروبى يدفع كثيرا فى أسعار الوقود، لكنه فى نفس الوقت يتلقى تعليما وعلاجا مجانيا وخدمات أخرى كثيرة.
أتفهم جزءا كبيرا من منطق الصديق، خصوصا فكرة المقارنة الشاملة وليست الجزئية، وقلت له بوضوح إننى أوافقه الرأى على سوء أداء غالبية الحكومات المصرية بشأن الوقود وسياسات أخرى كثيرة، لكن المهم أن ندير نقاشا موضوعيا بشأن هذا الموضوع بعيدا عن المناكفة العبثية.
النقاش فى مصر عن الموضوع، وغيره، يدور فى إطار الاستقطاب الحاد. من يؤيد الحكومة، يلتمس لها العذر فى رفع الأسعار «عمال على بطال»، ومن يعارضها يرفض أى زيادة فى سعر أى سلعة، حتى لو كانت المصلحة العامة تتطلب ذلك.
البعض يرى رأيى إمساكا للعصا من المنتصف وهروبا من المواجهة، وأراه بالطبع موضوعيا، بمعنى ضرورة مناقشة الموضوع بهدوء وبالمعلومات والحقائق والأهم السياق العام وظروف كل مجتمع.
أتفق تماما مع ما قاله رئيس الجمهورية للصديق شريف عامر بشأن ضرورة أن تكون الصورة كاملة ونحن نناقش الموضوع.
فإذا كان المواطن الأوروبى يحصل على التعليم والعلاج المجانى فلأنه يدفع ضرائب حقيقية قد تصل إلى أكثر من خمسين فى المائة، ومنها ضرائب على الوقود، وبالتالى فالسؤال هو: هل ندفع نحن المصريين ضرائب حقيقية؟ سؤالى استفهامى ويحتاج إلى إجابة بالمعلومات، والسؤال الثانى إذا كان البعض من الاغنياء يتهرب من الدفع، فهل هى مشكلة المواطن الغلبان، أم الحكومة التى تطبق القانون فقط على الموظفين المساكين؟
بالطبع هذه مشكلة الحكومة، مثلما هى مسئوليتها أن تطبق القانون على الجميع. هناك نقطة مهمة جدا أيضا، وهى أننا لا نعمل ولا ننتج كما ينتج الأوروبيون، وبالتالى لا تكون لدينا موارد كافية لكى تقدم الحكومة دعما مماثلا، والسؤال: على من تقع المسئولية فى هذا الصدد؟!.
هل على الحكومة لقصور سياستها، أم على المواطنين لتكاسلهم واتكاليتهم، أم على الطرفين معا؟
ما قلته للصديق فى ختام المناقشة أن هناك أكثر من نموذج فى مسألة الدعم عموما ودعم الوقود خصوصا. والأمر لا يتوقف على النموذجين المصرى والبريطانى. هناك النموذج الخليجى ورغم وجود الوفرة المالية والإنتاج الضخم من البترول الخام والمكرر فلا يوجد دعم بالمرة فى معظم بلدان الخليج، وكذلك فى بعض الدول الإفريقية الفقيرة. لكن هناك تجارب دعم متنوعة منها مثلا ما هو موجود فى بعض دول أمريكا اللاتينية.
أؤيد تماما دعم غير القادرين، لكن السؤال هو: أى نوع من الدعم هو الأفضل: العينى الراهن الذى يذهب جزء كبير منه لغير المستحقين، أم النقدى بشرط أن يراعى معدلات التضخم؟.
المهم أن يكون النقاش بين خبراء حقيقيين بهدوء وبمعلومات صحيحة، فى ضوء الواقع الفعلى وليس التمنيات. إذا فعلنا ذلك فربما نصل إلى الطريق الصحيح، بدلا من النقاش على طريقة المكايدة بين الأهلاوية والزملكاوية عقب كل مباراة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعار الوقود عندهم وعندنا أسعار الوقود عندهم وعندنا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday