رسالة الانتخابات التركية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رسالة الانتخابات التركية

 فلسطين اليوم -

رسالة الانتخابات التركية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى الرسالة الأساسية لنتيجة الانتخابات المحلية الأخيرة فى تركيا؟!
أفضل من قدم الإجابة على هذا السؤال حتى الآن هو ايتلجان بإيار النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم والذى قال كما نقلت عنه صحيفة زمان التركية يوم الاربعاء قبل الماضى «أن الشعب بعث برسالة لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان بأنه لن يسمح للحزب بالانفراد بإدارة البلاد.
هذه هى الرسالة الجوهرية التى يقترض أن تصل لأردوغان وحزبه والى كل حاكم آخر فى أى مكان، بأن إدارة البلدان أكبر من كل شخص، ومن أى حزب، مهما ظن أنه مرسل من العناية الالهية!
هناك الكثير الذى يمكن قوله عن نتائج الانتخابات المحلية، والتى فازت فيها المعارضة برئاسة أكبر خمس مدن فى البلاد، وهى أنقرة وأضنة وأنطاليا وأزمير، واسطنبول والأخيرة طعن فيهما الحزب الحاكم، وطلب إعادة فحص كل صناديق أصواتها. والغريب ان اردوغان الذى يتحدث طوال الوقت، عن احترام كلمة ورأى الصناديق، يحاول الآن التملص من ذلك!!
بايار قال إن المعارضين داخل الحزب الحاكم مستعدين لتشكيل حزب سياسى جديد، وسيعلن عن البرنامج السياسى للحزب الجديد خلال شهر، وسيتولى رئاسته رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، وسيكون بين قياداته أيضا على باباجان، والكثير من الشخصيات التى عملت تحت رئاسة أردوغان. 
مشهور عن أردوغان قوله «من يخسر اسطنبول يخسر الحكم». العبارة قالها حينما كان عمدة للمدينة، وانطلق منها ليقود حزب العدالة والتنمية لاكتساح الانتخابات البرلمانية منذ بداية الألفية تقريبا، ثم قفز من الحكومة إلى رئاسة الجمهورية، معدلا الدستور، ليحول نظام الحكم من البرلمانى إلى الرئاسى.
الموضوعية تحتم علينا القول إن فوز «العدالة والتنمية» طوال السنوات الماضية، يعود أساسا إلى نجاحه فى تحقيق نهضة وتنمية اقتصادية مستمرة فى عموم البلاد، وخصوصا فى المناطق الريفية، حيث يسكن الأكراد فى شرق البلاد، وتحسين أحوال الطبقة الوسطى، معطوفا على ذلك، اللعب على مشاعر البسطاء دينيا، الأمر الذى وفر له قاعدة شعبية كانت تعطيه دائما الأغلبية فى كل أنواع الانتخابات والاستفتاءات، بل وتمكن عبرها من تقليم أظافر المؤسسة العسكرية، مستغلا دعم الاتحاد الأوروبى له، لكى تتأهل بلاده لاحقا للانضمام إلى الاتحاد وهو ما لم يحدث.
كل ما سبق كان من الماضى. صحيح أن «العدالة والتنمية» فاز بالأغلبية العددية فى الانتخابات المحلية الاخيرة، بفضل تحالفه مع «حزب الحركة القومية» اليمينى المتشدد، لكن خسارته غالبية المدن الكبرى، كانت موجعة، وتعطى إشارة غاية فى السلبية إلى المستقبل الذى قد ينتظر الحزب وزعيمه.
نقطة قوة أردوغان وحزبه وهى الاقتصاد انهارت تماما بعد الأزمة الطاحنة، التى ضربت الاقتصاد التركى فى الشهور الماضية، وأدت إلى انهيار الليرة، واضطرار أردوغان إلى تجرع الدواء المر برفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذى كان يرفضه تماما.
هناك أزمة ديون هائلة تعانى منها تركيا تزامت مع صدام تجارى صعب مع الولايات المتحدة، على خلفية سياسية، الأمر الذى دفع أردوغان أيضا إلى الرضوخ والافراج عن القس الأمريكى الانجيلى اندرو برانسون بعد تهديدات أمريكية سافرة.
علاقات أردوغان وحزبه مع أوروبا، خصوصا ألمانيا وهولندا متوترة جدا، وبعد أن كان النظام يتباهى بأنه حقق استراتيجية «صفر مشاكل»، صار فى مشاكل حقيقية مع العديد من بلدان العالم، خصوصا دول الجوار بعد التورط فى سوريا.
صار أردوغان هو الراعى الرسمى لتنظيم القاعدة أو «النصرة» أو «فتح الشام» ويستخدمه بوضوح لفرض رؤيته على الأرض. هذا التورط جعل تركيا تكتوى من جهة بنيران الحرب السورية، ثم تدخل فى صدام مع الأكراد، حتى لا يحصلوا على المزيد من الحكم الذاتى فى سوريا، فتنقلب الموازين على الجبهة الكردية التركية.
لم يعد لأردوغان من حلفاء إلا قطر والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، الرجل صار يتصرف فعلا باعتباره خليفة المسلمين أو المرشد الأعلى أو السلطان العثمانى خصوصا حينما استغل الحادثة الإرهابية الإجرامية العنصرية ضد مسجدين فى نيوزيلاندا قبيل أسابيع قليلة.
من المبكر الحكم على مستقبل أردوغان بعد خسارة حزبه لهذه المدن الكبرى، وربما ما يوجعه أكثر انه شخصيا هو من تولى الدعاية الانتخابية الأخيرة لحزبه، لكن المؤكد أن هناك جرس إنذار كبير قد رن فى قصر حكم اردوغان الفاخر!!نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع           

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الانتخابات التركية رسالة الانتخابات التركية



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday