حكاية تسجيلات ضابط مخابرات
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حكاية تسجيلات ضابط مخابرات

 فلسطين اليوم -

حكاية تسجيلات ضابط مخابرات

بقلم :عبد الرحمن الراشد

اشتهرت صحيفة «نيويورك تايمز» بتشددها في التثبت من صحة أخبارها إلى درجة كان يقال إنها لا تجد أخباراً تصلح للنشر.

على أي حال، هذه من خرافات الإعلاميين، فالصحيفة، كمثيلاتها، تتشدد متى ما رغبت، وتتراخى متى ما ناسبها ذلك. وربما لا يوجد صحافي في العالم بلا رأي، أو ميول. وهذا نراه في الخلاف مع الرئيس ترمب، الذي تحول إلى حملة شتم ورمي أوساخ، وخرجت التغطية عن أصول المهنة.

الصحيفة النيويوركية نشرت تقريراً يقول إن السلطات المصرية ليست ضد قرار ترمب بنقل السفارة إلى القدس بخلاف ما أعلنته. وأرفقت تسجيلات لضابط مخابرات ينسق مع مذيعين مصريين يُبين سياسة حكومته ويطلب منهم أن يوافقوها. وهي، إن كانت صحيحة، مثل كثير من أخبار الصحيفة أخيراً عن المنطقة، تبدو من نشاط العلاقات العامة القطرية، التي تقوم باستخدام الصحافيين لنشر الصحيح والمكذوب.

وعندما استمعت إلى التسجيلات لم أجد موقفاً سياسياً جديداً. كل الدول العربية وافقت على المبادرة العربية التي تجيز صراحة القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بها دولة. وعندما أصر ترمب على تفعيل قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كل الحكومات العربية عارضته. رفضته لكنها تدرك أنها لا تستطيع منعه، وفي الوقت نفسه لا تريد الوقوع في الفخ القطري والإيراني الذي يسعى لتحريض شعوب المنطقة لأسباب لا علاقة لها بفلسطين والقدس، بل جزء من لعبة سياسية إقليمية. المزايدات والتحريض أسلوب قطر منذ انقلاب الشيخ حمد بن خليفة على والده في عام 1995، ولا يزال يحكم من خلف الستار. لا ننسى كيف كانت الغارات العسكرية الأميركية تقصف مواقع «القاعدة» في العراق وأفغانستان منطلقة من قاعدة في قطر، وفي الوقت نفسه كان إعلام قطر يحرض على الجهاد ضد الكفار الأميركيين. النفاق والتزوير مستمران إلى اليوم. كتاب «فاير أند فيوري» ترجمته الدوحة إلى اللغة العربية على عجل، وقامت بنشره على «السوشيال ميديا»، وعند مراجعة النسخة القطرية بالأصلية نجد أن الكتاب من 260 صفحة تحول إلى 120 صفحة فقط، لأن قطر اختارت الفصول التي تأتي على ذكر السعودية سلباً، وحرفته وفق هواها. فالتحريف أمر مألوف، حتى عند نقل خطب الرئيس ترمب حية على الهواء، كان المترجم يضع على لسان الرئيس ما لم يقله بما يناسب موقف قطر. هذه هي مصداقية المصادر التي تعتمدها «نيويورك تايمز».

لقد ملأ القطريون والإخوان المسلمون الفضاء ووسائل التواصل بالنفايات الإعلامية المزورة؛ مقابلات مع هنري كيسنجر، ومتوفين مثل برجينسكي، وتحليلات منسوبة كذباً لصحف ألمانية وبريطانية. وتستخدم الصحافة الغربية المتلهفة لقصص مثيرة والمستعدة لنشرها دون الإشارة إلى مصادرها التي لو وضعت لفقدت قيمتها.

دول، مثل مصر، تحتاج إلى معالجة القضايا الكبرى بحساسية شديدة وليس مثل قطر يسهل عليها أن تجمع القواعد الأميركية ومكتب طالبان والشيخ القرضاوي. والإخوان المسلمون، مع حليفهم القطري، يحاولون منذ عامين إشعال الشارع المصري بأي وسيلة، وتحت أي شعار، سواء الخبز أو القدس، المهم هو زعزعة الحكم الحالي. والإخوان هم من شنوا حملة تحريض ضد الرئيس الراحل السادات عندما وقع اتفاق كامب ديفيد، حتى اغتيل. ويستخدمون فلسطين بغرض الابتزاز لأهداف لا علاقة لها بفلسطين، وتضخيم أهمية مكالمات الهاتف المسجلة تأتي في هذا الإطار.

ليس صعباً فهم موقف مصر، فهي تدرك عواقب تحدي إدارة ترمب على الفلسطينيين. فالولايات المتحدة من أكبر الداعمين لبرامج إغاثة اللاجئين، والوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل. ومصر تدرك أنه يمكن معالجة قرار ترمب، كما عولج قرار الكونغرس في 1995 الذي أمر بنقل السفارة ثم لم ينفذ. فالسفارة لن تنقل قبل خمس سنوات، وخلالها، قد يغير ترمب رأيه، أو يأتي رئيس آخر يعطل التنفيذ. وبالتالي لا توجد مصلحة لهذه الحكومات في الدخول في صراع خاسر فقط لإرضاء المحرضين. وبسبب تحريض قطر والإخوان قُتل 15 فلسطينياً وأصيب ستمائة في مواجهات مع قوات الاحتلال بلا مردود.

ثم إنه من السذاجة الاعتقاد أن مكالمات هاتفية لوسائل الإعلام قادرة على إنهاء معوقات المفاوضات، سواء باعتماد عاصمة بديلة أو توطين اللاجئين. هذه مسائل معقدة، ولن تحل ما دام نتنياهو على رأس الحكومة.

هدف القطريين، والإخوان المسلمين، من حملاتهم، تصوير قيادات الدول التي على خلاف معهم بأنها خائنة والتحريض عليها لقتلها أو الانقلاب عليها. هذا ما فعله الإخوان مع السادات من قبل. أتفهم أن يسوق أي صحافي، كما تفعل «نيويورك تايمز»، للرسائل القطرية باستمرار فقط لو أنه يوضح أن مصادرها قطرية، هذه بحد ذاتها تكفي لفهم القصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية تسجيلات ضابط مخابرات حكاية تسجيلات ضابط مخابرات



GMT 08:51 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

المفاعل النووي الإماراتي

GMT 04:27 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 06:55 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

مواقف الحكومات من مشروع السلام

GMT 10:42 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

بين سلاحَي الحرب والحصار

GMT 06:37 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

إدارة الأزمة في طهران

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday