ميليباند والحل المستحيل في اليمن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ميليباند والحل المستحيل في اليمن

 فلسطين اليوم -

ميليباند والحل المستحيل في اليمن

بقلم : عبد الرحمن الراشد

معظم تطورات القتال الأخيرة في اليمن هي حرب بين المتمردين أنفسهم، فالحوثيون في سباق للسيطرة على معسكر حليفهم، الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد أن قتلوه. والمعاناة الإنسانية في تلك المناطق تفاقمت بعد أن كانت إلى حد ما مستقرة في حدود نفوذهم. حديثاً، اتسعت دائرة الاشتباكات وزادت الأوضاع سوءاً. والحال سيئة في بقية مناطق القتال والمناطق التي بقيت تحت سيطرة الحوثيين، الذين هم جماعة متطرفة دينياً وسياسياً.

وقد قرأت مقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، سابقاً وزير خارجية بريطانيا، الذي نشره في الـ«واشنطن بوست» حول المعاناة الإنسانية في اليمن جراء النزاع القائم. أتفق معه أن الحروب، مثل اليمن، معظم ثمنها يدفعه المدنيون. وأختلف معه في تصوير الحوثي كجماعة يمكن التنازل لها من دون ثمن خطير مستقبلاً سنندم جميعاً عليه.

المتمردون سعوا للسيطرة على المرافق الرئيسيّة، بما فيها المطارات والمرافئ والطرق، وحولوا هذه المرافق إلى مصدر مالي لهم. والتقديرات تقول إن أكثر من خمسة مليارات دولار تذهب للحوثيين، يجنونها من الجباية على الحركة ومرور الأفراد والبضائع وإعادة بيعها وغيره.

ميليباند طرح ثلاث خطوات يعتبرها ضرورية: إنهاء حصار التحالف على الموانئ، ووقف إطلاق النار ولو من جانب واحد (أي التحالف)، على اعتبار أن الحوثي سيرفض، وأخيراً الشروع في حل سلمي. وهذه الثلاث تعني بعبارة أخرى تسليم الحوثي الموانئ، وتمكينهم من الأرض التي يسيطرون عليها، والنتيجة في الأخير إلى انتصارهم!

قد يضطر التحالف إلى القبول بدعوات ميليباند، فقط لدفع التهمة عن نفسه، لكن لن يتحقق الهدف الرئيسي بإنهاء المأساة الإنسانية، بإيصال المواد الغذائية والعلاجية. معظم المأساة في مناطق القتال، وكذلك مناطق المتمردين، ومعظم المواد الإغاثية ستكون خاضعة لهوى الحوثي الذي يعتبر السيطرة على المؤن سلاحه الرئيسي للتحكم وفرض وجوده. والتحدي الثاني، الذي يهم التحالف، والسعودية بشكل خاص، أنه في حال القبول بخطوات ميليباند من سيضمن عدم وصول الصواريخ للحوثي؟

من سيمنع أو يحاسب إيران، وكذلك قطر، التي تمول سوق التهريب الإقليمية، على شحن صواريخ إلى الحوثيين؟ فهل ستقبل السعودية أن يمطروا مدنها بعشرات الصواريخ؟ بالتأكيد لا، وبالتالي سيفشل وقف إطلاق النار، وستعود الحرب من جديد، وستكون المأساة أكبر إذا تمدد الحوثيون بفضل الهدنة.

ميليباند أيضاً تحدث عن تفعيل التفتيش. وكان هناك نظام التفتيش الدولي الذي اعتمد جيبوتي مركزاً لفحص حمولات العبارات والسفن، ثم يسمح لها بالإبحار إلى موانئ مثل الحديدة. ثم اتضح لاحقاً أن إيران لا تزال قادرة على تهريب بضائعها الممنوعة عبر البحر، مستفيدة من ضعف نظام التفتيش، ومدركة تلكؤ المجتمع الدولي في محاسبتها، مما يشكك في فعالية نظامي الرقابة والتفتيش. فما هي إجابة ميليباند على هذا الخلل الخطير؟

لقد سبق أن طلب من دول التحالف أن توافق على السماح بوضع ميناء الحديدة تحت الإشراف الدولي، وقد وافقت، لكن الحوثي رفض، ومع هذا يوجه اللوم للتحالف. الآن، ميليباند يدعو للرضوخ وتسليم الحوثي إدارة الميناء لأنه فشل في إقناع المتمردين!

السعودية وافقت مدركة مسؤولية المأساة الإنسانية، بل أعلنت التبرع بأربع رافعات لميناء الحديدة للتسريع في عمليات التفريغ وإيصال المواد، ميليباند يقول إن الإجراءات في الميناء تستغرق تسعين يوماً!

النقطة الأهم التي أريد الحديث عنها أن العالم أمام مأساة في اليمن بسبب عجزه عن فهم طبيعة القتال. الحوثي ليس جماعة متمردة تريد هزيمة خصومها والسيطرة على الحكم، كما هو الحال في النزاعات الأخرى، بل الحوثي مثل «القاعدة» تماماً، جماعة دينية متطرفة مسلحة. ومثلما أن المجتمع الدولي اقتنع بأن مواجهة «داعش» هي الحل، وطرده بالقوة من الموصل في العراق، فإن عليه أن يفهم أن الحوثي كذلك في اليمن. ومثلما رفض التحالف الدولي التفاوض مع «داعش» في الرقة، ولاحقه وطرده منها وبقية المدن السورية التي هيمن عليها، بدلاً من البحث عن حل سلمي معه، فإن الوضع في اليمن يشبه ذلك. الحقيقة أنه لا يوجد حل سلمي مع جماعة الحوثي. الدليل أنه تم إبرام صفقة مع مقاتلي الرئيس صالح لأنهم جماعة سياسية معارضة، لكن فشلت محاولات التفاوض والمساومات مع الحوثيين لأنهم جماعة شعارها التمدد وفرض رؤيتها الدينية، وتعتبر الجهاد غاية، وشعارها صريح في القتال خارج اليمن أيضاً.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميليباند والحل المستحيل في اليمن ميليباند والحل المستحيل في اليمن



GMT 08:51 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

المفاعل النووي الإماراتي

GMT 04:27 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 06:55 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

مواقف الحكومات من مشروع السلام

GMT 10:42 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

بين سلاحَي الحرب والحصار

GMT 06:37 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

إدارة الأزمة في طهران

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday