ما وراء «تلفريك» القدس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ما وراء «تلفريك» القدس

 فلسطين اليوم -

ما وراء «تلفريك» القدس

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

لا تحتاج إسرائيل إلى إذن من أحد لتوسيع استيطانها في الضفة الغربية، فهي تفعل ذلك كل الوقت، ويخشى الفلسطينيون أن يناموا ويصحوا يوماً على أراضٍ كانت ملكهم ولم تعد كذلك بسبب سياسة الزحف الاستيطاني المتواصل.في الأساس كل فكرة إسرائيل قامت على الاستيطان والتلصص وسلب الأراضي والتوسع شيئاً فشيئاً حتى تحولت إلى دولة بلحمٍ ودم على أرض الغير، وفي كل البرامج السياسية للنخب الإسرائيلية ظل المشروع الاستيطاني عنوان نجاحها وتمددها.

ما يجري في القدس المحتلة هو صورة مصغّرة عما يجري في كامل الضفة الغربية، حيث تسعى إسرائيل إلى توسيع نطاق وجودها الديموجغرافي -ديمغرافي- جغرافي- بدواعي أمنية، وهي في نهاية المطاف عقيدة تخدم مصلحة الدولة العبرية في مسألة بقائها.مشروع "التلفريك" الذي أقرته سلطات الاحتلال منذ أقل من عام، هو واحد من المشروعات التي تسعى إلى تهويد القدس المحتلة والربط بين شرقها وغربها، إذ هناك من يطبلون ويسوقون لفكرة أن المشروع سياحي ويهدف إلى تعظيم الأرباح واستقطاب المزيد من السياح.

في حقيقة الأمر الموضوع ليس كذلك، وإسرائيل تدعي أن "التلفريك" مشروع سياحي لكنه استيطاني بامتياز حتى لو كان سياحياً، لأنها من ورائه تكون قد حققت عوامل كثيرة، من بينها استيطان العديد من الأراضي الفلسطينية التي يمر فوقها "التلفريك"، لأنه مدعوم بمحطات خمس وأعمدة خرسانية أو حديدية بالعشرات ستبنى على ممتلكات المقدسيين.
هذه السيطرة الهوائية تخدم إسرائيل في موضوع تغير الهوية الإسلامية للقدس، وسبقت هذا المشروع مشروعات كثيرة تحت الأرض وحفريات لتغيير طابع المدينة المقدسية، وتشويه صورتها التاريخية واستبدالها بهوية يهودية، ودعاية تسويقية من أجل إحكام السيطرة الكاملة على القدس.

لن يقتصر الفعل الإسرائيلي على إقامة "تلفريك" في السماء فحسب، بل هناك خطط تتعلق بتوسيع محطات "الترام" وجعلها تصل بين القدس ومستوطنات "غوش عتصيون" في الجنوب، وكذلك فتح المدينة المحتلة على الساحل بشبكة قطارات حديدية.خطورة هذا المشروع تتعلق بتزييف وعي الزوار والسياح حول المكانة التاريخية والخصوصية المقدسية للمدينة المحتلة، ذلك أن التقارير الصحافية تفيد بأن خط "التلفريك" لن يمر على المعالم الإسلامية، أو أنه سيشوه تاريخيتها على حساب تسويق الراوية الإسرائيلية للأماكن المقدسة.

كل هذا يأتي ضمن المشروع الأكبر، مشروع ترسيخ القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي وعنوان رئيسي لنشاط وحركة الإسرائيليين من وإلى العديد من المدن المحتلة، وهذا يدفع الدولة العبرية لتسريع جهود تهويد القدس الشرقية وضمها إلى الغربية.لن تكتفي إسرائيل بالنيل من القدس الشرقية، بل ستعمل على ربط القدس المحتلة بالمستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية، وهي تدعم خطط إحلال المستوطنين محل المقدسيين والاستفادة من الأراضي المسروقة في مشروعات سكنية توطنهم لتُمكّن وجودهم فيها.

لقد تمكنت إسرائيل من ترسيخ سياسة الأمر الواقع على كل ما وضعت يدها عليه، و"صفقة القرن" تأخذ ذلك بعين الاعتبار، إذ تؤكد هذه الخطة حق الدولة العبرية في السيطرة على الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة في الضفة الغربية.المؤسف أن الفعل والصوت الفلسطيني ضد كل السياسات التوسعية الإسرائيلية غير مُجدٍ في حضرة تفوقها والدعم الذي تتحصل عليه من الولايات المتحدة الأميركية التي تغض الطرف عن الاستيطان في كامل الضفة، والعرب منشغلون في أوضاعهم الداخلية وعلاقاتهم ببعضهم ومحيطهم الخارجي.

إذا كان من بدٍّ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عجلة التهويد الإسرائيلي للقدس المحتلة، فإن على الفلسطينيين أن يدركوا أن هذه المعركة هي معركتهم أولاً، وأن الأولوية تكمن في توحيد طاقاتهم وتوجيهها ضد الاحتلال الإسرائيلي.قد يحدث هذا إما بتحالف فصائلي تحت أي مسمى (وطني أو مصلحي وقتي) من أجل فرملة المخططات الإسرائيلية في القدس والضفة، أو يحدث بانتخابات فلسطينية نزيهة تعترف فيها الفصائل بالنتيجة، وتمد يدها لخدمة ملفات أكبر مرتبطة بقضيتها والمصير والهم المشترك.

إسرائيل تسحب بساط القدس الشرقية من تحت أقدام الفلسطينيين وإن لم يفعلوا شيئاً ويستعجلوا وقف ابتلاعها وتزوير تاريخها ستصبح بحكم الواقع مُهوّدة وامتداداً للقدس التي تريدها إسرائيل، وحينذاك تحل "اللعنة" ونبكي على ما فات يوم لا ينفع الندم.إذا كان من بدٍّ فعلى الفلسطينيين أن يتوحدوا لنصرة القدس المحتلة ونجدة أهلها الذين يتعرضون لأبشع صور التطهير والترحيل القسري، و"المرجلة" ليست بتبادل الشتائم وتعميق الجرح الداخلي، وإنما تجاوزها وغض الطرف عنها والتركيز على عناوين وطنية ملحة وأكثر أولوية وتشكل المظلة التي تجمع كل الفلسطينيين وتوحد صوتهم في الداخل والخارج.

بالأمس كنا نشهد على حفريات الاحتلال تحت الأقصى، وقبلها وخلالها حرمان المقدسيين من أراضيهم ومن العيش في مدينتهم بسحب الهويات منهم والتضييق عليهم ومنعهم من دخول القدس ودفعهم للخروج منها، واليوم نشهد على "تلفريك" يكمل المخطط الإسرائيلي التهويدي، والله أعلم ماذا سنشهد بعد ذلك من مخططات غرضها الرئيسي وضع كامل القدس في جيب إسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء «تلفريك» القدس ما وراء «تلفريك» القدس



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday