بعد الصخب هدوء مشوب بالحذر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بعد الصخب: هدوء مشوب بالحذر

 فلسطين اليوم -

بعد الصخب هدوء مشوب بالحذر

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

لا أحد يصدق بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، حين يطلق تهديده باجتياح غزة حتى قبل انتخابات الكنيست، ذلك أن الاهتمام بملف غزة هذه المرة، أي قبل هذه الانتخابات التي تجري للمرة الثالثة خلال عام دون تشكيل الحكومة، ليس مثل سابقه، حيث شهدت فترة ما قبل الانتخابات السابقة لغطاً حول غزة، خاصة بين نتنياهو وافيغدور ليبرمان، فزعيم اليمين الإسرائيلي نفسه، اضطر قبل إجراء الانتخابات السابقة في سياق رده على منتقدي سياسته تجاه "حماس" في غزة إلى الاعتراف بأنه رعى الانقسام الفلسطيني منذ البداية، وأن "إسقاط" حكم "حماس" ليس هدفاً له، أما لماذا تشهد هذه الأيام "تصعيدا محدودا" في غزة، فلذلك أسباب أخرى، لا علاقة لها بالانتخابات الداخلية الإسرائيلية .

مجمل القول، يمكننا أن نقول إن مجمل الملف الفلسطيني بكل بنوده وتفاصيله، ليس مجال نقاش بين المتنافسين الإسرائيليين، خاصةً بين المعسكرين الكبيرين، ولا حتى على جبهة اليسار، وباستثناء القائمة العربية، فليست هناك قائمة انتخابية أو حزب إسرائيلي، يتحدث بشيء يخص الملف الفلسطيني، ولا أحد يرفع شعاراً أو يعلن موقفاً يتعهد فيه بالتوصل إلى اتفاق سلام، فالسلام مع الجانب الفلسطيني لم يعد هدفاً لا لليمين ولا لليسار ولا لخصوم اليمين، الذين بالكاد وبشكل خجول، يعلنون عن موقف يبتعد قليلاً عن موقف اليمين بهذا الخصوص، وذلك يعود إلى الإبقاء على احتمال تشكيل حكومة تحتاج إلى شبكة أمان القائمة العربية.

أما ما يخص "التصعيد" خلال الأيام الأخيرة، فلا بد أولاً من ملاحظة أنه محدود ومضبوط ومحدود جداً، وهو يعود بتقديرنا إلى شعور "حماس" بأنها قد تعرضت لخديعة، أو أنها باتت مهملة، لا يهتم بها أحد، فبعد أن أوقفت مسيرات العودة، التي كانت تحدث صخباً ما، وتحرك المياه الراكدة في ملف الحصار، لم يتقدم الجانب الإسرائيلي بأية إجراءات تذكر مقابل هذا التنازل من "حماس" الذي ربما تكون قد قدمته مقابل السماح لرئيس مكتبها السياسي بإجراء الجولة الخارجية لأول مرة منذ انتخابه في المنصب الأول للحركة.

واعتادت إسرائيل وحتى سكان ما يسمى بالغلاف، على "إزعاج" صواريخ "حماس" التي لا تصيب أحداً منهم بضرر، كما أن حديث "حماس" عن الوحدة الداخلية بعد إعلان خطة ترامب، أيضاً لم يدفع الجانب الإسرائيلي إلى تقديم شيء للحركة لردعها عن الذهاب لخط النهاية في ملف الانقسام، فمثل هذه المواقف قد تكررت، والتكرار لا يعني بالضرورة أن يتم الرد عليه بنفس الطريقة المعتادة.الآن، وبعد الصخب السياسي والإعلامي الذي أحدثه إعلان ترامب الأسبوع الماضي، الخاص بخطته لحل الصراع التاريخي الفلسطيني/الإسرائيلي، فإنه يمكن القول بكل ثقة_ بأنه كما سبق وقلنا في مقالنا السابق هنا_ فإن إعلان "صفقة القرن" مصيره مثل ورشة المنامة، لن يفتح باب التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساسه، كما أنه، وهذا هو الأهم، لم ينجح في فتح كوة في الجدار العربي رغم كل ما فيه من تصدعات، فالقيادة الفلسطينية كانت ذكية بما يكفي، لتتجنب إعلان الرفض منفردة، بل أعلنته بكل قوة عبر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي انتظار جلسة مجلس الأمن بعد أيام، سيكون التفاعل السياسي والإعلامي مع الإعلان قد وصل ذروته، أي لن يتقاطع معه أحد، وسيبقى "إعلاناً إسرائيلياً/أميركياً" احتلالياً، مثل كل القرارات العسكرية الإسرائيلية الخاصة بمصادرة الأراضي وهدم المنازل وقتل المواطنين، لكنه أيضا، يكون قد أدى مهمة خطرة، وهي إنهاء مرحلة أوسلو، وإغلاق مسار الحل عبر التفاوض، والذي شق طريقه أصلاً بعد كفاح عسكري وشعبي فلسطيني توج بانتفاضة العام 1987 .

أي أن الملف سيعود إلى ميدان المواجهة، لكن هذه المرة مسنوداً بكفاح دبلوماسي وسياسي، بعد أن تعززت فكرة حل الدولتين، على الصعيد العالمي، والتعامل الدولي مع حق فلسطين بإقامة الدولة المستقلة على حدود العام 67 .
وفي انتظار ترتيب المنطقة من جديد، في سياق صراعات كونية تذهب إلى تجاوز مرحلة التفرد الأميركي بقيادة العالم، سيبقى الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي بوصلة هذه الترتيبات، ولعل إسرائيل بخلط الأوراق، وفتح كل الحدود الإقليمية، تدرك هذا بشكل جيد، بالمقابل فإن الشعب الفلسطيني، بات يدرك بشكل متزايد حاجته إلى الاستمرار في الصراع على كافة المستويات، وأن الحل الناجم عن طاولة التفاوض بات بعيد المنال، لكن ما على الجميع إدراكه هو أن الشعب الفلسطيني الذي ما زال الوحيد في هذه الدنيا الذي هو في حالة حركة تحرر، عليه أن يشتق طريق كفاح حركة التحرر بشكل مختلف عما كان عليه حال حركات التحرر في ظل الحرب الباردة، أي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

هدوء مشوب بالحذر، أو هدوء مترافق مع صراع متواصل، قد لا يكون عنيفاً أو صاخباً، لكنه متواصل ومستمر، هو ما سيكون عليه الحال بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال السنوات القادمة، حيث بات إسقاط الاحتلال الإسرائيلي، مثل إسقاط الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط، أي أن أداته هي الشعب بكل شرائحه ومكوناته، وطريقه حثيث ومتواصل، ونهايته تكون بإحداث التراكم ولا يكون بضربة سحرية واحدة، لا سياسية ولا عسكرية.
ولقد أثبتت الأحداث السياسية خلال السنوات القليلة الماضية، بأن لا أحد، مطلق الإرادة، فلا إسرائيل ولا أميركا ولا أي نظام أو قوة، يمكنه أن يحسم الأمور منفردا، أو بشكل تام أو نهائي، وحيث أن المنطقة تمور بالمتناقضات، فإن فشل معظم الفرقاء في التوصل إلى حلول سياسية في كل ملفات الصراع بالمنطقة، يؤكد بأن ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، ليس مختلفاً، بل إنه يكاد يكون الصورة المختصرة لها كلها، لذا على جميع الأطراف الفلسطينية، أن لا تهدأ، بل أن تواصل الصراع، ولكن وفق إستراتيجية طويلة النفس، تدرك بأن إنهاء الاحتلال ليس في متناول اليد، كما هو فرض الاستسلام ليس في متناول يد العدو أيضاً، وهكذا دون الطرفين حقبة من الصراع متعدد الأشكال، وبعضها لم نشهد مثيله من قبل، لكن القضية التي لا تموت تنتصر في نهاية الأمر.

 قد يهمك أيضا :  

  ثنائي آيل للسقوط

   إسماعيل هنية وإشكالية المكانة الثانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الصخب هدوء مشوب بالحذر بعد الصخب هدوء مشوب بالحذر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday