التطرف في مهب الريح
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

التطرف في مهب الريح

 فلسطين اليوم -

التطرف في مهب الريح

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

بمجرد أن أعلنت حركتا فتح وحماس، عن توحيد الموقف في مواجهة قرار الضم الإسرائيلي، حتى قامت قيامة الإسرائيليين ولم تقعد، وحتى بدأ الحديث عن أن إعلان قرار الضم قد يمتد الى ما بعد شهر الى شهر ونصف، وذلك بعد أن نجح الجهد الفلسطيني وهو ليس في أحسن حالاته، أي أنه ما زال في ظل الانقسام، في إجبار بنيامين نتنياهو على الصمت يوم الأول من تموز الجاري، وعلى أن يتبلع لسانه، وينتظر موقف واشنطن، ليزداد الضغط عليه من حليفه في الحكومة بيني غانتس، الذي كان قد منحه باتفاق الشراكة الحكومي، الحق في أن يعلن في أول تموز عن قرار الضم، والذي رغم أن استطلاعات الرأي تمنحه عدداً قليلاً جداً من المقاعد، الا أنه تجرأ على تحدي نتنياهو بالقول، إنه قد خاض ثلاثة انتخابات ضد خصم الأمس، الشريك المناكف اليوم، ولن يخشى انتخابات رابعة.

كما سبق لنا وقلنا في مقالنا السابق هنا، بأن الكفاح السياسي/الدبلوماسي الفلسطيني قد نجح بجولة أولى في أن يفرض على نتتياهو أن لا يعلن الضم في اليوم المحدد، رغم الضغوط المضادة من طرف اليمين الصهيوني والمستوطنين وحتى من قبل بعض جنرالات الجيش، وبعض نواب وشيوخ الكونغرس الأميركي، بل وبالرغم من ضغط كل من وزير الخارجية مايك بومبيو والسفير في تل ابيب ديفيد فريدمان، وكل ذلك قبل أن يعقد كل من الأخوين، جبريل رجوب امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مؤتمرهما الصحافي المشترك والمبارك من قبل الكل الوطني، ليعلن انخراط الحركتين معا في أتون مواجهة قرار الضم.

فإذا كان مجرد إعلان توحيد الموقف الميداني، أي وحدة إطلاق الاحتجاج الشعبي والتوحد في ميدان مواجهة جحافل المستوطنين، قد أحدث كل هذه الرعب في الجانب الإسرائيلي، فماذا سيحدث اذاً في حال إنهاء الانقسام فعلياً ورسمياً، وكلياً، والتوحد الجبهوي الفصائلي والرسمي، فجهود «حماس» أيضاً مهمة فيما يخص حراك الجاليات الفلسطينية، وعلى الصعيدين العربي والدولي، وكذلك يمكنها ان تدعم الجهود الدبلوماسية بكفاءاتها وكوادرها، ايضا فيما يتعلق بخوض معركة القضاء الدولي، بتقديم عرائض الاتهام ضد جنرالات الجيش ومتخذي قرارات الحرب الإسرائليين المتورطين في ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

المهم أن حديث «كورونا» قد تقدم عند غانتس على حديث الضم، فيما يواصل دونالد ترامب تراجع مكانته في استطلاعات الرأي وهو ذاهب الى انتخابات صعبة، من المحتمل جدا أن يخسرها، حيث ما زالت اميركا عالقة بـ «كورونا» كأسوأ دولة تصاب به، فالصين تجاوزته سريعاً، وها هي اوروبا تتعافى منه، وحدها اميركا ما زالت تقدم العدد الأكبر من الوفيات والإصابات، كذلك ما زالت المظاهرات المنددة بالتطرف الأميركي فيما يخص ملف التمييز الaعنصري، خاصة في أوساط الشرطة، متواصلة رغم مرور اكثر من ستة أسابيع على مصرع المواطن الأميركي من الأصل الأفريقي جورج فلويد، وكل هذا يهدد بطرد ترامب من البيت الأبيض .

حقيقة الأمر أن كلاً من إسرائيل وأميركا وصلتا الى ذروة التطرف اليميني مع وجود نتنياهو ومعكسر اليمين في الحكم بشكل متواصل منذ عقدين، ومع وجود ترامب وطاقم يميني صهيوني في البيت الأبيض، وهذا يعني بأنه ليس فقط الشعب الفلسطيني، ولا العالم بمعظمه، بل ان جموعاً متزايدة من كلا الشعبين الأميركي والإسرائيلي قد باتت تضيق ذرعاً بهؤلاء، حيث انهما يسيران عكس حركة العالم المتحول بشكل سريع والمتطور، والذي بات يفكر جدياً في تغيير النظام العالمي الذي أقيم بعد انتهاء الحرب الباردة، اي منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، أي منذ ثلاثين عاماً.

وهذا يعني بأن النصر إنما هو صبر ساعة حقاً، وقد أحسنت القيادة الفلسطينية صنعاً وموقفاً، حين رفضت صفقة القرن، وحين تحدت ترامب، وحين شمرت عن ساعديها، وانطلقت تحرك العالم الذي كان قد غط في سبات عميق، بعد أن اعلن نتنياهو نيته في اتخاذ قرار الضم في اول تموز، اي قبل ذلك اليوم بأسابيع، وكان يظن بأن الإعلان المبكر سيهيئ المنطقة والعالم لاستقبال ذلك الإعلان دون رد فعل يمكنه أن يعطل ترجمته على الأرض، والأهم حين ضبطت أعصابها، وحددت شكل المواجهة في ان يكون متدرجاً، ومتوازياً، متدرجاً من حيث إطلاق التظاهرات قبل الإعلان لتهيئة الشارع للاشتباك بوم الاعلان، وفي ترافق الضغط الشعبي الميداني مع التحرك السياسي والدبلوماسي معاً وفي آن واحد، بما ساهم في انخراط اوسع اطار سياسي عالمي، اوروبي خاصة في التمترس أولاً بالموقف المضاد لإعلان الضم ورفضه، ثم في تصاعد الموقف، ليتحول الى فعل وعقاب متعدد، اقتصادي وسياسي، وبما يصل لمواجهة إعلان الضم بإعلان الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 .

يمكن القول إن التطرف الذي اجتاح المنطقة، وساعد إسرائيل كثيراً، في التخلص من أنظمة عربية معادية لها، وفي إضعاف نفوذ دول إقليمية تناصبها العداء، مقابل تقرب أنظمة عربية لإسرائيل والتقدم معها في ملف التطبيع، قد بدأ يتلاشى، فهو انهزم في اكثر من مكان، منها سورية والعراق بعد اندحار داعش، ولا يظهر إلا بشكل طفيف في بعض المناطق، والاعتدال في الدول العربية، يسحب من يد إسرائيل مبرر إبقائها على اليمين المتطرف في الحكم، ورغم وجود خلافات في الحالة الفلسطينية، الا أنها خلافات سياسية، لا وجود للتطرف فيها، ومع مرور الوقت بدأت «حماس» تبدي خبرة سياسية، كذلك اعتدالاً سياسياً، بعد فشل إخوان المنطقة، والتطرف عموماً في البقاء، المهم ان التطرف الإسرائيلي، الذي وقف عند حافة إعلان الضم، قد دفع الفلسطينيين الى التوحد الميداني، بما يؤكد بان إطلاق الانتفاضة في مواجهة الضم كان امراً شبه مؤكد، خاصة بعد ان ظهر جلياً بأن القيادة الفلسطينية جادة تماماً هذه المرة في تحطيم الأدوات، وأن الانسحاب من الاتفاقيات و»أوسلو»، جدي، عبر تسليم مفاتيح السلطة للاحتلال في نفس اللحظة التي يعلن فيها قرار الضم.

نرجح بأن إعلان الضم لن يكون لا بعد شهر ولا شهرين، وان سقوط ترامب سيفتح الباب لإسقاط نتنياهو، وبذلك سيكون العام القادم مختلفاً تماماً عن هذا العام وعن كل الأعوام التي سبقته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطرف في مهب الريح التطرف في مهب الريح



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday