الشعبان ضد ترامب ونتنياهو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الشعبان ضد ترامب ونتنياهو

 فلسطين اليوم -

الشعبان ضد ترامب ونتنياهو

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

عادة ما تكون انتخابات الرئاسة الأميركية التي يواجه فيها الرئيس منافسا من الحزب الآخر، والتي هي بالنسبة له انتخابات الولاية الثانية، أو تجاوزاً انتخابات التجديد، أقل صخبا، لأنها غالبا ما تنتهي بإعادة انتخاب الرئيس، الذي يضفي عليه وجوده في البيت الأبيض هالة وحضورا، يكون من الصعب على منافسه تجاوزه، أو تخطيه والفوز عليه، خاصة أن المنافس نفسه يكون قد خرج لتوه، غالبا قبل أسابيع من مواجهة الرئيس المرشح، من خضم معركة ترشيح الحزب، أما هذه المرة، أي على طريق الانتخابات التي ستجري بعد اقل من خمسة أشهر، فإن احتمالات فوز المنافس على الرئيس الحالي دونالد ترامب تبدو حقيقية إن لم تكن مرجحة، ما لم يطرأ أمر ما يغير من المزاج الانتخابي العام في اللحظة الأخيرة.

أي أن ترامب يواجه تحديا حقيقيا من قبل منافسه، جو بايدن، بعد أن استقر الحزب الديمقراطي على ترشيح نائب الرئيس السابق باراك أوباما، مبكرا نسبيا، وهو الشخصية المتزنة سياسيا، على عكس الرئيس ترامب، والذي أمضى نحو نصف قرن عضوا في مجلس الشيوخ، إضافة إلى كونه نائبا سابقا للرئيس، وفعلا منحت استطلاعات الرأي تفوقا لبايدن على ترامب بلغ 10% خلال الشهر المنصرم، بعد أن كان مجرد 5% في شهر نيسان الذي سبقه، أي قبل ان يظفر رسميا بترشيح حزبه الديمقراطي.

ترامب نفسه أعاد سبب تفوق خصمه عليه، إلى إجراءات عزله على خلفية التحقيقات التي أجراها نواب الكونغرس بأغلبيتهم الديمقراطية، لكن في حقيقة الأمر، فإن ذلك ليس هو السبب الوحيد، فقد راهن ترامب على تحقيق إنجازات اقتصادية من خلال فتح أبواب الحروب التجارية مع المنافسين الدوليين، بهدف ضخ الأموال لداخل المجتمع الأميركي، وفعلا حقق إنجازا من خلال السطو على المليارات العربية، خلال أول سنة من حكمه، لكنه في مواجهة الخصوم الأقوياء، نعني الأوروبيين والصين وحتى روسيا، انقلب سحره عليه، فجاءت جائحة كورونا، وإخفاقه في إتباع سياسة واقعية متزنة تجاهها، ليذهب بإنجازه السابق أدراج الرياح، ثم كان لرفعه راية كراهية الآخرين، السبب في أن تطل العنصرية مجددا برأسها في بلاده، ما أطلق العنان لحالة الاحتجاج غير المسبوقة منذ عقود في الولايات المتحدة نفسها.

وحيث إن كراهية الآخرين تبدأ عادة بمن هم في الخارج، إلا أنها لا تتوقف عند حدود، فسرعان ما تطال من هم بالداخل، وتتبع مواقف ترامب تجاه الخصم التاريخي لحزبه الجمهوري، يشير إلى أنه يراهم غالبا أعداء أكثر منهم خصوما سياسيين، فحينا ينعتهم بالشيوعيين أو الاشتراكيين، وكثيرا ما يستخف بهم، ويشكك في ولائهم لبلادهم، وأخيرا ينعتهم بعديمي الفائدة، مع أنهم يمثلون نصف الشعب الأميركي، ويمثلون طول الوقت مع حزبه معادلة الديمقراطية الأميركية القائمة على تداول السلطة بين الحزبين.

لا شك بأن الشعب الأميركي بات قلقا على مستقبله مع وجود ترامب في البيت الأبيض، وبات قلقا أكثر على منجزاته الداخلية، خاصة فيما يخص جذور العنصرية، فالشعب الأميركي مكون من خليط أممي، وليس من أصول عرقية واحدة، لذا فإن العنصرية تعتبر العدو اللدود للدولة بكل مكوناتها، والشعب الأميركي يدرك جيدا، بأنه هو من يمكنه فقط أن يضع حدا لخطر حقيقي بات يهدد الدولة، بحجة محاولة الإبقاء على تفوقها القومي في منافسة الآخرين في الخارج.

كان ترامب وطاقمه يمنون النفس، بالذهاب إلى انتخابات تشرين الثاني القادمة بثقة، لذا فقد راهنوا على منجز تجاه إسرائيل، وبعد أن عانت إسرائيل داخليا من عدم حسم انتخاباتها البرلمانية طوال العام 2019، اضطر مع نهاية شهر كانون الثاني الماضي إلى إلزام الخصمين، نتنياهو وغانتس، بالموافقة على صفقته السياسية، وتدخل لإجبارهما على الشراكة في الحكم، حتى يكون ذلك عاملا مساعدا لفوزه في الانتخابات القادمة.

لقد ارتبط كل من ترامب ونتنياهو إذاً احدهما بالآخر، في المصير، لذا فإن الدور على نتنياهو الآن ليرد الدين، من خلال الإعلان الحكومي الخاص بالضم، لكن من المؤكد أن كلا الرجلين كان يفضل مواجهة خصوم سياسيين على الطاولة، فيما دخول العنصر الشعبي، من خلال الاحتجاجات والتظاهرات، إن كان في أميركا أو في إسرائيل، على الخط، يربك حساباتهما، ويجعل الجميع أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، فإما الدولة وإما الحاكم.

ليس أمرا عابرا أو عديم الأهمية أن تعود ساحة رابين في تل أبيب للتظاهر ضد حكومة اليمين وسياستها الخاصة تجاه الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والذي يبلغ ذروته في التحضير لإعلان الضم، وليس أمرا بلا معنى أن تتضامن العديد من المدن الأوروبية والغربية وصولا إلى أستراليا مع الشعب الأميركي ضد العنصرية وضد استبداد الشرطة بتحريض من إدارة ترامب، فالشعوب من الواضح بأنها لا تكتفي بإعلان حكوماتها عن معارضتها لسياسة ترامب الخارجية التي زرعت التوتر في غير مكان، كما أن الاحتجاج الإسرائيلي الداخلي جاء ليعوض إخفاق النخبة السياسية عن وضع حد لحكم نتنياهو عبر صناديق الاقتراع، وردا على انهيار المراهنة على غانتس وحزبه، بعد أن وقفوا معه وصوتوا له من اجل إسقاط رئيس حكومة المستوطنين، لذا فإنه يمكننا القول، إن كل هذا الصخب سيحدث فارقا سياسيا، لعل بوصلته تشير إلى فلسطين، التي رفعت راية العصيان وعدم الرضوخ وشق عصا الطاعة، تجاه الثنائي ترامب ــــ نتنياهو منذ ثلاث سنوات، أي حين حنى الجميع رقابهم لترامب المخيف!

نقصد بذلك، أن الاحتجاج الشعبي الأميركي يشل من قدرة ترامب على دعم نتنياهو في قرار الضم، دون أن يكون ذلك هدفا مباشرا للشعب الأميركي العظيم باحتجاجه وثورته، كذلك مع الرفض الأوروبي والضغوط المتعددة، حيث يمكن أن يعتبر تكتيك «عرقلة» قرار الضم، بتأجيله، أي عدم خروجه للعلن مطلع الشهر القادم، إنجازا، فكل المعادلة يمكن أن تتغير مع نهاية العام، وحتى قبلها، إن جرت إدانة نتنياهو، فقط بقي العنصر الناقص، متمثلا في إسناد الجهد السياسي والأداء الرسمي الفلسطيني العظيم، بجهد شعبي، أقله وأهمه إطلاق التظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ضد إعلان الضم المرتقب، وهنا لا بد من ملاحظة هز «حماس» لأكتافها، بشكل غير مسؤول وطنيا، فليس المطلوب هو تنفيذ عمليات النخبة العسكرية، بل إطلاق جماهير الشعب، لبث الأمل في أوساطها، لتواجه المستوطنين على أقل تقدير.

قد يهمك أيضا :

  الجولة التالية من الحرب العالمية ضد «كورونا»

أميركا تريد أن تتنفس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعبان ضد ترامب ونتنياهو الشعبان ضد ترامب ونتنياهو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday