بقلم - فاروق جويدة
أكثر من مرة طلبت من الزملاء فى المواقع الإخبارية التوقف عن نشر الجرائم الفجة التى تسىء لنا كشعب ولم يسمع احد ومازالت هذه المواقع تنشر الفضائح بكل تفاصيلها وصورها أحيانا.. لا أرى مبررا على الإطلاق لنشر زنا المحارم وهذه القصص المخجلة عن الأب الذى اعتدى جنسيا على ابنته أو الأخ الذى اعتدى على شقيقته وقصص التحرش الجنسى بين الأقرباء، هذا بجانب جرائم القتل.. إن الغريب فى الأمر أن هذه المواقع تشرح تفاصيل الجرائم وهناك أطفال يقرأون هذه الفضائح ويشاهدون صورها.. إن هذه الموضوعات تعكس صورة سيئة عن مجتمع تخلى عن كل أخلاقياته وهى مهما كان عددها لا يمكن حتى الآن ان نعتبرها ظواهر اجتماعية منتشرة، إنها حالات فى بعض المحافظات أو القرى أمام ظروف اجتماعية وإنسانية سيئة..
إن النشر فى هذه الحالات وبهذه المساحات يصور للناس وكأننا مجتمع فقد كل مقوماته الأخلاقية والدينية.. وهنا يجب أن تراعى أسباب هذه الجرائم وانها تخضع لأسباب مرضية أمام انتشار المخدرات التى تفقد الإنسان كل مقوماته العقلية.. ومن الظلم للمجتمع أن نصور للناس أن هذه الظواهر السيئة أصبحت شيئا عاديا فى حياة المصريين.. يجب أولا أن نتوقف عن نشر هذه الفضائح بهذه الصورة المخزية والمخجلة وإذا كان ولا بد من النشر فليكن فى حدود ضيقة للغاية بعيدا عن التفاصيل والصور وكل هذه الكوارث..
إن الأسوأ من ذلك هو انتقال هذه الجرائم إلى مواقع التواصل الاجتماعى بحيث تحولت إلى قصص وحكايات بين الشباب.. إن هذه المساحات من الفضائح يمكن أن نملأها بالفكر والثقافة والوعى والرقى فى السلوك والأخلاق وبدلا من أن ننشر للشباب هذه الجرائم لماذا لا نفتح الحوار معهم حول قضايا أهم فى واقعنا اليوم.. لماذا لا نحمل هؤلاء الشباب إلى قضايا فكرية وأخلاقية جادة وان ندفع بهم إلى آفاق من الخيال والأحلام الجميلة فى الإبداع والثقافة؟!.. هناك مساحات كبيرة فى الإعلام ينبغى أن تختفى تماما ليس لأنها لا تضيف شيئا بل لأنها الأسوأ دائما.. إذا كان الواقع مظلما فلماذا لا نفتح الأبواب لصباح قادم؟!.