فوضى الأراضى وأخطاء الماضى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فوضى الأراضى ..وأخطاء الماضى

 فلسطين اليوم -

فوضى الأراضى وأخطاء الماضى

بقلم - فاروق جويدة

مازلت اعتقد أن مسلسل بيع أراضى الدولة مازال يسير فى الطريق الخطأ وان كوارث ثلاثين عاما من إهدار أصول الشعب المصرى

وثرواته من الأراضى مازالت تتعرض لإجراءات تتسم بالغموض وغياب الشفافية..كان مسلسل بيع الأراضى وتوزيعها العشوائى لأعداد قليلة من الناس من اخطر الجرائم التى تعرضت لها أصول الدولة المصرية وقد حملت هذه العشوائيات مجموعة من السلبيات لعل أهمها تكوين طبقة من الأثرياء فى مصر الذين جمعوا الأموال بلا جهد أو عمل أو كفاءة كانوا نباتات متسلقة على جدران حكومات فاسدة أضاعت على الشعب أهم واخطر مصادر الثروة فيه..ومع هذه الطبقة الجديدة التى صنعها مسلسل الأراضى كانت النتائج المخيفة التى تعرض لها المصريون حين وجدت الأغلبية من البسطاء والفقراء خارج حسابات الزمن والحياة..إن الغريب فى الأمر أننا لم نكشف حتى الآن جرائم توزيع الأراضى خلال ثلاثين عاما ولم نفرق بين أشخاص أقاموا عليها المشروعات والمصانع ومن تاجروا فيها وكسبوا الملايين..مازال هذا الملف الخطير بعيدا عن اهتمامات أصحاب القرار..

> أقول مازال مسلسل الأراضى يحمل نفس أخطاء السنوات العجاف والدليل على ذلك أن الحكومة مازالت تبيع المساحات الضخمة لكى توفر الموارد لتمويل الميزانية رغم أن هذا يعتبر من اكبر الكبائر فى دنيا الاقتصاد أن تبيع الأصول لكى تجمع الأموال التى تنفقها, وهذا يذكرنا بصاحب العمارة الذى يبيع كل يوم جزءا منها لكى يعيش منه بدلا من أن يستثمرها وتحقق له عائدا شهريا يكفيه..بعد فترة قصيرة انتهى بيع العمارة وجلس صاحبها على الرصيف يطلب العون من الناس..مازلت اعتقد أن بيع الأراضى لن يكون حلا مجديا للاقتصاد المصرى لأنه يحتاج إلى الصناعة والإنتاج وتوفير السلع والتصدير..إنه يحتاج إلى أرض نزرعها وليس فقط عقارات نبنيها أواراضى نتاجر فيها ويحتاج إلى صادرات إلى الخارج وليس تكديس الأموال فى البنوك ..

> لقد تناولت قضايا الأراضى فى عشرات المقالات وكم كنت أنادى بتصحيح المسار ووضع الاقتصاد المصرى على الطريق السليم ولكن الحكومات السابقة تمادت فى هذه السياسة العشوائية حتى وصل الأمر إلى توزيع ملايين الأفدنة على عدد قليل من الأشخاص الذين حققوا ثروات طائلة من وراء ذلك..وهنا توقف المجتمع تماما عن الصناعة ومعها تراجعت الصادرات ثم أهملنا الزراعة وتوابعها وتحولت ملايين الأفدنة إلى كتل خرسانية ومنشآت وعقارات وانتهى الشريط الأخضر حول القاهرة الذى كان يوفر احتياجاتها من الخضراوات والمنتجات الغذائية..خسرت مصر فى ثلاثين عاما اكبر مساحة خضراء تركت آثارها على الطعام والهواء ونسبة التلوث والعوادم والعشوائيات..

هناك أحياء سكنية فى القاهرة وتوابعها كانت يوما حدائق للفاكهة والخضراوات وانتهى بها الحال إما إلى عشوائيات أو منتجعات وأصبحت تجارة الأراضى هى الاستثمار الوحيد فى مصر..نحن الآن نعيد الكرة وتقع حكومتنا فى نفس أخطاء الحكومات السابقة..فى كل يوم الآن نقرأ فى الصحف إعلانات لبيع أراضى الدولة فى كل الأماكن ولا احد يعرف أين تذهب حصيلة هذه المبيعات هل تدخل الميزانية أم تدخل فى تمويل المرافق والخدمات أم إنها أموال سائلة فى البنوك من حق الشعب أن يعرف مصير هذه الأموال لأنها ليست دخلا ولا إنتاجا ولا صناعات أو صادرات إنها أراض من حق الأجيال القادمة أن يكون لها نصيب فيها..على جانب آخر فقد قامت لجنة استرداد الأراضى التى يرأسها المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية بجولات كثيرة فى المحافظات واستردت مساحات كبيرة من الأراضى, ولكن هناك أسماء كبيرة لم يقترب منها احد فى مناطق شرق التفريعة وهناك من باع هذه الأراضى للمستثمرين العرب فلا هو أقام فيها المشروعات ولا هو أعادها للحكومة بل باعها بأسعار باهظة.. هناك أيضا مساحات من الأراضى مثل قضية العياط لم تصل إلى حلول مع أصحاب الشركة الكويتية التى حولت 36 ألف فدان إلى أراضى بناء وعقارات وكانت سببا فى سجن احد الوزراء ومازالت القضية معلقة بل إنها وصلت الآن إلى التحكيم الدولى أمام سياسات خاطئة..

> فى ملف القوانين التى تحكم مسلسل الأراضى توجد قوانين من عام 1902 وهى لائحة بيع أملاك الميرى وهناك القانون رقم 100 لسنة 1964 والقانون 43 لسنة 79 والقانون 143 لسنة 81 بشان الأراضى الصحراوية حتى نصل إلى قرارات جمهورية فى عام 2001 و2010 وبينهما قوانين أخرى بالعشرات..ورغم أن هناك تشريعات تضم قواعد آمره يمكن أن تحمى أراضى الدولة إلا أنها لا تنفذ ولا تجد من يعمل بها..

فى الجانب الآخر فإن هناك عددا كبيرا من الوزارات لها الحق فى استخدام سلطاتها فى البيع أو التنازل أو التخصيص أو الانتفاع وهذه الوزارات جميعها تمارس حقها فى بيع الأراضى ومنها وزارات الإدارة المحلية والأوقاف والسياحة والبيئة والرى والزراعة والكهرباء والبترول والطيران المدنى والنقل والاستثمار وهذه الوزارات يتشكل منها مجلس إدارة المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة ولكن المناطق الأساسية التى لها الحق فى التصرف فى أراضى الدولة هى هيئة التنمية الزراعية بوزارة الزراعة وتبيع أراضى الإصلاح الزراعى وأيضا أراضى البناء وهيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان, ومن حق المحافظين أيضا التصرف فى أراضى الدولة دون الرجوع لأحد وهناك المزادات التى تقام تحت رعاية السادة الوزراء بجانب الأراضى التابعة للأوقاف والرى والسياحة والمالية وأخيرا هناك لجنة المهندس إبراهيم محلب لاسترداد أراضى الدولة..

ومع عشرات القوانين والقرارات الجمهورية والوزراء والمحافظين هناك رؤساء المدن والإدارات المحلية وكلها أنشطة تدور فى الخفاء ولا احد يراقبها أو يعلم عنها شيئا يضاف لذلك أن هناك أيضا مئات اللجان التابعة للوزارة هى التى تتحكم فى الجوانب التنفيذية وهى التى تبيع الأراضى على هواها..

> وسط هذه الغابة من القوانين والوزارات والإدارات والمحافظات واللجان يصعب على أى مسئول فى الدولة أن يضع يده على حجم التجاوزات التى تتعرض لها أراضى الدولة وأمام هذه المساحات الشاسعة من الصحارى والأراضى الزراعية تنتشر الجرائم فى كل مكان وقد تورط فيها الآلاف من المسئولين فى مسلسل بدد ثروات الشعب وتركها فريسة أجهزة إدارية فاسدة لم تدرك يوما أن الأرض رصيد دائم لكل الأجيال القادمة..

هنا يبقى امامى أكثر من سؤال..

> أين تذهب حصيلة بيع هذه الأراضى هل تدخل فى ميزانية كل وزارة ام إنها تذهب إلى وزارة المالية وهل يجوز استخدامها فى شراء سلع أو استيراد منتجات أو تخصص فى تمويل مشروعات خدميةأم سداد القروض أم أن المفروض أن تدخل فى مشروعات استثمارية حتى لا نصبح مثل صاحب البيت الذى اكتفى ببيعه ؟!..

> ماذا سنفعل أمام عشرات الأجهزة الإدارية التى تلعب أدوارا فى مسلسل بيع الأراضى ومن الذى يراقب هذا كله هل الحكومة أم الأجهزة الرقابية أم المؤسسات السيادية ومنها من يشترك فى هذه العمليات..إن لكل وزارة مناطق نفوذها إن الزراعة صاحبة القرار فى مساحات شاسعة ما بين الاستصلاح والزراعة والبيع فى كل محافظات مصر هذا بخلاف سلطات المحافظين أنفسهم والكثيرون منهم مارسوا هذه اللعبة فى ظل حكومات كثيرة..وهناك وزارة الإسكان وهى تبيع أراضى البناء والشواطئ وربما تداخلت فى مسئولياتها مع وزارات أخرى مثل الاستثمار والبيئة والسياحة وبعض الوزارات السيادية..

> لا شك أن هناك توزيعات فئوية لمساحات ضخمة من الأراضى شملت أعدادا كبيرة من أصحاب الوظائف المهمة حيث أقيمت المنتجعات والشواطئ والأراضى الزراعية والقرى والنوادى الترفيهية حتى أن شواطئ النيل لم يعد فيها مكان للبسطاء من أبناء هذا الشعب وكذلك شواطئ البحار التى تحولت إلى قرى سياحية وأصبحت حلما بعيد المنال حتى فى المدن السياحية مثل الإسكندرية وقد تحولت كل شواطئها إلى أماكن بالإيجار ولم يعد من حق إنسان بسيط ان يتنفس هواء نقيا على شاطئ البحر أو على شواطئ النيل بل إن الجراجات اقيمت داخل حرم البحر كما حدث فى شاطئ الشاطبى وكأن عادم السيارات أهم من تنفس البشر..

> بقيت عندى نقطة أخيرة: إن مسلسل بيع الأراضى ليس هو الاستثمار الأمثل ولتبحث الحكومة عن بدائل إنتاجية تعيد للصناعة المصرية دورها فى تنمية الاقتصاد المصرى وتعود مرة أخرى إلى الإنتاج الزراعى والصادرات السلعية ونوفر احتياجاتنا من منتجات كثيرة كانت لنا فيها سمعة طيبة..وقبل هذا كله أرجو إلا تدخل حصيلة بيع الأراضى إلى بلاعة الإنفاق الحكومى لأن الأراضى ليست من حق الأجيال الحالية بل هى حق مشروع لأجيال مصر القادمة ويكفى الذى ضاع..

> إننى أطالب بترشيد عمليات توزيع وبيع الأراضى حتى لا نفرط فى أهم ثرواتنا, وهى الأرض, وليس معنى ذلك أن نهمل الاستثمار العقارى لأنه ضرورة اقتصادية ولكنه ليس الحل ولن يكون.. لا يوجد اقتصاد دولة يقوم على تجارة الأراضى والأصول وقد تجاوزنا كثيرا فى ذلك وأهملنا أهم جوانب الاستثمار فى الصناعة والإنتاج ولدينا فى أخطاء الماضى دروس كثيرة..مطلوب وقفة لترشيد تجارة الأراضى فى مصر حفظا لحقوق أجيال قادمة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى الأراضى وأخطاء الماضى فوضى الأراضى وأخطاء الماضى



GMT 03:09 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

مزادات مضروبة

GMT 09:15 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى؟

GMT 05:02 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

مظاهرة حضارية فى شرم الشيخ

GMT 04:12 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

حتى يضىء عقل مصر

GMT 04:50 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

الصناعة هى المستقبل

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday