مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة

 فلسطين اليوم -

مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة

بقلم - فاروق جويدة

فى توقيت صعب ولحظة فارقة جاء اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين..يأتى اللقاء وسط سحابة صيف عابرة تأزمت فيها المواقف بين مصر والمملكة العربية السعودية رغم رصيد تاريخى ينبغى أن يتجاوز كل هذه الأزمات لأنه لا يتعلق فقط بمستقبل شعبين ولكنه يرتبط بمصير امة تعيش واحدة من اكبر المآسى والمحن فى تاريخها الحديث.. جاءت الزيارة وسط غيوم كثيرة وتراشقات هنا وهناك وصرخات إعلامية لم تكن على مستوى الأمانة والحرص والمسئولية..

هنا ينبغى أن نتوقف عند المناخ العام والظروف التى تحيط بهذا اللقاء فى اكبر بلدين عربيين من حيث الدور والتأثير والمكانة فهناك بعض الجوانب التى ينبغى أن تكون واضحة أمامنا:

> نحن أمام حالة من التفكك والفوضى لم تحدث فى تاريخ العالم العربى الحديث..هناك امة تتفكك أراضيها وتتغير جغرافيتها وتدخل فى سرداب مظلم من الصراعات والحروب الأهلية ولم يبق من هذه الكتلة البشرية والحضارية غير ما بقى للعرب من مصادر القوة متمثلة فى مصر والسعودية وهما الدولتان المحاصرتان بكل مظاهر الفوضى التى لحقت بالأمة العربية فى السنوات الأخيرة..ان السعودية تعيش محنة قاسية ما بين اليمن وسورية والعراق وهناك سهول ممتدة تربط هذه الكتلة البشرية التى هاجر سكانها وتحطمت مرافقها ودمرت جيوشها ودخلت فيها قوات غازية من كل لون وجنس وعقيدة..

لم يعد التهديد قاصرا على هذه الدول التى انهارت ثوابتها فى كل شىء ولكنها أصبحت تمثل تهديدا للوطن السعودى فى مواجهة ضارية مع حشود الإرهاب فى هذه الدول ومعها جيوش غازية لا أحد يعرف هويتها..

على الجانب الآخر تخوض مصر معركة على أرضها فى سيناء منذ ثلاث سنوات دخلت فيها اطراف وقوات وأموال خارجية ومازالت المعركة تزداد كل يوم شراسة وهى تدق أبواب القاهرة وتسعى لتدمير علاقات تاريخية بين ابناء الوطن الواحد من المسلمين والأقباط..على الجبهة الغربية مازالت ليبيا وما يجرى فيها تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومى المصرى, ولهذا حشدت مصر قواتها على الحدود خاصة إذا تدفقت حشود الإرهاب من العراق وسوريا عبر المتوسط إلى الأراضى الليبية وحاولت الضغط على الجيش المصرى آخر ما بقى من مصادر القوة لهذه الأمة..هنا لابد أن يلتقى القرار المصرى والسعودى لأن الظرف التاريخى واحد والعدو واحد والجغرافيا تطرح مخاوف كثيرة, وحشود الغزاة تحيط بنا من كل جانب حتى وان رفعت بعضها رايات العقيدة.

> فى ظل حالة العنف التى اصابت أربع دول عربية فى لحظة واحدة وهى العراق وسوريا وليبيا واليمن يبقى السؤال: ماذا حدث لهذه الدول التى تفككت جيوشها وقدراتها ومؤسساتها وأصبحت غنيمة أمام المغامرين..ان هذه الدول تعيش أكثر من محنة ما بين قوات أجنبية تحارب على أراضيها وحشود إرهابية لا احد يعرف من يحركها وكيف كانت نشأتها وما هى مطامعها؟!..

فى هذه الحالة ووسط هذا الركام تقف مصر والسعودية امام هذا السيل من الانهيارات التى لحقت بالمنطقة ملايين المهاجرين . مذابح بشرية من كل لون حروب أهلية خلفت وراءها مشاعر من الكراهية تحتاج مئات السنين حتى يغتسل الناس من أدرانها, والأخطر من ذلك حروب عقائدية قسمت ابناء الشعب الواحد إلى اكثر من دين واكثر من عقيدة..هنا يقف الذئاب حول الوليمة كل ذئب يريد أن يقتطع جزءا..

ان ايران لن تكتفى بالعراق والشيعة فيه بل انها تمد نظرها ومطامعها حتى دمشق والجيش الإيرانى يحارب فى حلب والأخطر من ذلك أن ايران تحارب الآن فى اليمن وحشدت الحوثيين فى حرب أهلية دمرت واحدة من اعرق حضارات العرب..

فى الجانب الآخر تقف تركيا وأمامها خريطة جديدة لدولة استعمارية صاعدة بعد أن رفضها الغرب لتكون ضمن ولايته فلم يجد السلطان أردوغان غير أن يتجه إلى أطلال الدولة العثمانية القديمة لعله يجد عند العرب زعامة جديدة بعد أن خسروا كل شىء..

هنا أيضا لابد أن نتوقف عند قوات روسية فى سوريا وقواعد عسكرية فى اللاذقية وحاملات طائرات وغواصات أمام الوطن السورى وحين يأتى وقت التقسيم فلن يكون غريبا أن يختلف الذئاب وتدور المعارك بينهم على الأرض العربية لأن أمريكا لن تكون بعيدة ولأن قوات الأطلنطى لن تفرط فى ليبيا وهى حارسة فى جنوب اوروبا وشمال المتوسط ومع هذا كله فإن ايران لن تنسى مطامعها فى دول الخليج..تقف مصر والسعودية فى هذه اللحظة التاريخية وسط كل هذه العواصف وهما الدولتان الوحيدتان المؤهلتان لإنقاذ العرب من هذه المؤامرة بحكم الإمكانيات البشرية والإقتصادية والعسكرية, وقبل هذا كله فإن الجغرافيا تفرض الآن حسابات اخرى على الدولتين لأن الحصار حولهما يضيق كل يوم من داعش ومن قوى خارجية ومن صراعات اهلية ودول لها مطامع.

> لا أحد يستطيع أن يتجاهل أن الغرب يخوض حملة ضارية ضد الإسلام بدعوى أن الإرهاب صناعة إسلامية وان مصر والسعودية بحكم المسئولية الدينية والتاريخية تتحملان مسئولية الإتجاهات المتشددة فى الإسلام وان داعش فى الأساس تمتد جذورها الفكرية إلى الوهابية فى السعودية والإخوان المسلمين فى مصر..وهنا تجد الدولتين مصر والسعودية فى موقف الدفاع لأن كلتيهما تتعرض لهجوم ارهابى رهيب..وفى ظل حكومات جديدة فى الغرب تضع محاربة الإرهاب فى قائمة مسئوليتها يأتى دور السعودية مهبط الرسالة المحمدية ويأتى دور الأزهر الشريف الذى رعى هذه الرسالة أكثر من ألف عام.. لن يكون غريبا فى عمليات التراشق حول فكر الإرهاب ودوافعه أن تشير اصابع الإتهام فى الغرب إلى الدولتين من حيث الفكر والمنبع, وهنا لابد أن تستعد المؤسسات الدينية والفكرية والثقافية بل والسياسية فى مصر والسعودية لمواجهة هذا الهجوم الضارى من حكومات متشددة فى الغرب ضد الإسلام والمسلمين وقد تتخذ مواقف حادة ضد الرعايا المسلمين حتى وان حملوا جنسيات غربية..لقد اتخذت امريكا إجراءات ضد الأموال السعودية تحت دعاوى ضحايا 11 سبتمبر والتنظيم العالمى للإخوان المسلمين مازال يدير معركة شرسة فى الغرب من اجل الوصول إلى السلطة وإسقاط النظم فى العالم الإسلامى, كما أن داعش مازالت حتى الآن محسوبة على الفكر الإسلامى رغم الغموض الشديد الذى يحيط بنشأتها وهويتها وأهدافها الحقيقية..سوف يفرض الغرب فى لحظة ما على مصر والسعودية مواجهة الفكر الإسلامى المتطرف بحكم المسئولية والأماكن المقدسة التى توجد فى الدولتين.

> هناك اهداف مشتركة بين مصر والسعودية تفرض صيغة من التنسيق بين البلدين على المستوى الخارجى وحتى الداخلي..ان السعودية تحتاج مصر بقواتها فى البحر الأحمر وهو بحيرة عربية وتحتاج مصر فى دعم دول الخليج امام اطماع ايرانية واضحة وصريحة وتحتاج مصر فى مواجهة ما تتعرض له المنطقة من عوامل الدمار والتخريب, وعلى الجانب الآخر فإن مصر تحتاج المال السعودى لإعادة بناء سيناء, ولا يعقل أن يكون حجم التبادل التجارى بين مصر والسعودية 6 مليارات جنيه سنويا..ومصر تحتاج الدعم السعودى شعبيا ورسميا فى ازمة سد النهضة مع اثيوبيا لأن مليارات الريالات تتجه إلى الإستثمار فى مجال الزراعة حول سد النهضة وليس المطلوب من السعودية أن توقف استثماراتها فى اثيوبيا ولكن أن تحرص على حصة مصر من مياه النيل وهذه مسئولية تفرضها المصالح بين بلدين شقيقين..أن المال السعودى الذى يتعرض الآن لعواصف شديدة فى دول الغرب ــ أمام الاتهامات بالإرهاب وامام تراجع سعر البترول وامام حسابات جديدة لحكومات جديدة تسعى إلى فرض صيغة لعلاقات اخرى قد تتعارض مع مصالح الشعوب العربية يمكن أن تكون مصر هى الملاذ لهذه الأموال المطاردة فى دول الغرب خاصة أن المنطقة العربية إذا شاء لها الله أن تستقر مرة أخرى سوف تحتاج إلى أموال ضخمة لإعادة إعمارها وهنا يمكن أن يتعاون المال السعودى مع العنصر البشرى المصرى لإنجاز هذه المهمة.

> بقيت امامى نقطة اخيرة تحتاج إلى حوار أوسع وهى المستقبل الذى ترسمه إسرائيل للمنطقة بعد توزيع الغنائم والحلم الصهيونى القديم ما بين النيل والفرات, ورغم انه حلم اسرف فى شططه إلا أن الواقع العربى الذى نشهده الآن يحمل الكثير من المآسي..

ان ما حدث فى الشهور الأخيرة من سحابة عابرة بين مصر والسعودية ربما كشف لنا عن جوانب قصور كثيرة فى هذه العلاقات ينبغى أن تكون دروسا مستفادة سواء كانت حول صفقات بترول تعثرت اوتراشق إعلامى بغيض لم يدرك مسئولية لحظة تاريخية صعبة وأعباء لابد أن تفرض نفسها على الشعبين الشقيقين..

ان وراء مصر والسعودية تاريخ طويل من علاقات الود والتواصل على المستوى الشعبى والرسمى ولدينا من رصيد الثقة والتعاون ما يجعلنا نؤمن دائما بأن المصير واحد, قد تعبر رياح هنا او هناك ولكن الهدف واحد والغاية تجمعنا دائما لإنقاذ امة تتهاوى كل اركانها ولم يعد لها غير مصر والسعودية وهما آخر ما بقى من مصادر القوة لهذه الأمة المنكوبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة



GMT 03:09 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

مزادات مضروبة

GMT 09:15 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

ما هى أسباب العنف فى الشارع المصرى؟

GMT 05:02 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

مظاهرة حضارية فى شرم الشيخ

GMT 04:12 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

حتى يضىء عقل مصر

GMT 04:50 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

الصناعة هى المستقبل

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday