بقلم - فاروق جويدة
لا شك أن زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة من انجح الزيارات التى شهدتها مصر فى عصرها الحديث تأثيرا على المستوى الدولى والمحلي..كان لقاء البابا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى نقطة ضوء فى سماء مظلمة تحيط بكل أرجاء هذا الجزء من العالم وكانت دعوات التسامح والحوار فى كل الكلمات تدعو للأمل والرغبة فى تجاوز هذه اللحظة التاريخية العصيبة من اجل حوار دائم بين الأديان يقوم على التسامح والسلام..كان لقاء البابا مع فضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الكنيسة الارذوكسية ورموز الكنائس الأخرى فى مصر يؤكد أن هذا الوطن الذى جمع كل الأديان السماوية بكل مشاعر الحب قادر على أن يكون دائما منارة للإيمان الحق..
فى هذه الزيارة قدم قداسة بابا الفاتيكان درسا للمصريين فى تاريخ وطنهم العظيم وهو يتحدث عن الأماكن المقدسة فيها ابتداء بحديث النبى موسى عليه السلام مع ربه فى سيناء وانتهاء برحلة العائلة المقدسة التى احتضنت السيد المسيح والعذراء مريم عليهما السلام..وتحدث الرجل بنبل شديد عن الإسلام والحضارة العريقة التى شيدها فى ربوع الأرض وكيف خرجت من البلاد الإسلامية رموز فى العلم والطب والفلسفة وان اقصر الطرق إلى الله هى المحبة وان الإيمان الحقيقى أن يقبل الإنسان أخاه الإنسان مهما تكن درجة الخلاف فى الفكر والعقيدة والمواقف..كان البابا بسيطا بشوشا سعيدا بهذه الرحلة ويبدو انه يعرف عن مصر الكثير تاريخا وحاضرا حتى إنه لم ينس المواطنين المصريين الأقباط الذين تم ترحليهم من سيناء..لاشك إنها رحلة ناجحة ولا بد لنا أن نستثمر نتائجها على المستوى العالمى حيث إن مئات الفضائيات نقلت أحداث الزيارة على الهواء وعلى السفارات المصرية والمكاتب الإعلامية أن ترسل كل هذه التفاصيل إلى العالم..
لقد رفض البابا أن يستخدم سيارة مصفحة فى مصر الوطن الأمن وهذه رسالة للعالم أمام مؤامرات كثيرة نواجهها.. تحية لكل من شارك فى نجاح وتأمين هذه الزيارة رجال القوات المسلحة والشرطة والخارجية والرئاسة ولن أنسى الجهد الكبير الذى قام به التليفزيون المصرى فى تغطية هذا الحدث المهم..زيارة البابا للقاهرة نموذج لابد أن يحتذى فى السياسة والإعلام والعلاقات بين الشعوب والحوار بين الأديان .