سورية كما عرفتها وأحببتها
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سورية كما عرفتها وأحببتها

 فلسطين اليوم -

سورية كما عرفتها وأحببتها

بقلم :جهاد الخازن

ملحق جريدة «فاينانشال تايمز» الاقتصادية الراقية في نهاية الأسبوع الماضي كان موضوعه الرئيسي عن ثلاث مدن سورية هي دمشق وحمص وحلب. الموضوع مهني ومفيد للقارئ الأجنبي، غير أنه نكأ جراحي، فسورية بلدي وأهلها أهلي، ككل بلد في المشرق العربي ومصر.

حمص لي فيها أصدقاء كنت أقابلهم في سورية ولبنان ولندن وجنوب فرنسا في الصيف. هناك «نكتة» شائعة عند عرب الشمال هي أن كلمة «حمصي» تعني «غبي». الذي طلع بهذه الأسطورة لا يعرف أهل حمص، فهم تجار أذكياء وبعضهم على قسط عالٍ من التعليم، وأصدقائي جمعوا الملايين من العمل في جزيرة العرب. وكانوا من الذكاء أنهم خرجوا من بلدهم مع انفجار الوضع عام 2011. إذا قارنت نفسي بهؤلاء الأصدقاء أطلع خاسراً، لأن ليس لي سوى راتبي الشهري من عملي في «الحياة».

كانت حماة تعرضت لحصار عسكري في شباط (فبراير) 1982 دام 27 يوماً وقضت فيه قوات النظام على تمرد للإخوان المسلمين، وأرقام القتلى تتراوح بين عشرة آلاف و40 ألفاً. حمص نجت، ولكن ما إن بدأت المشكلات عام 2011 حتى تعرضت المدينة لكل أنواع المصائب، وفي شباط 2012، أي في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة، قصف الجيش السوري المدينة، ما أدى إلى سقوط حوالى ألف قتيل.

حلب الشهباء لا مثلها بلد في الشرق الأوسط كله. هي مدينة قديمة شهدت غزاة قبل الفراعنة وحتى اليوم، إلا أنها حافظت على رونقها. عرفت حلب وأنا أودع المراهقة عندما ركبت القطار «اوتوماتريس» إليها من ميناء بيروت، وانطلقت منها في قطار الشرق السريع إلى تركيا وأوروبا. وكانت آخر زيارة لي في شباط 2010 لحضور «ألفية مار مارون» بدعوة من الرئيس بشار الأسد. لن أعود إلى شيء كتبته ولكن أقول إن الناس رأوا موكبنا وأوقفوه والنساء زغردن للرئيس والرجال صفقوا، وضاع كل شيء في أسبوع.

بقي لي من حلب الصديق العزيز عادل نادر وزوجته جويل بحلق، ملكة جمال لبنان، فهو في بيروت واللبنانيون يقولون له إنه سوري، والسوريون يقولون إنه لبناني.عرفت دمشق طفلاً ومراهقاً وحتى الشباب وإلى اليوم. كنت صغيراً أزورها مع الأهل، وزرتها مع أصدقاء المدرسة سنة بعد سنة لحضور معرض دمشق الدولي، ونمنا ليلة في الجامع الأموي، لأن الفندق الذي حجزنا غرفاً لنا فيه كان مليئاً بالبق.

كبرت وعملت في الصحافة، وعرفت رجال الحكم وقابلتهم، ولا أنسى يوم زار الرئيس حافظ الأسد والملك فيصل بن عبدالعزيز القنيطرة بعد تحريرها وبيوتها كلها مهدمة ومئذنة الجامع مكسورة. عندما رأى الملك فيصل بالمنظار المقرِّب الجنود الإسرائيليين في التلال الأربع «اسودَّ» وجهه وغادر المكان سريعاً مع الرئيس السوري. لم يتحمل رؤيتهم.

كان بين الذين عرفتهم وجمعتني معهم صداقة العماد مصطفى طلاس. هو قرأ يوماً مقالاً لي قلت فيه إن الفلسطينية مناضلة، واللبنانية أنيقة، والمصرية خفيفة الدم، والسعودية عيناها جميلتان، إلا أن السوريات أحلى. اتصل بي مكتب «الحياة» في دمشق يوم صدور المقالة وقال لي إن العماد طلاس زارهم ليرى السوريات الجميلات العاملات في المكتب.

هل أرى سوق الحميدية مرة أخرى؟ هل أعود إلى الجامع الأموي؟ هل أنزل في الفنادق الفخمة التي شهدت انطلاقة اقتصادية سورية؟ أين أصدقائي من السوريين الذين أسسوا جمعية الصداقة البريطانية- السورية؟ هل يعرف القارئ أن ستيف جوبز، رئيس شركة آبل الراحل وأهم عنصر في التكنولوجيا الحديثة كلها، من أصل سوري؟ فأبوه هو عبدالفتاح الجندلي.
هل أكتب اليوم أو أهذي؟ أفضل أن أزعم لنفسي أنني أتمسك بحبال الأمل وأنني سأعود إلى دمشق وحلب وحمص يوماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية كما عرفتها وأحببتها سورية كما عرفتها وأحببتها



GMT 13:50 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر عربي قديم للقارئ

GMT 17:11 2020 الإثنين ,10 آب / أغسطس

ترامب سيخسر انتخابات الرئاسة الاميركية

GMT 21:34 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

الصين وايران قرب اتفاق كبير

GMT 14:38 2020 الثلاثاء ,04 آب / أغسطس

الرئيس ترامب في وادٍ وبلاده في وادٍ آخر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday