إيران وتجرع السُم الكوري
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إيران وتجرع السُم الكوري

 فلسطين اليوم -

إيران وتجرع السُم الكوري

بقلم - مصطفى فحص

في خضم المواجهة الإيرانية - الأميركية حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، يُلوح الزعيم الكوري الشمالي بورقة التخلي عن برنامج بلاده النووي مقابل ضمانة أمنية واقتصادية تحافظ على نظامه وتساعده على تجاوز محنته الاقتصادية، وقد أبدى كيم جونغ أون استعداده للتصالح مع جارته الجنوبية، وإنهاء الصراع تدريجياً مع سيول في مبادرة من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي بخطواته التصالحية.

فخطوات كيم الإيجابية تجاه الغرب من شأنها أن تربك تقديرات القيادة الإيرانية التي كانت تتلطى بالموقف الكوري الشمالي لسنوات، وتراهن دائماً على قدرة بيونغ يانغ في الالتفاف على العقوبات، وعدّت طهران أن كوريا الشمالية استطاعت نتيجة لترهيب جيرانها والعالم بترسانتها النووية وصواريخها الباليستية جر أطراف إقليمية إلى استرضائها؛ حيث استفادت طهران من تحدي بيونغ يانغ المستمر لواشنطن الذي خفف من حدة الضغط عليها وأتاح مزيداً من الوقت أمامها لكي تتمكن من إنجاز مشروعها النووي، الذي سيؤمن لها مستقبلاً موقعاً قوياً على طاولة مفاوضات الحل النهائي.

فبعد أقل من 48 ساعة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن لقائه القريب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، نشر ترمب تغريدة له في حسابه على موقع «تويتر» أكد فيها أن موعد إعلان موقف إدارته من مستقبل الاتفاق النووي مع طهران قد حان، ولعل اختيار ترمب هذا التزامن في التوقيت محاولة أميركية للاستفادة من المناخات الدولية الإيجابية نتيجة تقدم المفاوضات مع بيونغ يانغ، التي قد تثمر تراجعاً كورياً عن المشروع النووي، مما قد ينعكس سلباً على طهران ويفسح المجال أمام واشنطن في توسيع مساحات الضغط عليها والاستفراد بها بعد أن تكون بيونغ يانغ قد سلمت مفاتيح منشآتها النووية لواشنطن بحضور بكين وموسكو... حيث باتت الأخيرة أكثر ارتباكاً من الصين في تعاملها مع ملف طهران، وهي أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما القبول بتخلي إيران عن برنامجها النووي، وهو خسارة اقتصادية لها، وإما الدفاع عنها في أزمتها مع واشنطن، فتصبح موسكو بعد سنوات العاصمة الأوروبية الوحيدة في مرمى صواريخ إيران التقليدية التي قد تحمّل برؤوس نووية.

خطوة الزعيم الكوري الشمالي تجاه واشنطن رسالة صريحة لأصدقائه في طهران بأن اللعب بالزر النووي لم يعد يوفر الحماية لنظامه، بعد أن لمس الرفيق كيم جدية التهديدات الأميركية بمعاقبته، خصوصاً أن إدارة البيت الأبيض الحالية لن تتحمل أي خطأ في حسابات بيونغ يانغ، بعدما لوّحت أكثر من مرة بأن الثمن سيكون باهظاً.

ووفقاً لخبراء في مجال السلاح النووي والصواريخ المضادة للصواريخ، فإن واشنطن تحتاج إلى عشرات الثواني لضرب أي صاروخ كوري شمالي يحمل رؤوساً نووية أو تقليدية تطلقه بيونغ يانغ ضد أهداف تابعة للولايات المتحدة أو لحلفائها، مما سيؤدي إلى تفجيره مباشرة فوق أراضيها وسيتسبب في كارثة بشرية وإبادة جماعية، الأمر الذي لن تسمح به بكين ولا سيول المعنيّتان مباشرة بالأزمة الكورية الشمالية، فبكين بصفتها الراعي الرسمي لنظام بيونغ يانغ منذ عقود، دفعها صراعها الاقتصادي مع واشنطن إلى شبه قناعة بأن المناورة بعضلات بيونغ يانغ النووية باتت محدودة الفوائد، وأن قبولها تطبيق العقوبات عليها جعلها أقل تأثيراًَ على قرارات كيم جونغ أون الذي على ما يبدو قرر قلب الطاولة على الجميع.
وبهذا الصدد يقول رئيس «برنامج روسيا وآسيا والمحيط الهادي» في «مركز كارنيغي» بموسكو ألكسندر غابوييف إن كيم جونغ أون لم يبدِ التزاماً واضحاً بنزع أسلحته النووية، ولكنه في الوقت نفسه أعطى إشارة إلى استعداده لمناقشة هذا الموضوع. وتشير المعلومات إلى أن خطوات كيم التصالحية مع سيول وواشنطن جاءت بعدما تعرضت منشأتان نوويتان إحداهما على الحدود مع الصين، لخلل تقني كبير أدى إلى زيادة التهديد بحصول تسرّب إشعاعي يتسبب في كارثة بشرية وبيئية، الأمر الذي دفع بيونغ يانغ إلى الإسراع في مفاوضاتها مع واشنطن بعلم وقبول من بكين، تجنباً لكارثة نووية على حدودها، يرجح بعض الخبراء أنها حدثت نتيجة لهجوم إلكتروني أميركي على منشآت كوريا الشمالية.

تستعد طهران لمواجهة خيارات ما بعد قرار الرئيس ترمب، وتعلم أنها غير قادرة على تطبيق النموذج الكوري الشمالي لا في المواجهة ولا في المصالحة، ولكنها تتجنب مجدداً تجرع كأس السمّ نفسه الذي وضعه لها الزعيم الكوري الشمالي على الطاولة بوصفه مخرجاً وحيداً لتجنب مواجهة غير متكافئة عسكرياً واقتصادياً مع واشنطن وحلفائها.

في الوقت الذي تستعد فيه بيونغ يانع للتخلص من أعبائها النووية، تتهيأ طهران لمواجهة أعباء إضافية ولسان حالها: الرفيق كيم؛ لماذا تركت المرشد وحيداً؟

المصدر:جريدة الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وتجرع السُم الكوري إيران وتجرع السُم الكوري



GMT 05:24 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

مواجهة الذي قتل زوج عمته!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday