سوريا على توقيت ساعة الكرملين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سوريا على توقيت ساعة الكرملين

 فلسطين اليوم -

سوريا على توقيت ساعة الكرملين

بقلم : مصطفى فحص

بعد 3 سنوات على دخولها المباشر في الحرب السورية، نجحت موسكو في ربط الزمن السوري بتوقيت ساعة الكرملين؛ لكنها لم تنتبه إلى أن فارق الوقت بين البلدين تتحكم فيه خطوط الطول والعرض التي وحدها تحدد الزمن والموقع للسوريين. ومن الواضح أن جنرالات الحرب الروس في سوريا يواجهون جنرال الوقت، وهم يعلمون جيداً أن «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»؛ لكنهم حتى الآن يراهنون على طائراتهم وبوارجهم حتى يقطعوه. والوقت في سوريا مرتبط بالمكان، والمكان يختلف عن الأماكن التي حقق فيها الكرملين انتصاراته السابقة، فسوريا ليست كبلاد القوقاز معزولة عن جوارها، وإن تخلى عنها العرب وأدار الغرب ظهره لها، ففي الحملة الروسية عليها لم تنجح موسكو في إقناع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة بتبني مشروعها للحل، وفي المقابل من الصعب أن تستجيب موسكو للأصوات التي تطالبها بوضع حد للنفوذ الإيراني، وهي المستفيدة من انتشاره الميداني، الذي يخفف عنها أعباء اقتصادية، ويجنبها نشر قواتها البرية.

بعد 3 سنوات، جعلت موسكو من تمسكها بالأسد الابن في السلطة عنواناً لانتصارها، وتمسكها بالأسد هو تمسكها بالحل العسكري الذي رفضته الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة حول سوريا، التي تضم الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، ومصر، والتي طالبت في آخر لقاء لها بأنه «لا يوجد حل عسكري للحرب» معتبرة أنه ليس هناك من «إمكانية أخرى سوى الحل السياسي»، والحل السياسي في أضعف الإيمان هو عملية دستورية تؤدي إلى انتخابات حرة قد تفضي نتائجها إلى خروج الأسد من السلطة، وهو قد لا يناسب موسكو أو حلفاءها الأقوياء في سوريا، التي ما زالت مصرة على حماية مصالحهم، رغم خلافاتها التكتيكية معهم.

دخلت الحملة الروسية على سوريا عامها الرابع، ومعها باتت سوريا الروسية تمثل النموذج السياسي الذي يعمل جنرالات «العقيدة البوتينية الجديدة» على ترسيخه في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها، التي تربط بين (النظام والاستقرار) وبين (حرية الشعوب والفوضى الهدّامة)، ففي بداية السنة الرابعة على تدخلها، وتحقيقها إنجازاً عسكرياً ضخماً مكنها من إبقاء رأس النظام في قصره، وبعد تبدل موازين القوى كاملة لصالحها، تعمدت إهمال الأصوات الإقليمية والدولية التي تطالبها بتغيير سلوك النظام، أو إجراء تعديلات على طبيعة علاقتها بحلفائها، أو في دعوتها إلى القبول بتسوية تراعي تحولات ما بعد 18 مارس (آذار) 2011. فموسكو التي تمكنت من تعطيل مقررات مؤتمري جنيف 1 و2، وفرضها مسارات أخرى في سوتشي وآستانة، وتحويل قراراتهما إلى مظلة سياسية لما تعتبره انتصاراً عسكرياً تستخدمها في عملية فرض الاستسلام على السوريين، ومطالبتهم بتجاوز واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ، ودعوتهم لقبول التعايش مع النظام، باعتباره استطاع تجاوز الأزمة، وقبوله على قاعدة أنه لا بديل له، إلا أن لغة الانتصار التي تمارسها روسيا في سوريا تصطدم الآن بتحديات لا يمكن تجاوزها، وباتت أشبه بمرآة تعكس وجه موسكو العاجز عن تحقيق أهدافه، وهي تسابق الزمن لتحويل مكاسبها الميدانية إلى منافع سياسية، قبل دخول حملتها على سوريا مرحلة الشيخوخة الاستراتيجية، نتيجة فشلها في تصريف نتائج خيارها العسكري سياسياً، فقد اكتشفت موسكو متأخرة أنها تفتقر إلى أدوات تساعدها على التوصل إلى حل سلمي دائم يحقق لها مصالحة فعلية مع الأغلبية السورية، التي خاب أملها في الرهان على الضمانات الروسية في حماية تعهداتها التي قدمتها في المناطق التي تمت إعادة السيطرة عليها، أو في الأماكن التي جرت فيها المصالحات، فقد ظهرت موسكو عاجزة في منع النظام من تطبيق حلوله الأمنية، وفي توقفه عن إذلال المواطنين، وهي تدفع ثمن تجنبها الانتشار الواسع على الأرض؛ حيث من المستحيل لعدة آلاف من الشرطة العسكرية الروسية أن تقوم بفرض النظام في جمهورية الميليشيات الطائفية وأمراء الحرب، وهي ما زالت تكابر وتتجنب إعلان فشلها في إقناع اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان بالعودة الطوعية، وأصيبت بخيبة أمل جرّاء موقف الدول الأوروبية التي نأت بلاجئيها عن دعوات موسكو للعودة، كما أن الأوروبيين ومعهم واشنطن قوضوا خططها للحل السياسي، عندما وضعوا شروطهم الصعبة للحل، والتي ربطوا بين تنفيذها وبين تمويل عودة اللاجئين من الدول المجاورة، وفي إعادة الإعمار.

بعد 3 سنوات على حملتها، حافظت موسكو على مصالح حليفتها الاستراتيجية طهران، ومكنت أنقرة من بسط نفوذها في مناطق الشمال السوري؛ لكنها أخرجت العرب من درعا، آخر موطئ قدم لهم في سوريا.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا على توقيت ساعة الكرملين سوريا على توقيت ساعة الكرملين



GMT 09:08 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

بيروت... لسه الأغاني ممكنة!

GMT 03:14 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

ليلة القبض على الحرس الثوري

GMT 08:32 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وأوروبا... فُقدان الثقة

GMT 06:43 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عادل عبد المهدي والفرصة الأخيرة

GMT 06:13 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

بغداد... «انقلاب 3 أيلول»

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday