الإسلام والغرب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الإسلام والغرب

 فلسطين اليوم -

الإسلام والغرب

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا أعرف إن كان الشعار الذى رفعه الأزهر الشريف «الإسلام والغرب تنوع وتكامل» عنواناً لندوته الدولية حول العلاقة بين الإسلام وأوروبا يعكس أملاً حقيقياً يمكن أن ننتظره ونسعى إليه رغم المصاعب العديدة على طريق الحوار بين الإسلام والغرب التى تحدث عنها الإمام الأكبر الشيخ الطيب فى افتتاح ندوته الدولية، التى شهدها عدد غير قليل من حكماء الشرق والغرب فى مقدمتهم رؤساء جمهوريات سابقون لدول إسلامية وغربية ورؤساء وزراء لحكومات غربية وإسلامية، وجمع من مشاهير العلماء المتخصصين فى قضية العلاقة بين الإسلام والغرب، وأصحاب مواهب هائلة وعلم جم من الأكاديميين البارزين، وممثلين كبار لشركاء عالميين مثل مجلس الكنائس العالمى وأسقفية كانتربرى، وجمع فاضل من علماء المسلمين، جاءوا جميعاً يأملون فى رأب الصدع بين المسلمين فى الغرب والغربيين عموماً بعد أن نجح المتطرفون فى زرع الشقاق بين الجانبين، رغم أن الإسلام ليس بغريب على الغرب، ولا يمثل مجموعة من المعتقدات الدخيلة عليه، ولكنه الآن الديانة الثانية فى أوروبا، يعتنقه عدد كبير من المواطنين فى العديد من البلدان الغربية..، ومع الأسف استغل سياسيون شعبيون مخاوف السكان الغربيين من الإسلام الوافد وأسرفوا فى انتقاد سياسات الهجرة وقضايا التعددية الثقافية التى كانت من صميم القيم الأوروبية، تسود المجتمع الأوروبى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبحوا يقدمون الإسلام كدين تطرف وتعصب بعيداً كل البعد عن السلوكيات المتأصلة فى الدين الإسلامى السمح، التى يشهد عليها تاريخ المسلمين فى العصور الوسطى من الأندلس إلى الهند ومن آسيا الوسطى إلى إفريقيا عبر تاريخ طويل يقترب من ألف عام، كان المسلمون خلالها يقودون حضارة العالم بينما تعيش أوروبا فى ظلام دامس.

الهدف إذن مناقشة أمر العلاقة بين الإسلام والغرب فى هذا المحفل المهم مناقشة تقوم على المصارحة والمكاشفة، وتأخذ فى الحسبان الظروف القاسية التى تعانيها شعوبنا فى الشرق أملاً فى أن يُسفر اللقاء على أمر جامع يُنقذ عالمنا المُعاصر من مخاطر الصراع والتوتر وكل صور الحروب الباردة والساخنة التى تهدد عالمنا، وحسناً أن اختصر الشيخ الجليل أحمد الطيب شيخ الأزهر, الطريق، عندما أكد أن الشرق، أدياناً وحضارات، ليست له أى مشكلة مع الغرب بمفهومه المسيحى المتمثل فى مؤسساته الدينية الكبرى أو بمفهومه كحضارة علمية مادية، لأن الإسلام يحترم ويعترف بكل الأديان، ويؤمن بالعلم أيا كان موطنه، يشهد على ذلك قديماً حضارة الأندلس بثقافاتها الثلاث التى جمعت اليهودية والمسيحية والإسلام بما يؤكد إمكان التقارب بين الأديان الثلاثة الذى حدث فى الأندلس ويمكن أن يحدث مرة أخرى، كما يشهد على ذلك انفتاح الأزهر الشريف حديثاً على كل المؤسسات الدينية الكبرى فى أوروبا، وزيارة البابا فرانسيس لمصر فى أبريل الماضى ومشاركته فى افتتاح مؤتمر الأزهر العالمى، والعديد من الزيارات المتبادلة بين الأزهر ورئيس أساقفة كانتربرى ومجلس الكنائس العالمى والكنيسة البروتستانتية فى ألمانيا.


 
وقد ألقى الإمام الأكبر على حضور مؤتمر الإسلام والغرب السؤال الصحيح عندما سألهم بعد سرد تاريخ حضارة الإسلام، أين إذن هذا الإسلام المنغلق على نفسه، المحبوس فى ماضيه الذى يُشكل أتباعه خطرا ماحقا على حضارة الغرب ومنجزاته الكبرى؟! وهل تملك شعوب المسلمين مصنعا واحدا من مصانع أسلحة الدمار الشامل أو مصدرا من مصادر القوة الرادعة التى يمكن أن ترعب القوى الكبرى؟!. ليست هناك مشكلة بين الإسلام والغرب وليست هناك مشكلة بين الإسلام والديانات الكبرى الثلاث، لأن الإسلام يعترف بكل الديانات والرُسل، ويؤمن بتعارف الثقافات والحضارات وتكاملها وليس صدامها، ويحض على تبادل المنافع بين الأمم، المشكلة الحقيقية فى قوة الهيمنة لدى دول الغرب التى يملؤها الشعور بحقها فى السيطرة على الآخرين وتسخيرهم لتحقيق مصالحها انطلاقاً من اعتقادها الزائف بأنها الحضارة الأرقى صاحبة الحق المطلق فى سيادة الشعوب وقيادتها.

تحية كبيرة إلى الشيخ الجليل أحمد الطيب الذى نجح بالفعل فى أن يُعيد إلى أذهان الغرب والعالم صورة الإسلام السمح الذى يقبل بالآخر ويعترف بحقوقه ويحرص على اللقاء معه وحواره، ليس فى مجرد خطاب يُقرأ فوق المنابر، ولكن من خلال عمل دينى علمى حضارى عصرى دؤوب، يتصدى بشجاعة للإرهاب والعنف، وينجح فى تحويل الأزهر، شيخ جامعات العالم، إلى قوة حوار بناء تُشكل أهم قوانا الناعمة الآن، تدعو للتقارب والتعارف والتآخى وتبادل المنافع بين الأمم دون هيمنة على الآخرين، ليرسم الطريق الصحيح لحوار الأديان والحضارات.

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام والغرب الإسلام والغرب



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday