نوبة صحيان وإفاقة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نوبة صحيان وإفاقة

 فلسطين اليوم -

نوبة صحيان وإفاقة

بقلم : مكرم محمد أحمد

ما يُميز قمة تونس رغم التحديات الصعبة التى تواجهها، سواء كانت تراكمات إرث قديم من مرحلة التحرر الوطنى يأتى على رأسها الصراع العربى الإسرائيلى الذى لا مخرج منه إلا بحل سلمى شامل عادل يمكن الفلسطينيين من قيام دولتهم المستقلة إلى جوار دولة إسرائيل، أو كانت أزمات جديدة تفجرت منذ ثمانية أعوام فى أحداث الربيع العربى الكاذب التى عصفت بسوريا وليبيا واليمن، وأثقلت كاهل الدولة الوطنية بأخطار التفكك والطائفية والإرهاب، ما يُميز قمة تونس رغم هذه التحديات الجسام هو حجم التوافق والتطابق الذى تزداد مساحته كل يوم بين قادة العرب إلى حد يصعب معه أن تجد خلافاً فى مضامين كلمات الملوك والرؤساء الذين أكدوا جميعاً أنه لا سلام دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأن قرار الرئيس الأمريكى ترامب ضم الجولان إلى إسرائيل يفتقد الشرعية ولاغٍ لا أثر له، لا يرتب وضعاً جديداً للجولان السوري. الجميع رفضوا أيضاً بوضوح قاطع تدخلات القوى الإقليمية والدولية التى تزيد الأزمات اشتعالاً وتغلق طرق التسوية الصحيحة وتُهدد الأمن القومى العربي، ولو أننا فتشنا عن مساحات الوفاق العربى لوجدناها أكبر كثيراً من مساحات الخلاف، وما ينقصنا كعرب هو ما قاله الرئيس السيسي: غياب الإرادة السياسية، والرغبة الصادقة فى نبذ الفرقة، وإعلاء المصلحة الوطنية والقومية العليا فوق كل اعتبار آخر، ما ينقصنا بالفعل هو نوبة إفاقة أو صحيان لوعينا القومي!. ولا أظن أن هناك أعذاراً يمكن أن تمنعنا من الإفاقة أو صحيان الوعي، لأن حساب التاريخ عسير ولأن بعض دولنا لا تزال تنزف، وبعض أبنائنا لا يزالون يكابدون مرارات الصراع وآلام التشرد فى سوريا واليمن وليبيا، كما أن بعضاً من أعز مدننا وحواضرنا لا تزال تعيش فى ظلال الخوف، وتحت تهديد الميليشيات والجماعات المتطرفة والعصابات الإرهابية، وجميعنا يعرف أنه فى الأزمات والحروب الأهلية، لا غالب ولا مغلوب ولكن الكل خاسر، ومن ثم المطلوب الآن أن ينطلق قطار التسويات. المطلوب فى الأزمة السورية أن ترفع كل القوى الإقليمية غير العربية وفى مقدمتها تركيا وإيران يدها عن الشعب السوري، تركيا التى تُبرر احتلالها بعض أراضى سوريا بدعوى الحاجة إلى منطقة عازلة آمنة على الحدود وهو إفك عظيم!، وإيران التى تُبرر بقاءها فى سوريا بدعوى أن الحكومة السورية سمحت لها بالدخول فى ذروة أزمة يسعى الجميع الآن إلى إنهائها كى يعيش الشعب السورى آمناً مستقراً، والمطلوب فى الأزمة اليمنية تطبيق اتفاق استكهولم وانسحاب الحوثيين الكامل من الحديدة، وأن يتخلى الجميع عن منطق الغلبة والاستقواء، ورفض استبعاد أى من أطراف النزاع، والالتزام الكامل بحقوق المواطنة للجميع بما فى ذلك الحوثيون دون تمييز، والمطلوب فى الأزمة الليبية، تنفيذ كامل عناصر مبادرة الأمم المتحدة التى اعتمدها مجلس الأمن، وإعلاء مصالح ليبيا العليا فوق المزايدات السياسية والأطماع الشخصية، وتوافر الإرادة السياسية للجميع على سرعة الخروج من هذا النفق المُظلم الذى دخل فيه الليبيون. إن تدخلات إيران وتركيا فى الشأن العربى تعصف بالأمن القومى العربى وتُبدد السلم الأهلى فى سوريا واليمن وليبيا، وتفاقم من تعقيد الأزمات فى الدول الثلاث، تطيلها وتمد فى أجلها بل وتجعلها مستعصية على الحل، والأخطر من ذلك أن تكون لبعض القوى الإقليمية جيوب داخل بعض الدول العربية تُحرض على الطائفية وتخرب وحدتها الوطنية. وكما قال الرئيس التونسى الباجى قايد السبسي، إن الوطن العربى لا تعوزه آليات العمل العربى المشترك ولا الموارد البشرية والمادية، ولا عناصر الوحدة والتكامل، ومع ذلك تظل المنطقة العربية رهينة أوضاع صعبة ومشكلات تتفاقم لتثقل كاهل العرب وتستنزف مقدراتهم، ومن غير المقبول أن يستمر الحال على ما هو عليه لتصبح بلاد العرب فى صدارة بؤر التوتر واللاجئين والإرهاب والمآسى الإنسانية وتعطيل جهود التنمية، كما أنه من غير المقبول أن تُدار قضايا العرب المتعلقة بأمنهم القومى خارج أُطر العمل العربى المشترك، وأن تتحول منطقتنا إلى ساحة للصراع الدولى والإقليمى وفى النهاية والبداية لا حل حقيقى سوى نوبة صحيان وإفاقة لعلها تبدأ مع قمة تونس. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوبة صحيان وإفاقة نوبة صحيان وإفاقة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday