فساد الإدارة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فساد الإدارة

 فلسطين اليوم -

فساد الإدارة

بقلم عمرو الشوبكي

تلقيت تعليقات كثيرة على ما كتبته الأسبوع الماضى وكتبه أيضا قراء آخرون عن الفساد فى مصر، وعكس وعياً عميقاً وحرصاً على مناقشة قضية الفساد من زوايا متعددة، وسأكتفى اليوم بعرض تعليق هو أقرب لمقال أو تحليل رصين كتبه الدكتور أحمد البويهى، تعرض فيه لمشكلة الفساد داخل الجهاز الإدارى باعتباره السبب الأساسى وراء الفساد، وجاء فيه:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بخصوص مقالى حضرتك عن مواجهة الفساد فى مصر، أو الإشارة إلى أن هذه المواجهة مرتبطة أولًا بطبيعة النظام السياسى والاقتصادى والرؤية والفلسفة الحاكمة للنظام، فالتوجه «النيوليبرالى» الحالى لنظام الحكم فلسفته قائمة على دور محدود جدا للدولة فى إدارة الاقتصاد والمجتمع، وتعتمد بشكل كامل على القطاع الخاص فى تقديم السلع والخدمات وقيادة عملية التنمية (الواقع يقول إن هناك دوراً متصاعداً للجيش فى الاقتصاد، حتى إن البعض اعتبره بديلا للقطاع العام، فهل هذا له علاقة بأى نظام ليبرالى أو نيوليبرالى؟) وهنا مربط المشكلة أو التضارب فى تطبيق الفلسفة النيوليبرالية لنظام الحكام مع الجهاز الإدارى للدولة، الذى يقترب عدد موظفيه من سبعة ملايين، فطبقاً لعلوم الإدارة فإن أى جهاز حكومى كفء يجب ألا يتعدى عدد أفراده عشرة فى المائة من عدد السكان، وطبقا لعدد سكان مصر الذى يفوق 90 مليوناً، فكفاءة الجهاز الحكومى مرتبطة بعدد موظفين لا يتجاوز المليون، بما يعنى سبعة أضعاف النسبة الطبيعية، وهذا يخلق تضخما فى عدد الموظفين وزيادة فى دورة المستندات، وبالتالى فساداً ورشاوى.

وهناك أيضا طبيعة الترقى الوظيفى داخل الجهاز الإدارى للدولة المرتبطة بنظام الأقدمية وليس الكفاءة، وهو أمر يضع دائما أفرادا فى مواقع القرار غير أكفاء، فيزداد السوء وفلسفة الثواب والعقاب والحوافز داخل الجهاز الإدارى التى تتم بشكل روتينى بحت، ولتفكيك هذا الإرث السيئ يجب أن يرتبط بمحورى الكيف والكم.

فأولا: يجب تشجيع المعاش المبكر بحوافز مادية وتسهيلات ائتمانية لمن تعدى الخمسين عاما، وثانيا: وهذا الأهم، تغيير طبيعة دورة المستندات، وفصل مقدم الخدمة عن طالبها، وتشجيع القطاع الخاص فى تقديم بعض الخدمات، وثالثا: عصب الجهاز الإدارى للدولة ممثل فى عشرة آلاف موظف يجب تغييره بالاستعانة بالشباب الدارس لنظم إدارة الأعمال، والذين يتمتعون بكفاءة عالية وتقديم رواتب مجزية، وتغيير اللوائح المعوقة وفلسفة الثواب والعقاب وطرق الصعود الوظيفى.

إن حدوث ذلك مرتبط بسياق سياسى يطبق بشكل فعال اللامركزية، وتفعيل المجالس المحلية بأدوات رقابية فعالة، وتفعيل الرقابة وتشجيع الصحافة (ما يحدث فى الواقع هو تقييد لحرية الصحافة) وإلغاء الحبس بقضايا النشر، وشفافية مطلوبة بإتاحة المعلومات، وتشجيع إقامة مراكز فكر ورأى بالمؤسسات الصحفية والأكاديمية think tanks لإمداد صانع القرار بالمعلومات، فمواجهة الفساد تحتاج سياقا سياسيا حرا ولامركزية فعالة ورؤية جديدة لدور الدولة وعلاقتها بالقطاع الخاص وتفعيل ذلك بأطر قانونية واضحة وفعالة وإصلاح تدريجى بأهداف واضحة وقابلة للتحقيق وخطط بديلة. باختصار يا دكتور، مواجهة الفساد هى أول خطوة لبناء دولة عصرية حديثة ذات دور وتوجه حضارى مرموق... حفظ الله مصر.

للأسف، كثير من أمنيات الدكتور أحمد بعيدة عن الواقع، فهناك قيود على حرية الصحافة، وتراجع للدور الرقابى للبرلمان، وأيضا شبه غياب لمراكز الأبحاث المستقلة التى تغذى صانع القرار بالأفكار والبدائل (اعتماد شبه كامل على تقارير الأجهزة الأمنية)، لذا لن تتغير نسب الفساد كثيرا فى مصر، وسيظل مصدر تهديد حقيقيا لتقدم هذا البلد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فساد الإدارة فساد الإدارة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday