شريط داعش الأخطر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

شريط داعش الأخطر

 فلسطين اليوم -

شريط داعش الأخطر

بقلم عمرو الشوبكي

حين كتبت عقب استهداف الكنيسة البطرسية عن «الإرهاب غير العشوائى»، وكررت نفس المعنى أو بالأحرى التحذير عقب بث شريط داعش الأخير فى مقال «واعترف داعش» لم يكن الأمر «ضربا للودع» ولا مبالغة لما يمكن أن يتعرض له المسيحيون فى الفترة القادمة على يد الجماعات الإرهابية وحلفائها، إنما كان رصدا للتحول العميق الذى أصاب خطاب الجماعات التكفيرية، والذى انتقل من الطائفية الدينية إلى الانتقام السياسى والدينى بلا أى حدود.

إن الضحايا السبعة الذين قُتلوا بدم بارد فى العريش على يد مجموعات الإرهاب التكفيرى، وضعوا البلاد أمام تحديات خطيرة، طالما ظلت بعض أجهزتنا الأمنية منشغلة بتوسيع دائرة المظالم وممارسة كل الضغوط الممكنة من أجل عدم تنفيذ أحكام القضاء وإهدار دولة القانون، وتنسى أن ثمن ترك مهامها الأصلية هو سقوط مزيد من الأرواح البريئة.

والحقيقة أن شريط داعش الأخير مثّل مرحلة جديدة فى تطور جماعات العنف فى مصر، فقد ترك مفاهيم أهل الذمة التى اعتادت الجماعات الجهادية أن تتعامل بها مع المسيحيين فى سبعينيات القرن الماضى رغم طائفيتها وعدم إيمانها بمفهوم المواطنة، إلا أنها تعاملت مع المسيحيين على أنهم طائفة منكسرة أصحاب عقيدة باطلة لا يجب أن يتولوا مناصب عليا فى الدولة، وأن تفرض قيود على بناء كنائسهم، ولم تحرض على قتلهم كما يجرى الآن.

والحقيقة أن ما جاء فى شريط داعش لا علاقة له تقريبا بهذه المفاهيم السابقة، إنما هو منذ اللحظة الأولى يتعامل مع المسيحيين باعتبارهم فئة سياسية باغية قبل أن يكونوا طائفة دينية، ووضعهم فى نفس مرتبة النظم التى يحاربونها (يصفونها بالنظم الطاغوتية والمرتدة) واعتبروا أقباط مصر امتدادا للصليبيين فى الخارج ولنظام السيسى فى الداخل، ولم يكتفوا ببث الكراهية السياسية إنما روجوا لخطاب حقد اقتصادى واجتماعى وصف المسيحيين بأنهم يسيطرون على 40% من الاقتصاد المصرى (كلام فارغ)، ثم انتقل بعد ذلك إلى خطاب كراهية طائفى حين بث صورا لمظاهرات مسيحية خرجت منها هتافات طائفية متطرفة كرد فعل لاعتداءات تعرضوا لها.

«داعش» يتحدث عن المسيحيين كأنهم جماعة حكم مسؤولة عن المظالم التى يتعرض لها المسلمون (أمر فى غاية الخطورة)، وهو كلام ليس فقط مغلوطا إنما هو أيضا يلوى حقائق الواقع ويزوّرها لأن دور المسيحيين فى 25 يناير و30 يونيو كان كبيرا، وهم فى غالبيتهم الساحقة رفضوا حكم الإخوان وشاركوا قطاعا غالبا من المسلمين فى إسقاطه باعتبارهم مواطنين مصريين شعروا بأن حكم المرشد هدد كيان الوطن بأكمله وليس فقط المسيحيين، كما أنهم ليسوا جميعا مؤيدين للنظام الحالى حتى لو كان الخوف من استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية أحد الأسباب المشروعة وراء دعم تيار واسع منهم للدولة والحكم.

ما جرى فى العريش هو استهداف منظم للمسيحيين وقتل بدم بارد ليس فقط لمخالفين فى الدين، إنما أساسا لفئة صوروها على أنها جماعة سلطة تحكم، وتحتكر الاقتصاد فى خطاب تحريضى مفزع.

المسيحيون فى مصر يدفعون ثمنا أكبر من الجميع لأنهم خرجوا للمجال العام دفاعا عن وطن حلموا بأن يكون عادلا، فاتهمهم الإسلاميون بأنهم ضد الإسلام وكأنهم يقولون لهم ابقوا جماعة دينية منغلقة على ذاتها خلف أسوار الكنائس لا علاقة لها بالمجتمع، رغم أنهم ليسوا كتلة واحدة وداخلهم تنوع اقتصادى وسياسى كبير وليس فى يدهم سلطة وليسوا جميعهم مؤيدين لها، ويدفعون الآن ثمنا باهظا بالقتل والتهجير وليس فقط بالتمييز الدينى والطائفى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريط داعش الأخطر شريط داعش الأخطر



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday