استفتاء أردوغان
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

استفتاء أردوغان

 فلسطين اليوم -

استفتاء أردوغان

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلنت النتائج غير الرسمية للاستفتاء التركى، وحصلت نعم على 51% من أصوات الناخبين المؤيدين للتعديلات الدستورية التى اقترحها الرئيس أردوغان، وتحولت بمقتضاها البلاد من النظام شبه الرئاسى إلى النظام الرئاسى الصرف.

وقد شارك فى الاستفتاء 86% من المواطنين الأتراك من أصل 55 مليون مواطن وهى نسبة مرتفعة شبيهة بالنسب الأوروبية المعتادة.

وأظهرت النتائج الأولية كما هى العادة فى تركيا وفى المجتمعات التى حكمتها قوى شبيهة بحكم أردوغان أن الأصوات المعارضة كانت هى أصوات المدن الكبرى الأكثر تحضرا وانفتاحا وتعليما وهى إسطنبول وأنقرة وأزمير، والتى صوتت بأغلبية واضحة لصالح «لا» إضافة إلى جنوب شرق البلاد الذى تقطنه أغلبية كردية، فى حين حافظت معظم المناطق الريفية والأقل حظا فى التعليم والدخل السنوى على دعمها لأردوغان، وهو يذكرنا بما جرى فى مصر عشية التصويت على دستور الإخوان حين صوتت القاهرة والإسكندرية ضد الاستفتاء فى مقابل تأييد كثير من المناطق الريفية الأكثر تهميشا وفقرا وفق تقرير التنمية البشرية لصالح نعم المصرية.

والمؤكد أن النظام الرئاسى هو أفضل من النظام البرلمانى الذى بدأت به تركيا ثم اقتربت من النظام شبه الرئاسى عقب التوسيع الجزئى فى صلاحيات رئيس الجمهورية أردوغان، ثم انتقلت عقب هذا الاستفتاء إلى النظام الرئاسى.

والحقيقة أن تصوير النظام الرئاسى كأنه نظام غير ديمقراطى أمر مغلوط وغير علمى ويدحضه الواقع، فالولايات المتحدة الأمريكية ومعها كل دول أمريكا الجنوبية تتبنى نظما رئاسية، وفرنسا لديها نظام رئاسى أو بالأحرى شبه رئاسى، بالإضافة لدول آسيوية وأفريقية كثيرة تبنت النظام الرئاسى وأصبحت ديمقراطية وأخرى تعثرت وأصبحت استبدادية.

وتبقى معضلة تركيا ليست فى نظامها الرئاسى الجديد، إنما فى تفصيل النظام الجديد على شخص رئيس الجمهورية، فنحن أمام رئيس بقى فى السلطة 15 عاما وينوى البقاء حتى عام 2029، ومازال هناك نقاش فى تركيا.. هل ستحسب مدة أردوغان الحالية كإحدى المدد الرئاسية، وبالتالى تنتهى ولايته فى 2024 أى بعد إعادة انتخابه فى 2019 لمدة ثانية وأخيرة؟ أم لا تحسب ويبدأ العداد مع انتخابات 2019؟.

النظام الرئاسى نظام ديمقراطى ولكن أردوغان غير ديمقراطى، فالعالم عرف نظما رئاسية ديمقراطية ونظما ملكية ديمقراطية إلا فى العالم العربى الذى ارتبطت نظمه الرئاسية (ما عدا تونس الجديدة) والملكية بالاستبداد، ومعضلة تركيا وأزمتها ليست فى تبنى النظام الرئاسى الذى هو أفضل لها، إنما فى صلاحيات أردوغان وطريقة حكمه وتفصيله لنظام من أجل بقائه الأبدى فى السلطة.

معضلة أردوغان الذى أغلق صحفا ونكل بكل خصومه السياسيين وليس فقط بداعمى الانقلاب الفاشل، أنه بحث عن نظام يعطيه صلاحيات مطلقة، فوجد ضالته فى تخريجات التعديلات الدستورية، لكى يبقى أبديا فى السلطة.

لقد عمق أردوغان من انقسام المجتمع التركى وسنصبح أمام نظام سياسى سيسمح ببقاء شخص واحد فى السلطة 27 عاما مثله مثل أى حاكم مستبد فى العالم العربى، ومع ذلك يصر البعض على التهليل له نكاية فى بعض الحكام العرب وتحويل استبداده إلى واحة ديمقراطية. نعم أنجز أردوغان فى السنوات العشر الأولى من حكمه إنجازات كبيرة، إلا أنه انتهى كحاكم استبدادى مضطر أن يستخدم أدوات ديمقراطية نتيجة تطور المجتمع وتقاليد الدولة التركية، فعلمانية تركيا وجانب من تقاليدها الحداثية التى تأسست مع بناء الجمهورية فى عهد مصطفى كمال أتاتورك هى التى حفظت تركيا من جنوح وشطط أردوغان وتياره، حتى لو فاز بهذه النسبة الضئيلة فى الاستفتاء الأخير، فسيظل تيار مقاومته كبيرا وقادرًا على إنهاء حكمه بآليات ديمقراطية أيضا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفتاء أردوغان استفتاء أردوغان



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday