يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

 فلسطين اليوم -

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

بقلم : عمرو الشوبكي

حسمت إسرائيل أمرها وصوَّت الكنيست لصالح إصدار قانون يهودية الدولة لتصبح إسرائيل واحدة من الدول القليلة فى العالم التى تنص قوانينها على أنها دولة دينية.

وقد تضمن النص النهائى لـ«قانون القومية اليهودية» 11 بندا جاء فيها: «أرض إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى، وفيها قامت دولة إسرائيل».

وأيضا «دولة إسرائيل هى الدولة القومية للشعب اليهودى، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعى والثقافى والدينى والتاريخى لتقرير المصير. ممارسة حق تقرير المصير فى دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودى.عاصمة الدولة القدس الكاملة والموحد».

كما نص القانون على رعاية إسرائيل لكل يهود العالم بصرف النظر عن دولهم وجاء فيه: تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودى ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودًا أو مواطنين فى الدولة، كما تعمل فى الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودى. وتعمل على المحافظة على الميراث الثقافى والتاريخى والدينى اليهودى لدى يهود الشتات.

ويلاحظ هنا أن القانون الجديد يعتبر إسرائيل راعية لكل يهود العالم ومازالت تستخدم تعبير الشتات بخصوصهم رغم أنهم يعيشون فى دول أخرى ذات سيادة.
ونص قانون تقنين يهودية الدولة على اعتبار الاستيطان «قيمة قومية عليا»، تعمل إسرائيل على تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته. وأخيرا نص القانون على أن تغييره يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست.

قانون يهودية الدولة جاء ليقنن وضعا يعرفه العالم حول طبيعة إسرائيل الدينية، وبالتالى أنهى تقريبا من فرص تحقيق شعار حركة التحرر الوطنى فى العالم العربى حول بناء دولة علمانية فى فلسطين التاريخية يعيش عليها العرب واليهود، فى نفس الوقت هناك على الأرض صعوبة كبيرة فى الوصول لحل الدولتين مثلما نصت قرارات الأمم المتحدة نتيجة سياسات الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية.

إعلان إسرائيل دولة دينية أغرى بعض المتشددين فى العالم العربى وخاصة الإسلاميين لاعتبارها فرصة لتبرير مشروعهم الدينى على أساس أن إسرائيل انتصرت على العرب لأنها دولة دينية عقائدية.

والحقيقة أن إسرائيل انتصرت وكرست قوتها فى المنطقة بسبب نجاحها فى المزج بين جانب عقائدى وجانب مدنى وديمقراطى حديث فى بناء دولتها (يخص بالطبع مواطنيها اليهود).

والحقيقة أن أحد أسباب قبول يهودية إسرائيل أو الجانب الدينى والعقائدى فى العالم يرجع لنجاحها فى نيل تعاطفه وابتزازه إذا تطلب الأمر، لأنه روج لخطاب «مظلومية اليهود» والجرائم التى طالت بعضهم أثناء الاجتياح النازى لدول العالم، فى حين أن العالم العربى أفرز جماعات إسلامية جهادية مرفوضة ومكروهة عالميا، وأن أى عمليات مقاومة مسلحة تقوم بها حماس هى فى عرف العالم جزء من «الإرهاب الإسلامى» (بالتعبير الغربى) المنتشر فى كثير من دول العالم.

المشروع العقائدى الذى روجت له تيارات الإسلام السياسى هو روشتة فشل فى الداخل وكراهية ورفض فى الخارج، على خلاف المشروع العقائدى الدينى لإسرائيل الذى تغاضى العالم عن المظالم التى فعلها بحق الشعب الفلسطينى واستسلم لخطاب جماعات الضغط اليهودية السياسى والإعلامى حتى أصبح هو المشروع الدينى الوحيد المقبول أمام العالم كله.

لا بديل عن أن تكون مواجهة دينية دولة إسرائيل بمشروع مدنى عربى قادر على أن ينفذ إلى الرأى العام الغربى ويطرح نفسه باعتباره مشروع السلام والعدل الحقيقى الملتزم بقرارات الشرعية الدولية وبناء دولة فلسطين المستقلة فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها.

لدينا فرصة وحيدة لحصار سياسات دولة إسرائيل الدينية بالعمل على بناء البديل المدنى الديمقراطى فى بلادنا أولا ومواجهة إسرائيل به ثانيا.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday