المأزق السياسى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المأزق السياسى

 فلسطين اليوم -

المأزق السياسى

بقلم عمرو الشوبكي

دلّ المسار الذى دخلنا فيه منذ أن طُرحت قضية تيران وصنافير على الرأى العام على عمق الأزمة التى يعيشها نظامنا السياسى وحجم التخبط وسوء الأداء الذى أدخلنا من مأزق إلى آخر، ومن أزمة إلى أكبر.

والحقيقة أن أزمة تيران وصنافير دلت المؤشرات الأولى على مصريتها، حتى حسمها حكم المحكمة الإدارية العليا بحكم باتّ ونهائى قضى بمصرية الجزيرتين، وأصبحنا أمام مأزق سياسى تسبب فيه أداء السلطة التنفيذية بكافة أركانها وليس حكم المحكمة الكاشف.

ولعل البداية كانت فى المفاوضات السرية التى جرت حول ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، فلم يطالب أحد الحكومة بنقل حوارات الخبراء على الهواء مباشرة، إنما على الأقل معرفة أن هناك مفاوضات حول الجزيرتين مثلما جرى أثناء مفاوضات طابا (هى معكوس تيران وصنافير، لأنها كانت من أجل استعادة الأرض)، لا أن تتعامل الدولة على أن الشعب والرأى العام لا يستحقان حتى معرفة خبر وجود مفاوضات مع دولة شقيقة وعزيزة، هى السعودية، لترسيم الحدود. وفوجئ الجميع أثناء زيارة العاهل السعودى لمصر العام الماضى بأن الأخيرة رسمت الحدود، وقررت إعطاء الجزيرتين للسعودية، على اعتبار أنهما تقعان ضمن حدود المملكة. والأمر الصادم هنا أن الإعلان عن سعودية الجزيرتين جاء فى نفس توقيت تقديم السعودية مساعدات اقتصادية لمصر، وصفها البعض بـ«السخية»، فهل هناك دولة عاقلة فى الكون تقبل على نفسها أن تسلم جزيرتين- ظلت على الأقل تديرهما قرنا (وهو نوع من أنواع السيادة)- لدولة شقيقة أخرى عقب إعلان الأخيرة تقديم مساعدات مالية لها؟

التخبط السياسى والاستهانة بالناس استهانة تُذكرنا بأحمد عز وانتخابات 2010 المزورة، التى تقول: أنتم لستم رقما فى أى معادلة، أنتم تستحقون فقط أن تستمعوا لإعلامى يعلن استعداده للذهاب إلى لاهاى للدفاع عن سعودية الجزيرتين، فى موقف هو والعار سواء، لا أن تسمعوا كلاما موثقا يقول إن الجزيرتين لهما علاقة بالسعودية.

والحقيقة أن نفس النمط العشوائى والاستهانة فى إدارة ملف تيران وصنافير انتقل إلى أروقة المحاكم، فلم تقدم الحكومة أى مستند يشير إلى سعودية الجزيرتين، وقصرت دفوعها بعدم اختصاص مجلس الدولة فى نظر القضية باعتبارها عملا من أعمال السيادة.

والحقيقة أن معركة مجلس الدولة كانت كاشفة بين طرف حكومى لم يقدم أى وثيقة قانونية تبرر موقف الحكومة المصرية بسعودية الجزيرتين، بما يعنى أنها اكتفت بالشعارات وحملات التخوين والكلام البائس، فى حين أن الطرف الآخر المدافع عن مصريتها قدم وثائق قانونية وتاريخية دامغة تؤكد ذلك، وانتصر فى معركة الجدية والمهنية والحجج القانونية، كما اتضح من حيثيات حكم المحكمة، فى 59 صفحة، حملت رسالة قانونية وسياسية ومهنية رائعة.

مَن الذى أخرج قضية تيران وصنافير بهذه الطريقة البائسة؟ مَن الذى أوصل القضية للمحاكم؟ ومَن الذى سيذهب إلى التحكيم الدولى فى حال طلبت السعودية ذلك؟ هل ستذهب الحكومة المصرية إلى هناك لكى تدافع عن سعودية الجزيرتين، فى موقف لم نره من قبل فى تاريخ أى دولة؟ هل سنجد نظامنا السياسى- أو دولتنا- يذهب إلى محكمة العدل الدولية ليقول إن الجزيرتين سعوديتان، فى حين أن تاريخنا كله كان دفاعا عن استرداد الأرض لا التفريط فيها، وتجربة طابا خير دليل؟

يقينا نحن فى مأزق كبير وضعتنا فيه الدولة والحكومة بهذا الأداء المتخبط والبائس، وأتمنى ألا نذهب كما هى العادة منذ ما يقرب من 10 سنوات فى عكس الاتجاه الصحيح، فالموضوع حُسم فى صالح مصرية الجزيرتين، ويجب ألا يكون رد الفعل خارج هذا الإطار، الذى حسمته محكمة القضاء الإدارى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزق السياسى المأزق السياسى



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 12:07 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

حفر اسم ليفربول على كأس الدوري الإنجليزي

GMT 21:16 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

طبيعة خلابة ومغامرات لا تنتهي في المكسيك

GMT 19:13 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة وادي دجلة تفوز بكأس مسابقة لكسمبورغ الدولية للجمباز

GMT 16:58 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على الممثلات المستخدمات لـ"فن الريلوكينغ"

GMT 13:15 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حفل ختام مهرجان مسرح بلا إنتاج أمس في مكتبة الإسكندرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday