نصف قرن على هزيمة يونيو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نصف قرن على هزيمة يونيو

 فلسطين اليوم -

نصف قرن على هزيمة يونيو

بقلم : عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم يكون قد مر 50 عاما بالتمام على ذكرى هزيمة 5 يونيو 1967 والتى شهدت أكبر انكسار عسكرى وسياسى لثلاثة جيوش عربية مجتمعة فى مواجهة إسرائيل ودفعت مصر الثمن الأكبر لتك الهزيمة لأنها امتلكت الجيش العربى الأكبر والقائد العربى الأهم والأنزه والأكثر شعبية فى تاريخ العرب الحديث.

يقينا نكسة يونيو كما سماها الإعلام المصرى كانت قاسية لأنها كسرت معها حلم جيل كامل من الشباب المصرى والعربى آمن بقيادة عبدالناصر ومشروعه السياسى وانتظر أن تحرر فلسطين من البحر إلى النهر، فوجد أراضى 3 دول عربية احتلت فى ساعات ومنها القدس.

والحقيقة أن البعض تعامل مع هزيمة يونيو باعتبارها هزيمة لمشروع عبدالناصر التحررى والبعض الآخر نظر إليها باعتبارها نتيجة غياب الديمقراطية وسيطرة الحزب الواحد، والبعض الثالث حمل القيادة العسكرية وحدها مسؤولية الهزيمة وبرأ عبدالناصر.

والواقع يقول إن هزيمة أى دولة عسكريا واردة ومسؤولية عبدالناصر عن يونيو مؤكدة، إلا أنه لا يوجد رابط بين طبيعة النظام السياسى والهزيمة العسكرية، فروسيا انتصرت فى الحرب العالمية الثانية رغم أن نظامها كان شيوعيا استبداديا ولم يكن ديمقراطيا، وألمانيا النازية انتصرت فى البداية وخسرت فى النهاية نتيجة توسيع «جبهة الأعداء» وساحات الحروب وليس بسبب غياب الديمقراطية، وهزيمة 67 تتحملها أساسا القيادة العسكرية ومعها أيضا القيادة السياسية ليس بسبب غياب الديمقراطية ولا بسبب أن استقلال مصر ومحاربة الاستعمار وتأميم قناة السويس كانوا من أسباب الهزيمة كما يرى بعض «عديمى الوطنية» إنما بسبب سوء الإدارة السياسية والعسكرية.

فدولة عبدالناصر المدنية التحريرية الاشتراكية (التى لم تخل من سلبيات وعيوب كثيرة) لم تستطع أن تسيطر على دولة عبدالحكيم عامر العسكرية وظلت مصر دولة برأسين أحدهما مدنية يقودها ناصر وأخرى عسكرية يقودها عامر ولو كانت دولة الأول هى التى قادت وسيطرت على الثانى مثلما جرى فى نظم غير ديمقراطية كثيرة لربما لم تحدث الهزيمة.

تصوير الهزيمة على أنها هزيمة كاملة لمشروع عبدالناصر السياسى أمر مجاف للحقيقة، ولكنها بالتأكيد كانت هزيمة لنمط فى الحكم وإدارة الدولة غابت عنه الشفافية والمساءلة، وتصور فيها البعض أن الشعارات السياسية يمكن أن تغنى عن معانى الاحتراف والمهنية، والحاجة إلى جيش مهنى محترف وتحالفات دولية قادرة على مساعدة بلد مثل مصر على صنع النصر.

حسابات يونيو وأزمتها أنها تصورت أن الإنجازات الداخلية الحقيقية قادرة على إخفاء أسباب الهزيمة وأن الشعارات التى رفعتها ثورة يوليو وعبدالناصر يمكنها أن تحل مكان الأداء الفنى والمهنى، فى حين أن الواقع يقول إن أى نظام سياسى ناجح ليس مجرد مجموعة شعارات وعناوين كبرى إنما هو مجموعة تفاصيل فى الإدارة المدنية والعسكرية، وهنا كان مكمن الفشل وسبب الهزيمة.

المؤكد أن 5 يونيو 1967 كان يوما أسود فى التاريخ العربى المعاصر، ولكنه أيضا كان نقطة تحول تعلمت فيها مصر معنى مراجعة أخطائها، ولم يكابر زعماؤها فى الاعتراف بالهزيمة، إنما كانوا هم طريق العبور إلى النصر فى أكتوبر 1973.

علينا أن نتعلم كثيرا من العبر والدروس من هذا اليوم بالحديث عنه فهو أمر لا ينتقص منا إذا كنا نرغب فى بناء مستقبل أفضل قائم على الشفافية وعدم إخفاء الأخطاء والهزائم حتى نتعلم منها ولا نكررها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن على هزيمة يونيو نصف قرن على هزيمة يونيو



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday