التعليم ليس سلعة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

التعليم ليس سلعة

 فلسطين اليوم -

التعليم ليس سلعة

بقلم :عمرو الشوبكي

رغم أن لدية «CV» جيدا، ويعمل أستاذا فى الجامعة الأميركية، فهذا لم يحُل دون أن يبدأ وزير التربية والتعليم عملة بتصريح غاية فى السوء، حين وصف التعليم بـ«أنه سلعة»، وحول الكلام الفارغ إلى نظريات حداثية وأمريكية.

لقد تحرك وزير التعليم الجديد وفق طريقة تكررت كثيرا فى حياتنا العلمية والسياسية، وهى التعامل بهذا الاستعلاء مع الناس والرأى العام، فيتم اختزالهم فى الكسالى الذين يحبون أن يعيشوا على «قفا الدولة» ولا يفهمون معنى نظام السوق، لأنهم بتوع الاشتراكية والقطاع العام وباقى الأسطوانة المشروخة الفاشلة.

بداية: التعليم ليس سلعة، لأنه لا يوجد بلد فى الدنيا يمكنه أن يتقدم دون أن يصبح إصلاح التعليم قضيته الأولى والأساسية، ولا يمكن لمصر أن تتطور إلا إذا أصلحت نظامها التعليمى، وأنفقت مزيدا من دخلها القومى على إصلاح التعليم، أما إذا تعاملت معه كسلعة، مثل السيارات والشقق أو الخضار والفاكهة، فلا يمكن الحصول عليها إلا لمن يدفع بصرف النظر عن قدراته الذهنية أو كفاءته وجهده، فكل من سيدفع سيشترى السلعة، وهذا على عكس التعليم، فليس بالضرورة كل من يدفع فى التعليم يستحق الحصول على هذه السلعة، وليس كل من هو غير قادر على الدفع يستحق الحرمان منها، وفق افتراض الوزير.

التعليم ليس سلعة يا دكتور طارق! من أين أتيت بهذه الجملة؟ فالتعليم هو شرط تقدم أى أمة، وأمريكا التى تعرفها جيدا، ومعها كل الدول المحترمة والمتقدمة فى العالم كله لا تتعامل مع التعليم على أنه سلعة إنما تعتبره رسالة والتزاما للدولة تجاه مواطنيها وطريقا وحيدا للتقدم.

نعم، مشاكل التعليم فى مصر كثيرة، وتبدأ أولا أو أساسا بالمعلم والمناهج والتلميذ، وتنتهى بالأبنية المدرسية المتهالكة، وهى أمور قد تدفع أى مسؤول إلى البحث عن مزيد من الموارد لدعم التعليم الحكومى، سواء برفع الدولة ميزانيته السنوية أو العمل على نقل المصروفات التى تنفق على الدروس الخصوصية يأسا من أحوال المدارس الحكومية إلى التعليم الحكومى، سواء بجعل هناك مصاريف سنوية لكل طالب قادر، قدرها البعض ما بين 200 إلى ألف جنيه فى المدارس الحكومية، فى مقابل أمرين: الأول تطوير حقيقى فى مستوى التعليم وحال المدارس ورواتب المدرسين، فى مقابل عزوف عن الدروس الخصوصية، أى أن الطالب يحول ما ينفقه على الدرس الخصوصى إلى مدرسته الحكومية فى مقابل خدمة جديدة ومستوى تعليمى جيد يقدم له. والثانى عمل نظام متكامل للمنح الدراسية لغير القادرين، بحيث لا يُحرم طالب واحد من التعليم بسبب عدم مقدرته المالية.

من المفهوم إذا كانت الدولة غير قادرة على أن تحقق معادلة التعليم الحكومى الجيد، من خلال مواردها أن تطالب الطلاب القادرين بدفع مصروفات، وفق الشرطين السابقين، لا أن يقول الوزير إن التعليم سلعة، فيلغى بجرة قلم كل من هو غير قادر على التعليم، وينسى أن مهمته هى تطوير وإصلاح التعليم، أولا، من خلال وضعه أولوية فى ميزانية الدولة، ثم بعد ذلك البحث عن موارد أخرى من الأفراد، لتحقيق نفس الهدف، أى إصلاح التعليم وتطويره.

أتمنى أن يكون وزير التعليم أخطأ فى التعبير، لأننا موعودون، إما بوزير تعليم أقرب إلى الحاج أحمد، فى مجمع التحرير، أو آخر يرتدى ثوبا «حداثيا»، ويرفع شعار «التعليم سلعة»، فى الوقت الذى لم تعتبره البلاد التى تعلم فيها أنه كذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم ليس سلعة التعليم ليس سلعة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday