تدل الدراسات البيئية على أن معدل انتشار الإكتئاب يتراوح بين 8 – 15 % من السكان يعانون من أعراض إكتئابية مختلفة، قد تكون بسيطة وعابرة أو شديدة ومزمنة، ومن المعروف أن النساء يتفوقن على الرجال في هذا المرض بضعفين إلى ثلاثة أضعاف، كما أن الطبقات الإجتماعية والإقتصادية الأقل حظاً هي الأكثر تأثراً بهذا المرض وكذلك المطلقين والمنفصلين. إن انتشار اضطراب المزاج مزدوج القطب هو 1% من السكان. في حين أن انتشار انتكاسات الإكتئاب الكبرى أو الإكتئاب الشديد تصل إلى 6% من السكان وهذه النسب هي ضمن النسبة العامة للإكتئاب (8 - 15%). هايبر لينك: انتشار الاكتئاب# الفشل الدراسي او الوظيفي # مشاكل علاقات مع الناس السؤال :ما هي أســبـاب الإكتئاب؟ إن الإنطباع العام لدى الناس هو بأن لكل حالة إكتئاب سبب واضح ومباشر في حياة الفرد ومحيطه، مثل الخسارة المادية، الفشل الدراسي أو الوظيفي، الطلاق، أو مشاكل العلاقات مع الناس، و لكن هذه النظرة ليست علمية و دقيقة. إذ أن عدداَ كبيراً من الناس قد يتعرض لنفس المؤثر ومع ذلك لا يظهر الإكتئاب إلا في نسبة قليلة منهم، وهذا يعني أن لديهم إستعداداً في تكوينهم البيولوجي والنفسي و الإجتماعي، وعليه فإنه يمكن القول بأن أسباب الإكتئاب عديدة، تتجمع لتحدث تغيراً في الناقلات العصبية الكيماوية في الدماغ وتؤدي إلى مظاهره السريرية المختلفة. منها الأسباب الوراثية والأسباب الشخصية التربية والبيئة المبكرة للشخص اضافة الى العوامل المترسبة للإكتئاب وتعني أحداث الحياة المختلفة والتي تسبق ظهور الحالة مثل وفاة شخص عزيز، فقدان المال أو المنصب، أو التعرض لحوادث ومشاكل إجتماعية وقانونية، وأن الشيء المؤكد أن حدوث الإكتئاب يكون مسبوقاً في كثير من الأحيان بأحداث الحياة المختلفة، حتى السعيد منها مثل النجاح و الترفيع و الزواج، و يجدر الإشارة أن الحدث الأخير الذي سبق الإكتئاب قد يكون هو القشة التي قسمت ظهر البعير، فيكون هناك سلسلة طويلة من المشاكل والمآسي والأحداث أرهقت كاهل الفرد، ووصلت به إلى الإكتئاب، وقد يكون للأمراض العضوية دور وخصوصاُ في الإلتهابات الفيروسية وداء باركينسون وإضطرابات الغدد الصماء.