الغارمات منظور مخالف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الغارمات ...منظور مخالف

 فلسطين اليوم -

الغارمات منظور مخالف

بقلم :هديل عبد العزيز

منذ بضعة أشهر انتشر كالنار في الهشيم الحديث حول معاناة النساء اللواتي يتم حبسهن سدادًا لما تم نشره على أنه يرتبط بقروض تمكين المرأة، ومع بداية شهر رمضان الكريم تعالت الأصوات الكريمة مشكورة لسداد ديون النساء وإخراجهن من السجن وبكل تأكيد أي جهد لعمل الخير ومساعدة النساء الفقيرات والملهوفات هو أمر كريم يحمد أصحابه، ونسأل الله أن يجازيهم خيرا.

لكني اليوم سأوجز رأيي حول هذا الموضوع لأنني أعتقد أن الأمور أخرجت من سياقها، ويجب إعادة النظر للموضوع حتى نساهم في الحل لا في مفاقمة المشكلة  في الواقع هذه المشكلة مستمرة منذ أعوام، وقد لمسناها في مركز العدل منذ بضعة أعوام وتوجهنا لأكثر من جهة مقدمة لبرامج التمكين الاقتصادي طالبين منهم أن يكون جهد التوعية القانونية متطلبًا رئيسيًا سابقًا على توقيع القرض، وهذه المشكلة هي جزء من مشكلة أكبر يعاني منها الفقراء في الأردن، فهي ليست حكرًا على النساء وغير مرتبطة فعليًا بمشاريع التمكين الاقتصادي بل ترتبط بسياسة المقرضين عموما.

أنا أزعم أن الخلل الأكبر يكمن في عدم تنظيم الإقراض والبيع بالتقسيط في الأردن، إذ تترك المجال للتجار والمرابين لاستغلال الحاجة وتكبيل المحتاجين بالقروض والوثائق دون أي نوع من الضوابط. فالمقرضون (وكثير منهم مرابين ولا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب ببرامج تمكين المرأة) يقومون ببيع السلع بالتقسيط مع مضاعفة أثمانها، ثم يقومون بتوقيع المقترض سواء رجل أو امرأة على شيكات وكمبيالات وسندات أمانة، والكثير منهم يقوم بتوقيعهم على موطن مختار لتبليغات المحاكم، والكثير منهم يوقع أوراًقا بيضاء ليتم تعبئتها حسب الحاجة من قبل المقرض في مرحلة لاحقة.

القانون الأردني يسمح بحبس المدين، وجرائم الشيكات أيضا تؤدي إلى الحبس، وهذا خلق ثقافة تجارية سيئة بأن الدائن لا يحتاج لاتخاذ أي إجراءات تجارية معقولة لضمان أن من يشتري منه بالدين هو فعلا قادر على السداد، فكل ما عليه أن يجأ إلى حبسه حتى الإذعان. وتفتقت العقليات التجارية عن مزيد من الاستغلال من خلال اشتراط أن يكون الكفيل أو المدين امرأة، اعتقادا منهم أن الرجل لو باع روحه لن يسمح لزوجته أو أخته أن تواجه الحبس.

اليوم في الأردن هناك تجار يرفضون البيع مقابل النقد، ويعلقون يافطات تقضي أن البيع فقط بالتقسيط. ففي الواقع هؤلاء التجار يتاجرون بالدين، وليس بالسلع، ولا يوجد عليهم أي من الضوابط التنظيمية التي تواجهها مؤسسات الإقراض أو البنوك مثلاً، فهم لا يتحدثون عن فائدة قانونية بل يقومون ببيع السلعة بأضعاف ثمنها دون أن يعتبر ذلك ربًا  قانونًا.

برامج التمكين الاقتصادي لعبت دورًا هامًا، ولا أعتقد أنها فعلًا هي المذنبة بحبس النساء، لكن بكل الأحوال ما ينتشر حاليا من فزعات لإخلاء سبيل النساء رغم نبل غاياتها برأيي لا تحقق الهدف.

أوًلا اعتقد أن عدد النساء المحبوسات قد انخفض بشكل كبير، فمثلا تم تزويدي بقائمة مكونة من 177 اسم، لم تبقى منه إلا امرأة واحدة بعد أن تحققنا، إلا أن النساء المهددات بالحبس عددهن أكبر، لكن يبدو أن هؤلاء لا يجتذبن فاعلي الخير إلا بعد أن يدخلن السجون.

ثانيا، أعتقد أن تركيز توجيه الزكاة نحو النساء الغارمات دون الرجال الغارمين هو أمر سلبي جدًا، فهو يستثني الشريحة الأكبر التي تحتاج للمساعدة، علما أن المرأة تتضرر من حبس رب الأسرة تمامًا كما تتضرر من حبسها شخصيًا، وستلجأ للدين والمعاناة من أجل إخلاء سبيله

ثالثا: إن توجيه المساعدات نحو النساء يكرس الممارسة السيئة التي أودت بهن إلى خلف القضبان ابتداء، فالتجار سيزداد تمسكهم بأن تكون الكفيلة أو المقترضة امرأة إذا زادت فرص استقطابها لمن يسد عنها.

الحل طويل الأمد هو تنظيم الإقراض والبيع الآجل، ورفع الحماية الجزائية عن الشيكات، وإلغاء حبس المدين في القانون الأردني.

 
 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارمات منظور مخالف الغارمات منظور مخالف



GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 18:01 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 18:07 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 12:49 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

حماية الطفل بقانون

GMT 19:17 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الإساءة للمرأة الأردنية

GMT 22:49 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الطلاق والأطفال

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

مشاهد فُصام بين آدم وحواء

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday