مسنّة فلسطينية تتذكر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مسنّة فلسطينية تتذكر

 فلسطين اليوم -

مسنّة فلسطينية تتذكر

بقلم : سليمان قبيلات

تتأبط الثمانينية مريم عودة "كوشان أرض" تعتبره هوية تمدها بالصمود أمام عاديات الزمان، و"كرت مؤن" يذكرها دوما بترحيل قسري عن بلدة لم تبرح ذاكرتها مذ هجرت مع الاف الفلسطينيين في العام 1948 .

 تدرك "أُم علي" أن خططاً دولية فشلت وأُخرى تجري مسلسلاتها وسواها على الطريق تستهدف "اقناعنا بالامتثال" ، لتستدرك جازمة "كرت المؤن لعين" اعطونا اياه "ليعطوا البلاد" لليهود.

ولهذه اللاجئة ذاكرة حيّة بصور تسرد تفاصيل تواليها كأنها للتو وقعت ، مضيفة "كنت في العشرين حين اطبق غراب البين على فلسطين ، كنت تزوجت قبلها بأربع سنوات من ابن عمي الذي لم يقبل فكرة التشريد اصلا فانضم إلى جماعات مقاومة كانت تشاغل بـ"البواريد" جيش المحتل وعصاباته". وتضيف أم علي "انقطعت أخبارُه قبيل هجوم اليهود على قريتنا بيوم" ، مستذكرةً "كان فجرًا حزينًا ليوم أظنه ثلاثاء حين جاءتني جارتي تستعجلني توضيب ما خف حمله من متاع، لأن اليهود دخلوا القرية من الشمال".

 تتابع أم علي وهي تستعيد مشهدا قاسيا "لم نذق طعم النوم لليال طويلة قبل تلك الليلة التي قضيتها استطلع الأخبار عن رجالنا الغائبين وفزعة عربية اتخمونا بأحاديثها".

 مضت أم علي تقول وهي تجلس في فناء منزل أسرتها في مخيم مادبا "قضينا اياما طويلة ننام في العراء ، نُنسي الصغار جوعهم ببعض خبز وتمر وزيت وزيتون حملناه معنا ، استقر بنا الحال جوار احدى الترع في الغور ، كانت اعيننا لا تنقطع عن النظر إلى الغرب". وبعد آهات عميقة أضافت "لا زلنا يا ابني ننظر إلى الغرب بأمل ، فهناك ثمة ما يعتمل".

وزادت "أنا ادرك انهم طردونا بالنار لننسى أننا بشر ، ولكن هيهات ، عشنا الكثير وسنرى منه مزيدا رغم عقود مضت من عمر الرحيل". وأم علي التي لا تستهويها "كثرة الكلام" تقول "أُجيد الصمت فهو فضيلة اقلها أن تعيش عالمك الخاص دون منغصات تشكل مشهد حياة اللاجئ" ، لتستدرك بأمل "أتمنى أن تكون فلسطين حسن الختام فدونها تهون كل المآسي".

 تفضل أم علي التي تسميها أسرتها "بركة الدار وذاكرتها" الموت على أن تقبل ولو لفظيا بما يسمى تنازلاً عن حق عودة إلى قريتها ، مضيفة "الموت يا ابني اسهل علي من أن اسمح لسموم النسيان التي يصرون على ترديدها أن تتسلل إلى أعماقي وعقلي". وتتساءل بأسى "هل انسى اسمي وذاكرتي ومكانا ولدت فيه؟. وتمضي متسائلة "أنا العجوز لا استسلم لمثل هذه السموم فكيف بالملايين؟.

 واستأنفت "أول الكلام وآخره واختصاره" عودتنا إلى قبية لأنها تساوي وجودنا ، اتحدى كل التدجين والسائد الذي يصوب ناره علينا طوال العقود". وقالت مختتمة "كلنا نرفض التدجين وتعهدنا أن نورث فلسطين لأجيالنا فالذاكرة أخطر ساحات المواجهة مع اليهود".

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسنّة فلسطينية تتذكر مسنّة فلسطينية تتذكر



GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 18:01 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 18:07 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 12:49 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

حماية الطفل بقانون

GMT 19:17 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الإساءة للمرأة الأردنية

GMT 22:49 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الطلاق والأطفال

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

مشاهد فُصام بين آدم وحواء

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday