ظاهرة الانتحار  متى، أين، ولماذا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ظاهرة الانتحار .. متى، أين، ولماذا ؟

 فلسطين اليوم -

ظاهرة الانتحار  متى، أين، ولماذا

بقلم: د. عادل محمد عايش الأسطل

منذ بداية هذا العام، شهِد قطاع غزّة عدد غير قليل من حالات الانتحار– قتل النفس- ، والتي بلغت ما يقرب من 90- 100 محاولة جادّة، منها ما كانت ناجحة ومنها ما كانت فاشلة، وهي تلك التي كانت مُفرِحة، فمنطق أي إنسان يميل إلى الحزن إزاء الحالات الناجحة، ويرى بأنه لا بأس في المحاولات التي تبوء بالفشل، حتى لو كانت تلك المحاولات ناشئة عن مسائل نفسيّة أو احتجاجية أو أي مسائل أخرى.

وإن كانت حالات الانتحار هذه لا ترقى إلى درجة (الظاهرة)، كما العنوان في الأعلى، إلاّ أنها تُعد من الأمور الخطرة، وخاصة أنها تحصل بين الشباب وعلى اختلافهم، وسواء كانوا من اليافعين، أو الذين بدأوا للتوّ بتحمّل مسؤوليّاتهم في حياتهم الدنيا، حيث تُعاني نسبة النصف% منهم أو أقل قليلاً - بحسب تقديرات حقوقية-  من مشكلة البطالة ووقف الحال، وبالنطر إلى هذه النسبة، تُعيل ما يربو على 80% من سكان القطاع، الذين هم في الأصل يقبعون تحت خط الفقر، وسواء كان على خلفيّة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 2006، أو بناءً على تبِعات اعتداءاته العسكريّة الثلاثة، أو بسبب حالة الانقسام الفلسطينية الحاصلة.

كما أن هذه الحالات تُعد أيضاً غريبة، وغير مُعتادة ولا مسبوقة أيضاً، على مدى تاريخ المجتمع الفلسطيني، حتى في عهود كانت أشد قساوة من الحاليّة، سيما وهو يُعدّ من المجتمعات التي يغلب عليها الطابع الديني، بحيث يرسخ في أذهانه، الإيمان بأن الانتحار قبل أن يكون مرفوضاً أدبياً وأخلاقياً، فإنه مُحرّم دينيّا، فيموت عاصياً للهِ من قتل نفسه، وهو آيسٌ من رحمتهِ تعالى، كما ورد في الكتاب المحفوظ والسُّنّة المطهّرة، إلاّ أن يكون من أولئك الذين لا يُؤاخذون على أعمالهم، وقد رُفعت عنهم الأقلام.

بحسب تلك التقديرات، فإن حالات الانتحار هذه، تأتي على دوافع مختلفة، والتي قامت بتوزيعها، على نحو ما يقرب من نسبة النصف % تقع في القُرى، والثلث في المدن، والمتبقية وهي النسبة الأقل، تحصل في المخيّمات اللاجئة، والبالغ عددها ثمانية مخيمات، وقد جعلت من أسبابها، الأمراض النفسيّة والتي حصلت لديها على النصيب الأكبر، ثم الخلافات العائلية، والبطالة، ثمّ لدواعٍ أخرى غير معلومة.

هذه التقديرات تكاد تكون صحيحة، والخاصّة بالنّسبِ المستخرجة، باعتبارها جاءت عن إحصاءات للحالات الحاصلة فعلاً، ولنفترض أيضاً، بأن الأسباب التي ساقتها التقديرات السابقة هي كافية، كي يقوم المنتحرون بالإقدام على تنفيذ محاولاتهم القاتلة، لكن لا يمكن اعتبارها دقيقة بالضبط كما يستلزم الأمر، وسواء بالنسبة لإلصاق الحالة بكافة مناطق القطاع من شماله إلى جنوبه، أو بالنسبة للأسباب السابقة التي تم سوقها، باعتبارها أسباباً غير مكتملة.

لقد قفزت هذه التقديرات، عن حقيقة أن هذه الحالة، تُحيط بمنطقة الجنوب والتي مركزها محافظة خانيونس فقط، وليس في المنطقة الشماليّة التي مركزها محافظة غزة، ففي حالة الخوض بشأن تبيانها، سنجد أن منطقة الجنوب هي التي تحصد النسبة الأكبر في تحقيق الحالة، وحتى الذين قاموا بمحاولة الانتحار داخل محافظة غزّة، كانوا انطلقوا من المنطقة الجنوبيّة ذاتها، إمّا للفت الأنظار باتجاههم، لتكدّس الوسائل الإعلاميّة هناك، أو لتواجد أبراج بثّ إذاعيّة وسكنيّة شديدة الارتفاع، يمكنهم من خلال الانزلاق من آفاقهِا، تحقيق المُراد.

كما أنها أغفلت سبباً حقيقيّاً، ربما لأنه ليس في صميم الاختصاص، أو قد يكون غائباً عن الوجدان، أو ربّما حاضراً ولكن لا تُحبّذ إظهاره، وسواء لهامشيّته، أو عن عمدٍ وقصد،  كما اعتاد كثيرون العمل على تكريسه وتعميقه، برغم خطورة إهماله أو التغاضي عنه بأي حال، كونه أعظم ثقلاً من الاسباب الكبيرة الفائتة.

وإذا ما تم الفحص في اقتصار الحالة على تلك المنطقة، فإنه يُمكن إيجاز نتيجته في عبارة واحدةٍ فقط، بعد التخلّص من سرد الضغوطات النفسيّة والاجتماعيّة والماديّة وغيرها، باعتبارها منطقة مُهمّشة تماماً، ليس منذ وقتٍ قريب، وإنّما منذ عقودٍ خلت من قبل، على أن تعاظم نسبة التهميش هذه، بدت حتى هذه الفترة، سبباً رئيساً كافياً، للدفع بتفكير هؤلاء الشباب باتجاه إنهاءِ حياتهم، سيما وهم ينظرون بعيونهم صوب المنطقة الشماليّة، وهي غارقة في الأضواء، والمشغولة في العمل والحركة.

 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الانتحار  متى، أين، ولماذا ظاهرة الانتحار  متى، أين، ولماذا



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday