الطبقية في الحج
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الطبقية في الحج

 فلسطين اليوم -

الطبقية في الحج

أحمد عبد الفتاح

أنعم الله علي هذا العام بأداء فريضة الحج..ويالها من نعمة لا يعرف حلاوتها إلا من ذاقها..بدءا من السعي للحصول علي تأشيرة الحج، وحتي ركوب الطائرة للذهاب إلي الأراضي المقدسة، كنت أشعر خلال هذه الفترة بسعادة رجل ليلة عرسه وربما أكثر.
ولكن !!! -وهذا هو بيت القصيد فيما أكتبه - شعرت أيضا بأن هناك طبقية وتمييز في الحج..بدءا من انهاء اجراءات دخول الحجاج أراضي المملكة وحتي طواف الإفاضة..وهو ما سأذكره بالتفصيل .

لا أنكر جهود المملكة التي بذلت وتبذل للتيسير علي ضيوف الرحمن، والتوسعات الكبيرة في الحرمين الشريفين والتطورات التي لحقت بأماكن المشاعر المقدسة، إلا أن هذه الجهود صاحبتها ألوان شتي من التمييز بين الحجاج منذ وصولهم إلي الاراضي السعودية وانا هنا سأروي ما شاهدته بعيني:
الفوج الاماراتي:
كان ميعاد طائرتي علي الخطوط الجوية السعودية في الثانية والنصف صباحا..لكنها أقلعت في الخامسة بدعوي وجود عطل فني، ثم وصلنا مطار جدة في الثامنة صباحا بتوقيت السعودية وانتظرنا ساعتين ونصف لحين دخول منطقة ختم الجوازات، وما أن وقع علي رحلتنا الدور لختم جوازاتنا إذ بضابط سعودي يؤخرنا لانهاء اجراءات سفر فوج اماراتي أولا ..انتظرنا لأكثر من ساعة وسط تذمر وارهاق كبار السن ممن كانوا علي نفس رحلتي.
" عايز ارجع القاهرة"
ثم جائت أصعب مرحلة في انهاء اجراءات الدخول إن لم تكن في الحج علي الاطلاق..وتعرف بالتفويج..وهي عبارة عن نقل الحجاج من جدة الي المطوف في مكة المكرمة، وتسليمه جواز السفر الذي لن تراه الا قبل عودتك لبلادك منعا لاي محاولة للبقاء في المملكة للعمل بعد الحج.
المهم في مرحلة التفويج هذه يكون الحجاج قد وصلوا لمرحلة من الارهاق لا توصف..وينتظرون بالساعات حتي يجدون من يرضي من مسئولي وزارة الحج لنقلهم الي مكة..علما بانه غير مسموح بركوب تاكسي مثلا او اي وسيلة موصلات اخري، والغريب في الامر ان الباصات كثيرة ومع ذلك تجد الحجاج يستجدون هؤلاء المسؤولين لنقلهم..والمسؤلون يتهربون، ولا اعرف حتي الان سبب هذا التهرب سوي جمل يرددونها مثل " ان شاء الله..جمعوا ٤٩ لكي نكمل عدد ركاب الاتوبيس..اصبروا شوية" وغيرها من العباراة المطاطة التي لا تراعي اي شئ ..حينها سمعت صراخ اكثر من حاج " مش عايز احج..رجعوني
القاهرة..حرام عليكم اللي بتعملوه فينا..انتوا بتستعبدونا" .
ضع المشهد السابق بجوار مشهد باصات مكتوب عليها " برنامج ضيوف خادم الحرمين" وهذه الجملة ستراهاطوال فترة الحج حتي في المدينة المنورة، هذه الباصات المتميزة تفتح لها الابواب وجميع الاكمنة لمجرد الشعار المكتوب عليها.
" الباص عطلان والسواق تايه"
بعد نحو ٤ ساعات استطعت ان ادخل وسط مجموعة لكي اركب معهم باص متهالك..وتكييفه سئ في ظل درجة حرارة مرتفعة..لكن كل ذلك أهون من مواجهة تعنت مسئولي وزارة الحج ورفضهم تسيير الباصات المتراصة والفارغة، تنسمنا عبير بيت الله الحرام بمجرد التحرك..ونسينا ما لاقينا من عنت توقا وشوقا لرؤية الكعبة..استوقفتنا سيارة كبيرة توزع مواد غذائية من فاعل خير.. وبعدها فوجئنا بتعطل الباص في وسط الطريق..وجائت عربة اخري لاصلاح العطل..ثم استكملنا المسيرة..لنفاجأ مرة أخري أن السائق تائه ولا يعرف الطريق لمكة لدرجة اننا مررنا علي كمين واحد ٣ مرات..ثار الحجاج علي
السائق..ليرد الاخير قائلا " ياجماعة انا مصري زيكم وقدمت في برنامج العمالة المؤقتة وقت الحج علشان احج ودي اول مرة فحياتي اسوق هنا" ..حينها تبلد الجميع ..الهذه الدرجة يستخفون بالحجاج والعمال ايضا؟؟..تجاوزنا الموقف وظللنا نسال عن الطريق الي ان وصلنا لمكتب المطوف بعد مناوشات عدة بسبب طول الطريق والوقت.

" المطوف وشيك الاركاب"
يدفع كل حاج عند حصوله علي التاشيرة ما يعرف بشيك الاركاب للمطوف وهو ما يعادل الفي جنيه تقريبا..نظير الانتقالات من المطار لمكة ..ثم من مكة للمدينة..ثم الانتقال والاقامة بمشعري عرفات ومني..ومن المفترض انه لو لم يستخدم الحاج الخدمات السابقة " كأن يقيم مع اصدقاءه او اقاربه مثلا " فان له الحق في استرداد مستحقاته وهو ما لم يحدث.

عرفات..ومسجد نمرة
بعد اداء العمرة تحللنا حتي جاء موعد يوم التروية والذي احرمنا فيه للحج وانتقلنا ليلا الي عرفات ..ذلك الركان الاعظم..والمكان الذي دقت له قلوبنا كلما اقتربنا منه..ولم لا وهو موقع ترك الذنوب والخطايا.
في هذا المكان وجد الحجاج كل الرعاية والاهتمام سواء من ضباط الامن السعودي او من فاعلي الخير ..لكن عند ذهابي لمسجد نمرة وجدت كل الابواب مغلقة من قبل ضباط الامن لشدة الزحام..ودلف من بيننا حاج قال لضابط الامن انه يتبع البعثة الرسمية السعودية..فدخل لمسجد نمرة بكل سهولة..وتعجب كل التواقين لصلاة الظهر والعصر قصرا في نمرة تأسيا برسول الله..هل المسجد شديد الزحام علينا وعلي اعضاء البعثة لا؟!.
"مني ورمي الجمرات"
افضنا الي مزدلفة ثم سرنا بعد فجر يوم النحر الي مني في مشهد مهيب يشبه يوم الحشر..ولاقانا ضباط الامن السعودي برش المياة المثلجة تخفيفا من شدة حرارة الجو..فضلا عن كولديرات المياة المتراصة علي جوانب الطريق واعلاها مراوح ضخمة.
وما ان ظهر جسر الجمرات امامنا حتي وجدت مبني شاهقا عليه طائرة هليكوبتر..عرفت فيما بعد ان هذا المبني مهبط طائرة هليكوبتر مخصص للامن السعودي ولضيوف الملك من كبار المسئولين والشخصيات العامة حتي يتلاشو الزحام في رمي الجمرات، فضلا عن نفق ارضي مخصص للزعماء كاجراء تاميني.

رميت الجمرات في كل سهولة ويسر واثناء عودتي لمكة لكي اطوف طواف الافاضة لم اجد وسيلة مواصلات فاكملت السير وبعد وصولي الفندق قرات خبر حادث التدافع بمني..وبعدما طفت الافاضة عدت الي مني للمبيت بها..واثناء العودة وجدت طوفانا من الحجاج يسيرون علي اقدامهم نظرا لعدم وجود وسيلة مواصلات فضلا عن غلق الطريق المؤدي الي مني قبل جسر الجمرات بنحو كيلو متر..
كل هذا امر طبيعي..لكن غير الطبيعي هو مرور حافالات. " برنامج ضيوف خادم الحرمين" وغيرها من حافلات الخمس نجوم من كل الاكمنةالمؤدية الي مني..بينما يكمل باقي الحجاج رحلتهم سيرا علي الاقدام..ومن يبحث عن تاكسي او باص فسيجد نفسه فريسة للسائقين حيث لا رقيب ولا حسيب من وزارة الحج عليهم..فقد طلب احد سائقي التاكسي ٢٠٠ ريال من كل سائق ..اي ما يعادل ٤٥٠ جنيها ..لكي يسير به مسافة لا تزيد عن ٣ كم.
وصلت مني ورائحة الموت تطل من كل مكان..خاصة وان حادث التدافع وقع في شارع خلف المخيم الذي اقمت فيه..وقال شهود عيان ان جثث الحجاج ملأت نحو ٤ شوارع ..كلها اكتست باللون الابيض لملابس احرام الضحايا، وفي نفس اليوم ليلا عقد ملك السعودية مؤتمرا لضيوفه من رؤساء البعثات الرسمية في الخيمة الملكية بمني علي بعد امتار من موقع حادث التدافع..ولكن شتان بين المشهدين.

"طواف الوداع والمغادرة"
بعدما اديت طواف الوداع خرجت من احد ابواب الحرم المكي لاجد ما يشبه الجسر بين فندق ملاصق للحرم والحرم ذاته..وعلمت ان الفندق هو قصر الضيافة ..الذي قد عقد فيه مؤتمر القمة الاسلامي في شهر رمضان عام ٢٠١٢.. ويستضيف ضيوف خادم الحرمين..اما الجسر فهو مخصص لطواف الضيوف بعيدا عن الزحام.
هذا بعض ما شاهدته واسال الله ان اكون صادقا وامينا فيما نقلت..وان يوفق اولي الامر للقضاء علي هذه الظواهر السلبية التي تنافي من وجهة نظري جوهر الحج في تحقيق المساواة بين المسلمين في مختلف اصقاع الارض..وختاما فإن رحلة الحج أمتع ما فيها المشقة طلبا لغفران المولي وصفحه..وعدنا واياكم بزيارة بيته مرات ومرات.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبقية في الحج الطبقية في الحج



GMT 10:41 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

GMT 04:14 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:59 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday