طولكرم - فلسطين اليوم
أثارت مسيرة دعت لها بعض الشخصيات في عائلة المعتقل لدى جهاز الاستخبارات التابع للسلطة الفلسطينية في طولكرم شمالي الضفة الغربية أنس الجيوسي حالة من التوتر مع الأجهزة الأمنية، أعقبها مواجهات أسفرت عن اعتقال خمسة من أفراد العائلة مساء الجمعة تخللها إطلاق نار.
وذكرت مصادر محلية في طولكرم لـ "صفا" أن الحادثة بدأت حين دعت عائلة المعتقل الجيوسي بدعم من جهات في حركة "فتح" في طولكرم لمسيرة الأحد المقبل للمطالبة بإطلاق سراح الجيوسي المعتقل منذ شهرين لدى الاستخبارات.
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية أخذت قرارًا بمنع المسيرة، علمًا أن وفدا من حركة "فتح" وعائلة الجيوسي اجتمع قبل أيام في محافظ طولكرم مع عصام أبو بكر، وأبلغه بأنه إن لم يُطلق سراح الجيوسي فسيتم تنظيم مظاهرة أمام مقر الاستخبارات.
وبحسب شهود عيان فإن ما جرى الليلة الماضية كان تصدي عناصر من الأجهزة الأمنية لمركبة كانت تحمل سماعة ومكبرات صوت تدعو المواطنين للمشاركة في المسيرة المزمع عقدها والمطالبة بإطلاق سراح الجيوسي، سرعان ما هاجمتها الأجهزة الأمنية واعتقلت خمسة من أفراد عائلة المحتجز الجيوسي.
وأوضح الشهود أن أفراد عائلة الجيوسي والمحسوبون على حركة "فتح" لم يستسلموا بسرعة لمهاجمة الأجهزة الأمنية، لهم وتخلل حادثة الاعتقال إطلاق نار من الطرفين، وسرعان ما تطور الموقف بدعم من أطراف في حركة "فتح" تدعم العائلة.
وأعقب مصادرة المركبة التي تحمل مكبرات الصوت استنفار عائلة الجيوسي لمسلحيها من حركة "فتح" ممن نظموا مسيرة في الحي الجنوبي للمدينة، وأطلقوا النار في الهواء بكثافة في حين لم تواجههم الأجهزة الأمنية ولم يحدث صدام بين الطرفين.
ويعتبر أنس الجيوسي آخر مطلوب من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح" يتلقى عفوًا من الاحتلال "الإسرائيلي" في محافظة طولكرم، حيث حصل على العفو في 13 تشرين الأول(أكتوبر) العام الماضي.
ويعمل الجيوسي في جهاز الأمن الوقائي في طولكرم، وهو ما خلق حساسية بين عناصر في الوقائي والاستخبارات العسكرية على خلفية اعتقاله.
ويؤكد أفراد من عائلة الجيوسي أنهم كانوا يدعون لفعالية سلمية وقانونية ولا يوجد أي مخالفة قانونية، بل إنهم أخذوا كافة الإجراءات القانونية، ومنها إشعار محافظ طولكرم بالفعالية من خلال كتاب خطي وهذا ما ينص عليه القانون.
وأشاروا إلى أن الجيوسي لم يقترف أي تهمة واحتجازه لـ 60 يومًا يستدعي التحرك من أصدقائه وعائلته ورفاقه السابقين من كوادر كتائب الأقصى وعدم تركه معلقًا بهذه الطريقة.
وأضافوا أن الدعوة للمسيرة لم تأت إلا أن بعد أن وصلت الأوضاع لطريق مسدود وبالتنسيق مع حركة "فتح"، حيث رفضت المحكمة الإفراج عنه بكفالة.
وأوضحوا أن أخبارا وصلت للعائلة أن أنس تعرض لمعاملة غير لائقة داخل مقر الاستخبارات، فيما تصر الاستخبارات على اتهامه بإطلاق النار على مواطن وإصابته في المدينة قبل شهرين ونصف، رغم عدم وجود ما يشير لعلاقته بالحادثة، بحسب أقرباء الجيوسي.
وتشير مصادر إلى أن حادثة الجيوسي تعد واحدة من عديد حالات في الضفة الغربية تؤشر لتوتر في العلاقة بين مسلحين وجهات في حركة "فتح" والأجهزة الأمنية، ويتقاطع فيها ما هو جنائي بما هو سياسي.
وتبين المصادر أن أطرافًا في حركة "فتح" لم تعد قادرة على تحمل سطوة الأجهزة الأمنية عليها، لاسيما التعامل مع المطلوبين السابقين في الحركة، ومن ذلك ما يجري لمعتقلي مخيم بلاطة.