بانغي - أ ف ب
استمر الوضع متوترا الجمعة في بانغي غداة مقتل جندي باكستاني من القبعات الزرقاء في كمين بعد ثلاثة ايام من اعمال عنف عرقية الهبت مجددا عاصمة افريقيا الوسطى.
واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مساء الجمعة ان الوضع الامني ازداد تدهورا في بانغي. وقالت في تصريح نشر على موقعها الالكتروني ان "اضطرابات ما زالت قائمة في بانغي حيث اقيم العديد من الحواجز وجرت مظاهرات ذات طابع سياسي".
واشار البيان الى ان القوات الفرنسية والدولية "تواجه عدة مجموعات مسلحة تسعى الى تأزيم الوضع".
وكان ساد هدوء حذر مع انتشار القوات الوطنية والدولية -الفرنسية والاوروبية والاممية- في المدينة التي شهدت مواجهات عنيفة اسفرت عن سقوط تسعة قتلى منذ مساء الثلاثاء.
لكن سمعت عيارات نارية صباح الجمعة في عدة اماكن بينما لا تزال ماثلة اثار متاريس اقيمت في اكبر شوارع المدينة.
غير ان النشاط كان بطيئا بسبب اضراب سائقي سيارات الاجرة احتجاجا على مقتل احدهم صباح الاربعاء في سيارته. واقتصرت حركة السير في المدينة على الدراجات النارية التي تعمل كسيارات اجرة والسيارات الخاصة وعربات الامم المتحدة وهيئات الاغاثة.
وفي ثالث ليلة عنف قتل جندي اممي باكستاني الخميس في كمين استهدف دورية كانت تقوم بها قوات الامم المتحدة في جمهورية افريقيا الوسطى (مينوسكا).
وقال مسؤول في مينوسكا لفرانس برس ان "مسلحين ببنادق هجومية وقنابل يدوية هاجموا ليلا احدى دورياتنا التي كانت تضم جنودا من باكستان وبنغلادش في حي بي كاي11، عند مخرج بانغي الشمالي" مضيفا ان الهجوم اسفر ايضا عن سقوط تسعة جرحى احدهم في حالة حرجة.
وهذه اول جندي يقتل من القوات الاممية منذ بداية انتشارها في 15 ايلول/سبتمبر.
واضاف المصدر ان دركيا قتل ايضا في مخرج بانغي الشمالي بيد زعيم مليشيا انتي بالاكا المسيحية لكن مسؤولا من هذه المليشيا اكد ان رجاله ليسو متورطين في ذلك الهجوم.
وقال مسؤول حكومي مفضلا عدم كشف هويته في انتظار رد رسمي لفرانس برس ان "اعداء السلام ما زالوا يتحركون من اجل تعطيل حسن سير المرحلة الانتقالية، والحكومة ستضع قريبا حدا لهذا النوع من الاعمال الشنيعة التي لا تشرف بلادنا".
استعادت بانغي المضطربة منذ سنة ونصف بمواجهات عنيفة وتجاوزات وعمليات نهب، شيئا من حياتها الطبيعية منذ عدة اسابيع قبل ان تندلع اعمال العنف مجددا.
وبدأت اعمال العنف عندما هاجم احد المسلمين كان على دراجة نارية بعض المارة في الشارع مساء الثلاثاء بقنابل يدوية ثم مقتل سائق سيارة اجرة شاب الاربعاء برصاص مسلحين ايضا مسلمين احرقوا العشرات من المنازل، وفق مصدر اممي.
وردا على ذلك اقام اشخاص قالوا انهم من مليشيا انتي بالاكا التي قامت بمطاردة المسلمين بداية السنة، متاريس في شوارع وسط وشمال المدينة.
وقالت الامم المتحدة ان حوالى ثلاثة الاف شخص نزحوا من ديارهم اثر اعمال العنف تلك.
ويرى كثيرون في بانغي ان مقتل الجندي الاممي ليس مفاجئا نظرا لانتشار الاسلحة ولان المصالحة بين المجموعات العرقية لم تتم بعد.
وقال احد المدافعين عن حقوق الانسان في افريقيا الوسطى طالبا عدم ذكر اسمه ان "شرطة مينوسكا تنشط من اجل دحر انتي بالاكا التي اقامت متاريس على الطريق العام، وكان متوقعا ان تستهدفها المليشيات بهجماتها".
وقالت التاجرة جوزيان كولندو لفرانس برس "لو دفع هذا العمل بمينوسكا الى نزع كل الاسلحة الحربية وغير القانونية بشكل منهجي فاننا سنحقق تقدما ايجابيا".
ووعدت الامم المتحدة بمواصلة مهمتها عبر الحوار والحزم.
وقال الممثل الخاص للامم المتحدة في افريقيا الوسطى ابو بكر غاي "سنعمل مع كافة الفاعلين من اجل تحقيق اهدافنا، والنهوض بالسلام والمصالحة في جمهورية افريقيا الوسطى لكننا سنواصل اتخاذ اجراءات صارمة ضد المجرمين الذين يهددون المدنيين".
واضاف في بيان ان "هذه الجريمة بحق قوات الامم المتحدة التي جاءت الى هنا لمساعدة شعب جمهورية افريقيا الوسطى، غير مقبولة على الاطلاق وسيحاسب المسؤولون عنها وسيحالون امام القضاء".
وفي نيويورك اعلن الامين العام للامم المتحدة ليلا ان "الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لانهاء المرحلة الانتقالية بنجاح واستعادة السلام الدائم والاستقرار في جمهورية افريقيا الوسطى".