القدس المحتلة ـ وليد أبوسرحان
تعرضت مدينة القدس المحتلة وأهلها خلال العام الماضي 2014 للكثير من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق المدينة وأبنائها.
ورصد مركز معلومات وادي حلوة– سلوان في تقريره السنوي للعام 2014، الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت بحق القدس وأهلها خلال العام الماضي.
ووفق التقرير السنوي للمركز، الذي أرسل نسخة منه لـ"العرب اليوم"، الاثنين، فإنَّ مدينة القدس شهدت عدة أحداث كبيرة في العام الماضي مثل إقدام مجموعة من المستوطنين على خطف الفتي محمد أبوخضير وقتله حرقًا.
وكان ثلاثة مستوطنين اختطفوا الفتى محمد أبوخضير، 17 عامًا، من أمام منزله أثناء توجهه إلى مسجد شعفاط "الملاصق للمنزل" لأداء صلاة الفجر في شهر رمضان، وقاموا بالاعتداء عليه وقتله وحرقه.
وإلى جانب جريمة قتل الطفل أبوخضير حرقًا والتي فجرت موجة من المواجهات العنيفة مع المواطنين في القدس المحتلة، قتلت مجموعة من المستوطنين المواطن يوسف الرموني شنقًا أثناء عمله على حافلة للنقل العام في القدس الغربية خلال تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وهم ضمن 10 شهداء سقطوا بنيران القوات الإسرائيلية وجرائم المستوطنين.
كما رصد المركز أكثر من 80 اعتداء على مواطنين فلسطينيين نفذها المستوطنون في القدس بشقيها الشرقي والغربي، ونفذت الجماعات اليهودية المتطرفة بتوقيع من عصابة "تدفيع الثمن" اليهودية والمستوطنين عدة اعتداءات ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى الاعتداء على السكان في منازلهم، ومهاجمة الأحياء السكنية التي غرست فيها البؤر الاستيطانية.
كما قامت جماعة "تدفيع الثمن" بخط شعارات على كنيسة "سيدة فلسطين"، وعلى الكنيسة الرومانية، وعلى منزل عائلة المغربي في القدس القديمة، كما قام أحد المستوطنين بإطلاق النار في حارة النصارى في القدس القديمة.
ورصد التقرير ما تعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات العام الماضي؛ إذ اقتحمه أكثر من 12 ألف مستوطن إسرائيلي، ومُنعت فيه صلاة الجمعة 17 مرة كما اقتحمته قوات الاحتلال المدججة بالسلاح 17 مرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2200 فلسطيني من القدس المحتلة العام الماضي، كما هدمت سلطات الاحتلال 100 منشأة وشردت 250 مواطنًا من منزله.
وأغلقت السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى خلال العام الماضي 41 مرة "لا تشمل أيام الجمع"؛ إذ منعت فيه بعض الفروض، وأغلقت معظم أبوابه باستثناء أبواب حطة والسلسلة والمجلس، وحرمت المواطنين من الدخول والخروج إلى الأقصى بحرية كاملة.
وأبعدت سلطات الاحتلال العشرات من المواطنين عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين 3 أيام وحتى 90 يومًا "قابلة للتجديد"، والإبعاد شمل الأطفال والشبان والنساء وكبار السن.
كما رصد المركز إبعاد 300 فلسطينيًا عن الأقصى، خلال العام 2014، وأكثر الأشهر هو نيسان/ أبريل 2014 إذ أبعد العشرات من الشبان والفتية عن المسجد.
وكان العام 2014 حافلاً بالشهداء من مدينة القدس؛ إذ شهدت تنفيذ عدة عمليات ضد الإسرائيليين أدت إلى ارتقاء منفذيها برصاص القوات الإسرائيلية، واستشهد خلال العام الماضي 10 مقدسيين "3 شهداء من بلدة سلوان الثوري- رأس العامود- البستان و3 شهداء من قرية جبل المكبر، وشهيد من مخيم شعفاط، وآخر من بلدة الطور، وآخر من حي شعفاط، وآخر من حي واد الجوز".
كما قامت سلطات الاحتلال بالتنكيل بعائلات الشهداء، من خلال اقتحام منازلهم واعتقال العديد من أفراد عائلاتهم النساء والرجال، وأصدرت قرارات هدم عسكرية لمنازلهم.
كمل سجل العام 2014 ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات الاعتقال العشوائية ضد المواطنين؛ إذ رصد مركز معلومات وادي حلوة اعتقال نحو 2250 مقدسيًا، بينهم 700 قاصر "70 منهم لم تتجاوز أعمارهم الـ13 عامًا"، و69 سيدة، بينهم 3 طالبات مدارس، و15 مواطنًا تتراوح أعمارهم بين 45-72 عامًا.
وأشار مركز معلومات وادي حلوة في تقريره أنَّ بلدية القدس التابعة للاحتلال واصلت تنفيذ هدم منشآت سكنية وتجارية وأسوار في أحياء مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص، كما أجبرت البلدية العديد من المقدسيين على تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأيديهم، بعد تهديدهم بالسجن الفعلي وبفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم.
ورصد المركز خلال العام الماضي هدم 6 بنايات سكنية، و18 منزلًا بجرافات بلدية الاحتلال، وأدت عملية الهدم إلى تشريد نحو 250 مقدسيًا، كما هدمت طواقم سلطة الطبيعة 20 قبرًا من مقبرة الشهداء في باب الأسباط، بدعوى أنَّ الأرض مصادرة لسلطة الطبيعة.
ويلاحق كابوس هدم المنازل الآلاف من المواطنين المقدسيين، بعد توزيع إخطارات هدم عليهم شملت الأحياء في مدينة القدس كافة.