موقع "فيسبوك"

نعى جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" الشاباك، أحد كبار قادته السابقين والذي قضى منتحرًا، السبت الماضي، عقب منشور عبر موقع "فيسبوك" يتهمه بالعنصرية.

وعدَّد "الشاباك" مناقب الضابط السابق أرائيل رونيس، الذي التحق بالجهاز منذ العام 1992، وعمل على مدار 18 عامًا في الكثير من القضايا الأمنية السرية.

وكشف "الشاباك" أن رونبس أشرف شخصيًا على الكثير من عمليات اغتيال المقاومين في الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان، وتركز عمله على مدار فترة طويلة على محاولة دمج العملاء في المجتمع "الإسرائيلي" وذلك بعد افتضاح أمرهم في المناطق الفلسطينية.

واعتبر الجهاز أن فقدان رونيس خسارة كبيرة للأمن والمجتمع "الإسرائيلي"، معربًا عن صدمته البالغة من انتحاره.

وأقدم رونيس على الانتحار برصاصة في الرأس، بعد اتهامه بالتعامل بشكل عنصري مع إحدى اليهوديات الإثيوبيات قبل أيام.

وكتب الضابط ويدعى أرائيل رونيس عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، وقبل انتحاره أنه صدم باتهامه بالعنصرية وأنه لم يعد يحتمل هكذا اتهامات بعد كل ما قدم للكيان من خدمات طوال 20 عامًا من خدمته في "الشاباك".

وكانت يهودية من أصول إثيوبية وتدعى "لي يوريستا" كتبت عبر صفحتها على "فيسبوك" قبل 3 أيام أنها توجهت إلى مكتب تسجيل السكان في وزارة الداخلية "الإسرائيلية" للحصول على جواز سفر لابنها؛ حيث يعمل الضابط "رونيس" كمدير هناك بعد تقاعده من "الشاباك"، وبعد أن تبادلت معه أطراف الحديث عن العنصرية التي تعاني منها كإثيوبية، قال لها "اغربِ عن وجهي".

وقررت الإثيوبية في أعقاب ذلك الهجرة من الكيان والعودة إلى بلدها الأم ودونت ذلك على صفحتها، وتداول المنشور أكثر من 6 آلاف شخص، الأمر الذي لم يحتمله الضابط فقرر الانتحار.

وجاء على لسان الضابط قبل انتحاره أنه لم يقصد إهانتها ولكنه طلب منها أن تلتزم بدورها وألا تتجاوز من هم أمامها فقط لأنها تعاني من هاجس العنصرية.

وسرد الضابط سنوات خدمته في الشاباك وكيف أنه عمل مع العرب والدروز والمسلمين وجيش لبنان الجنوبي على حماية أمن الكيان، وأنه لم يكن يحلم بأن يتم التعامل معه بهذا الأسلوب، ولم تمض عدة دقائق على كتابة منشوره حتى انتحر في منزله في مدينة "هود هشارون" جنوب شرقي تل أبيب.

وامتدح رئيس "الشاباك" الأسبق "يوفال ديسكين" الضابط رونيس عبر منشور على موقع "فيسبوك"، وبين أنه لم يحتمل مشاركة 6 آلاف "إسرائيلي" منشور الإثيوبية التي تشهّر به، داعيًا إلى استخلاص العبر من نسج هكذا قصص متسرعة ولا تمّت إلى العنصرية بصلة.