غزة_ عبد القادر محمود
لقي ثلاثة شبان حتفهم وأصيبت فتاة بجراح، جراء اطلاق النار باتجاههم من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي في ثلاثة حوادث منفصلة في مدينتي القدس والخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وكشف شهود عيان استشهاد شاب فلسطيني ، برصاص قوات الاحتلال، عقب طعنه جنديًا وإصابته بجراح طفيفة، في حيّ تل الرميدة في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية.
وقالت وزارة الصّحة الفلسطينية إنّ الارتباط المدني أبلغ وزارة الصحّة باستشهاد مواطن، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه، في منطقة تل الرميدة في مدينة الخليل، وقالت مصادر عبرية إنّ جنديًا أصيب بجراح طفيفة بعد تعرّضه للطعن من جانب شاب فلسطيني أطلق الجنود الرصاص باتجاهه.
وذكر الإعلام العبري، أن فلسطينيًا هاجم جنديًا على حاجز "جيلبر" القريب من الحي الاستيطاني في تل الرميدة في الخليل، حيث أصيب الجندي بجراح في وجهه بينما جرى استهداف المهاجم بالرصاص فأصيب بجراح، وجرى نقل الجندي لمستشفى "شعاريه تسيدك" في القدس، في حين نشر الجيش قوات معززة في منطقة الخليل تحسبًا لعمليات جديدة.
وأكّدت مصادر فلسطينية أنّ مركبات إسعاف وآليات للجيش تجمعت على حاجز "جلبرت" العسكري في حيّ تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وهو ذات المكان الذي ارتقى عليه الشهيد عبد الفتاح الشريف.
وانتشرت قوّات الاحتلال في أرجاء حيّ تل الرميدة، ومنعت القوّات المواطنين من الخروج من منازلهم، فيما فرضت القوات طوقًا أمنيًا مشددًا على الحيّ وشارع الشهداء القريب، وأغلقت الحواجز العسكرية القريبة.
وفي أعقاب الحادث، اندلعت مواجهات متفرقة بين المواطنين وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، أطلقت خلالها قوّات الاحتلال القنابل الغازية والصوتية، ونشرت قوّات الاحتلال حواجزها العسكرية في عدد من الشوارع والمفترقات الرئيسة، في الوقت الذي أغلقت فيه قوّات الاحتلال عددًا من مداخل بلدة بني نعيم شرق الخليل.
جاء ذلك، عقب استشهاد مواطن وإصابة فتاة بجروح بعد ظهر اليوم الجمعة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الخليل جنوب الضفة الغربية بعد إطلاق النار عليهما داخل سيارة بزعم محاولة تنفيذ عملية دهس.
وقالت وزارة الصحة إنها أبلغت باستشهاد الشاب فارس موسى محمد الخضور "20 عامًا"، كما أكّدت مصادر محلية إصابة قريبة الشهيد وهي رغد عبد الله عبد الله الخضور "17 عامًا" وهي شقيقة الشهيدة مجد الخضور التي استشهدت في محاولة دهس في ذات المكان وهو مدخل مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل.
وذكر الإعلام العبري، أن فلسطينيًا كان يقود مركبة حاول دهس مجموعة من الإسرائيليين على مفرقة "الياس" القريب من المستوطنة حيث أصيب 3 جنود بجراح طفيفة، اثنان بالصدمة وثالث بالشظايا، مشيرة إلى أن قوات الجيش ردت بقتل السائق وإصابة فتاة كانت بجانبه بجروح.
وفي وقت سابق، قال شهود عيان إن قوات الاحتلال استهدفت بعد ظهر اليوم الجمعة بإطلاق نار كثيف سيارة فلسطينية قرب مدخل مستوطنة "كريات أربع" شرقي الخليل.
وأغلقت قوّات الاحتلال مدخل الفحص وهو المدخل الجنوبي لمدينة الخليل، في وقت نشرت فيه قوّات الاحتلال حواجزها العسكرية على مداخل المدينة وعلى طول الشارع الالتفافي القريب من مكان الحادث.
وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن أن قواته قتلت بعد ظهر اليوم الجمعة مواطنًا أردنيًا بإطلاق النار عليه في باب العامود بالقدس بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن بسكين.
وذكرت شرطة الاحتلال أن شابًا يحمل الهوية الأردنية استل سكينًا باب العامود وركض باتجاه مجموعة من جنود "حرس الحدود" قبل أن يطلقوا عليه وابلًا من النيران فاستشهد في المكان.
وزعمت الشرطة أنه عثر بحوزة الشاب على سكين آخر، في حين تجري الشرطة تحقيقات في كيفية وصوله للمكان مع السكاكين.
من جانبه، قال ضابط اسرائيلي، إن التصعيد الذي طرأ اليوم على الأوضاع في الضفة الغربية قيد التقييم لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وغير مستبعد فرض "إجراءات أمنية" مشددة على المناطق التي خرج منها المنفذون المفترضون لعمليتي اليوم في القدس والخليل.
وأضاف :"بشكل عام نحن نبحث الاجراءات الأمنية المنفذة في منطقة الخليل الآن، ونتوقع فرض عقوبات وترتيبات أمنية على المنطقة التي خرج منها الشاب والشابة منفذي محاولة الدهس قرب كريات أربع".
وقال الضابط، إن وقوع العمليتين يأتي بعد فترة هدوء قدم خلالها الجانب الاسرائيلي "تسهيلات" للفلسطينيين خصوصًا في فترة عيد الأضحى، كما وقعت اسرائيل مع السلطة الفلسطينية اتفاقية لمد انبوب غاز الى قطاع غزة، وكذلك اتفاقية البريد التي تسمح بوصول البريد مباشرة لمكاتب البريد الفلسطينية.
وطالب السلطة الفلسطينية أن تقف في وجه ما وصفها بالعمليات الارهابية قائلًا إن هذه العمليات لن تجدي نفعًا وفقط بالسلام تتحقق المطالب.
بدورها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عمليات الإعدام الميداني التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي اليوم في مدينتي القدس والخليل.
وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، اليوم الجمعة، إن هذه الجرائم لن تفلح في كسر إرادة شعبنا، مؤكدًا أن هذه الدماء الطاهرة ستكون وبالًا على الاحتلال ووقودًا مباركًا لانتفاضة القدس، داعيًا إلى استمرار المواجهة والتصعيد ضد جنود الاحتلال والمستوطنين انتقامًا لدماء شهدائنا الأبرار.
من جهتها، حملت حركة الجهاد الاسلامي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمتي الإعدام الميداني في مدينتي القدس والخليل ، وأكدت الحركة أن الرد على جرائم الاحتلال قادم بإذن الله تعالى، وأن فاتورة الحساب مع الاحتلال عن كل جرائمه ومحارقه ستبقى مفتوحة حتى رحيله عن أرضنا ومقدساتنا.
من جانبه، جدد المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، مطالبته المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري والعاجل لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يواجه الاعدامات الميدانية على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقال المتحدث الرسمي، إن إعدام قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين في الخليل والقدس بينهم مواطن أردني خلال الساعات الماضية، يؤكد استمرار اسرائيل في تنفيذ مسلسل جرائمها البشعة التي تعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية حسب أعراف وقوانين المجتمع الدولي.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن التبريرات التي تلجأ اليها قوات الاحتلال لا يمكن أن تخفي وتغطي على بشاعة الجريمة وطبيعتها السوداء، لأن اراقة دماء المواطنين العزل تحت الاحتلال هو جريمة حرب يحاسب عليها القانون.
وفي الوقت نفسه، حمل المتحدث الرسمي المجتمع الدولي المسؤولية بسبب صمته ازاء هذه "الجرائم البشعة"، وهو ما يشجع قوات الاحتلال على مواصلة اقتراف هذه الجرائم.