"موشي يعلون"

وجه ضابطٌ متقاعدٌ وخبيرٌ في التفكير العسكري خمسة نصائح لوزير الجيش "الإسرائيلي" "موشي يعلون" وذلك فيما يتعلق بالمواجهة المقبلة سواءً مع غزة أو لبنان.
 
وذكر الخبير والمحاضر في التفكير العسكري "يهودا فاكنين" في مقالة الأربعاء أن على "يعلون" الابتعاد عن تقليص مناورات وتدريبات الجيش كوصفة لتفوق الجيش العسكري في الميدان، مشيرًا إلى أن تقليص التدريبات تمكن قائد الكتيبة من الانتصار على عدوه فقط إذا تعاون عدوه معه وإلا فالهزيمة مصيره.
 
أما النصيحة الثانية فتتمثل في تقليص أمد المعركة المقبلة لأن المعارك الطويلة سيئة للاقتصاد ولمعنوياتها "إسرائيل" الوطنية ويصوروها كدولة ضعيفة، كما أن طول أمد المعركة لا يبعث على تعاطف دولي معها.
 
وأضاف، "إذا ما كان أقصى ما يستطيع الجيش ويرنو إليه هو قتال منظمة شبه عسكرية على مدار 50 يومًا تنتهي بتفاهمات وليس بحسم ساحق فإنه يبدو بمظهر الضعيف لدولة منهكة، تاريخ الأمم وتاريخ "إسرائيل" يعلمنا أن الضعف وصفة للاشرعية، وفي هذا السياق عليك بعدم اختلاق ذرائع لإطالة أمد المعركة من قبيل وقف إطلاق نار لملء خزانات الشرعية".
 
ويرى الكاتب أن على "يعلون" التركيز على قتل قادة العدو أو إبعادهم حال اندلاع المواجهة المقبلة كهدف رئيس يستوجب تحريك القوة نحوه منذ البداية، وذريعة الامتناع عن خطوة كهذه لأن البديل أسوأ بكثير هو جزء من نظام التهرب من اتخاذ القرارات التي تخلق ظروفًا مغايرة.
 
وبين الخبير "الإسرائيلي" إذا ما كان كل زعيم نسخة طبق الأصل واستمرار لسابقه كما يدعي قادتنا، فلا داعي للانتخابات الديمقراطية المعدة لتغيير السلطة، فإذا ما فكر أحدهم بتغيير رئيس وزراء في "إسرائيل" فمن واجبه –بحسب هذا المنطق-أن يتطلع لتغيير السلطة لدى العدو أيضًا، ولذلك فعليك ألا تبلغ قادة عدوك بنيتك عدم المس بهم، لأن استمرار سلطتهم مطلوب لأمن "إسرائيل" فهذا نوع من النكات السيئة.
 
أما النصيحة الرابعة فتكمن في عدم الخوف من عدد القتلى الكبير في صفوف الجيش والمواطنين خلال الحرب المتوقعة، فلم تتحقق أي من هذه المخاوف خلال التاريخ العسكري، فقد حفرت آلاف القبور سلفًا قبيل حرب الأيام الستة تحسبًا من مقتلهم ولكن غالبيتها بقيت فارغة، كما حفرت آلاف القبور إبان الحرب التي اعتبرت في أوج قوة "إسرائيل" العام 73 والتي تبين أنها حفرت بشكل متسرع فيما بعد.
 
في حين تمثلت النصيحة الأخيرة بقلب معادلة المعركة منذ البداية فبدلاً من بدء المعركة بوتيرة منخفضة وزيادة حدتها مع الوقت اقلب المعادلة وابدأ الحرب من الأعلى للأسفل، وابدأها بأقصى ضغط على العدو وخفف الضغط مع الأيام، وأنهي الحرب فقط بعد أن يرفع عدوك الراية البيضاء، وكذلك لا تبلغ عدوك بالهدف النهائي للحرب من اللحظة الأولى لنشوبها، لأن ذلك يشجعه ويساعده على تحمل كل ما تواجهه به".
 
ويعد جيش الاحتلال أن آخر حرب خاضها كانت صيف العام الماضي مع غزة، واعترف فيها غير مرة أنها تعرض لخسارة قاسية بسبب شراسة المقاومة الفلسطينية.
 
وتتلاقى نصائح الخبير "الإسرائيلي" مع عقيدة رئيس الأركان الحالي لجيش الاحتلال "غادي إيزنكوت" الذي يؤمن بأهمية قصر فترة الحرب والضرب بأقصى ما يمكن على العدو، وهو صاحب "نظرية الضاحية".