رام الله ـ وليد ابوسرحان
تشهد الضفة الغربية تزايدًا ملفتًا للنظر في شعبية حركة حماس إثر صمودها في مقاومة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودك المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ والقذائف لأخر لحظة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الذي أعلنته القاهرة.
وتلمس بشكل واضح التأييد العارم في صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية لحركة حماس وذلك من خلال انتقاداتهم للأجهزة الامنية الفلسطينية المتهمة بملاحقة نشطاء الحركة واستدعائهم للتحقيق معهم.
ويتغنى اهالي الضفة الغربية في مجالسهم الخاصة بقدرة المقاومة الفلسطينية في دب الرعب في صفوف الاسرائيليين بواسطة الصواريخ والقذائف التي أطلقت على المدن والمستوطنات الاسرائيلية، بل وصل الحال ببعض المواطنين بتهديد جنود الاحتلال الاسرائيلي على الحواجز العسكرية المنتشرة بالضفة الغربية بأن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قادمة إليهم.
وفي ظل تصاعد شعبية حماس في صفوف الفلسطينيين بشكل كبير بثت القناة العبرية الإسرائيلية الثانية الليلية الماضية تقريراً عرجت خلاله على ارتفاع شعبية الحركة بالضفة الغربية بشكل قياسي وذلك بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأشار مراسل القناة للشئون الفلسطينية "أوهيد حمو" أثناء تغطيته لمهرجان لحركة "فتح" في جنين إلى أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى تمتع عضو المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية بشعبية وصلت إلى61% بينما انخفض التأييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نصف ذلك.
وأجرى المراسل عدة مقابلات خلال التقرير، أظهر أغلبية المواطنين تمسكهم بالمقاومة وتأييدهم لحركة حماس مع أن غالبيتهم ينتمون لفتح، بحسب التقرير.
ويرأى محللون سياسيون فلسطينيون، أن ارتفاع شعبية حماس، عقب الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، نتيجة طبيعية؛ أوجدها الرضا عن أدائها "العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وتوقع المحللون أن ارتفاع تأييد المواطنين للحركة يتوقف الآن على أدائها بعد الحرب، وقدرتها على البعد عن المناكفات السياسية، وإتمام المصالحة، وتقديم المساعدات الإنسانية والمجتمعية.
ووفقًا لاستطلاع رأي، أجراه "المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية" (مستقل) أخيرًا، في الضفة الغربية، فإن 61% من الفلسطينيين سينتخبون نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية رئيسًا لهم، إذا تم إجراء انتخابات رئاسية، مقابل 32% فقط سيمنحون أصواتهم للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولا بد من الذكر انه خلال فترة حكم حماس لقطاع غزة أي قبل تشكيل حكومة التوافق الوطني قبل شهور، واجهت الحركة انتقادات واسعة، على الصعيد المحلي والخارجي، واتهمتها العديد من الجهات بالتقصير والفشل في الأداء السياسي، وإدارة شؤون الحكم.
وكانت الحركة وقعت في 23 نسيان/ إبريل من العام الجاري، على اتفاق مع حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإجراء انتخابات تشريعية، ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وفي 2 حزيران /يونيو 2014، أعلن عن تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية، وأدى أعضاؤها اليمين الدستورية أمام عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية .